تشهد #السويداء تظاهرات احتجاجية على الوضع المعيشي هي الثانية في غضون 6 أشهر وذلك بعد تظاهرات حملة #بدنا_نعيش في كانون الثاني الماضي.

إلا أن التظاهرات الأخيرة تتميز بالشعارات، التي نادت بها كإسقاط الرئيس السوري “#بشار_الأسد”، وخروج إيران وروسيا من البلاد، ولم تبق مؤطرة بالهم المعيشي مما يعيد إلى الأذهان الاحتجاجات السلمية التي شهدتها البلاد في عام 2011.

وتأتي هذه #الاحتجاجات في وقت يعاني فيه الشعب السوري من تدني في مستويات المعيشة هو الأكبر على الإطلاق في تاريخ البلاد بالتزامن مع اقترب تطبيق قانون “#قيصر” على الحكومة السورية، وانهيار في سعر صرف #الليرة_السورية أمام #الدولار حيث تجاوز الأخير حاجز 3000 ليرة، وعجز حكومي عن ضبطه.

تظاهرات بشعارات مختلفة

قال أحد المشاركين في التظاهرات لموقع (الحل نت)، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن «التظاهرات انطلقت من أمام مبنى المحافظة في مدينة السويداء احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية التي وصلت إلى حد لا يطاق، وعلى الفساد المستشري»، مضيفاً أن «التظاهرات ضمت أكثر من 100 شخص من مختلف الفئات العمرية وخاصة الشباب، وذلك بناءً على دعوة للتظاهر انتشرت على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك».

وأشار إلى أن «العديد من المواطنين انضم للمتظاهرين أثناء تحركهم في سوق وشوارع المدينة، وتم إطلاق شعارات ضد #الفساد، وتدني الوضع المعيشي، بالإضافة إلى شعارات تطالب برحيل بشار الأسد، وسوريا لينا وما هي لبيت الأسد وخروج ايران وروسيا باعتبارهما أحد أسباب فقر الناس».

ولفت إلى أن «التظاهرات ستتواصل في السويداء وأن مظاهرات مشابهة ستشهدها المدن السورية الأخرى بسبب المعاناة التي يعاني منها السوريون».

وتابع أنه «لم يتم التعرض للمتظاهرين من قبل عناصر الأمن والشرطة، على الرغم من وجود انتشار أمني»، مؤكداً أن «تحرك المتظاهرين سلمي، وهو حق مشروع للتعبير عن رأيهم».

وكانت التظاهرات جاءت تلبية لدعوات على صفحات محلية على الفيسبوك للاحتجاج على تردي مستويات المعيشة، وعدم قدرة #الحكومة على ضبط سعر الصرف والدولار.

ونادت التظاهرات بشعارات مطلبية، إلا أن الشعارات تحولت إلى سياسية، أعادت إلى الأذهان التظاهرات السلمية التي انطلقت في 2011.

اتفاق على المطلب المعيشي.. واختلاف بشأن الشعارات السياسية

استطلعت (الحل نت) أراء العديد من المواطنين بشأن هذه التظاهرات، حيث أيد الكثيرون المطالب المعيشية التي خرجت من أجلها، واختلفوا بشأن الشعارات المنادية بـ “#إسقاط_النظام”.

وقال “هادي جسار”، اسم مستعار، لموقع (الحل نت) إن «التظاهرات التي خرجت تمثل كل أبناء السويداء وسوريا، حيث نشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، ولم نعد قادرين على تأمين أبسط الاحتياجات اليومية كالغذاء، وبعض الأسر أصبحت تعاني من الجوع»، مشيراً إلى أن «راتب أكبر موظف في البلاد لم يعد يتجاوز 25 دولارا».

وأضاف «تحملنا 9 سنوات من الأزمات المعيشية والأمنية وغيرها، إذا لم يجد النظام حلولا لمواجهة تلك الأزمات فليرحل، باع ثرواتنا للدول الأخرى بحجج واهية بسبب المقاومة، ونظرية المؤامرة، التي لم تعد تنطلي على أحد».

وتوقع «استمرار التظاهر في المدينة في حال عدم احتكاك المتظاهرين بعناصر الأمن، أو عدم حدوث أي عمل تخريبي مدبر من أي جهة».

بدوره، قال موظف رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن «الوضع المعيشي أصبح ضاغطاً جداً، والحكومة لم تحرك ساكناً ولم يخرج أحد منها لوضع الناس في صورة ما وصلنا إليه من فقر».

وأضاف «يتحججون بقانون #قيصر والعقوبات»، متسائلا «أليست العقوبات مفروضة على البلد منذ سنوات، وقانون قيصر تم تبنيه بشكل علني منذ أشهر».

ودعا «بشار الأسد لإقالة الحكومة ومحاسبتها على تقصيرها الكبير في المحافظة على أبسط حقوق المواطن المعيشية».

وقال “معاذ زهري”، اسم مستعار، وهو خريج جامعي إن «خروج الناس للتظاهر ضرورة حتى يدرك المسؤول ما يعانيه المواطن من فقر وعوز، فمعظم الأعمال في الأشهر الأخيرة بسبب كورونا والغلاء الكبير».

ولفت إلى أن «إطلاق شعارات لتغيير النظام بعد 9 سنوات على الأزمة، سيكون حجة للمسؤولين وبعض الأبواق بأن هذه المظاهرات هي مؤامرة ويثير مخاوف عند الناس تعرض السويداء للتدمير وتشريد أهلها».

أول رد رسمي.. المحافظ يقول إنه سيتحاور مع المتظاهرين

التظاهرات، التي شهدتها السويداء قوبلت بتصريح مقتضب من محافظ السويداء الجديد “همام الدبيات”، حيث قال الأحد، في حديث لإذاعة المدينة المحلية إنه «تم التواصل مع المحتجين للاستماع إلى المطالب المنطقية»، مضيفا أن «هناك من يخرج عن الإطار العام ويتم التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذا الأمر».

ولم يؤكد المحتجون أو الصفحات التي دعت للتظاهر ما تحدث به المحافظ

وكانت تقارير ومعلومات أشارت إلى وصول عدد من #المسؤولين والضباط إلى مبنى المحافظة في السويداء بعد خروج تظاهرة الأحد، وتم تعزيز مبنى المحافظة بعناصر أمنية.

وكانت مصادر في محافظة السويداء اعتبرت أوائل العام الماضي، أن المحتجين في حملة “بدنا نعيش” مرتبطون بجهات خارجية، وجماعات مسلحة تسعى لتجييش الوضع، مشيرة إلى أن ما تم في هذا الحراك هو «مطالب محقة يراد بها باطل» علما أنه لم تنادي الحملة آنذاك بأية شعارات لـ “إسقاط النظام”.

استياء كبير من الوضع المعيشي.. والشعارات السياسية قد تؤثر على حجم التظاهرات

وقال صحفي متابع للوضع في المحافظة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن «التظاهرات اليوم تأتي في وضع معيشي صعب للغاية بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية، ووصولها إلى ادنى مستوياتها أمام الدولار، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وإغلاق معظم المحلات في المحافظة بسبب التذبذب الكبير في سعر العملة».

وأضاف الصحفي أنه «على الرغم من أن الشعارات المعارضة، التي رافقت التظاهرات اليوم، إلا أن هناك استياء كبير من قبل الموالين في المحافظة من تدهور الوضع المعيشي، حيث يحمل هؤلاء الحكومة التقصير في مواجهة العقوبات، ويطالبون الأسد بإعفاء الحكومة ومحاسبتها».

وعن التوقعات بشأن استمرارية هذه التظاهرات والمشاركة فيها، قال الصحفي إن «السمة الأساسية للاحتجاجات السابقة كان محدوديتها، وذلك بسبب التخوف من حدوث أعمال عنف تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني».

ولفت إلى أن «الشعارات التي نادت برحيل الأسد قد تجعل الكثيرين يبتعدون عن هذه التظاهرات لخوفهم من الأجهزة الأمنية».

يذكر أن المظاهرات الأخيرة في السويداء لاقت تأييداً واسعاً من نشطاء سوريين معارضين داخل وخارج سوريا، واعتبروا أن تلك المظاهرات هي تجديد للحراك الشعبي إبان انطلاق “الثورة السورية” في 2011، وأعربوا عن أملهم في أن تشكل مظاهرات السويداء عاملاً هاماً في رحيل الأسد والفئة الحاكمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.