النساء تحت سطوة الأحزاب الموالية لإيران: هل يشهد العراق انتفاضة نسائية؟

النساء تحت سطوة الأحزاب الموالية لإيران: هل يشهد العراق انتفاضة نسائية؟

كانت لحظة 2003 فارقة في حياة العراقيين، بعد سقوط النظام السابق على يد #القوات_الأميركية، وطي صفحة من الظلم والدكتاتورية والتعسف، مع الحلم ببناء نظام ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية، وتُحترم فيه حقوق جميع المواطنين والمكونات.

هذا الحلم  تبدد بعد سيطرة #الأحزاب_الإسلامية على سدة الحكم، وتضييقها الحريات الشخصية للمواطن العراقي عموماً، والنساء على وجه الخصوص.

 

تغلغل إيراني بكل مفاصل الحياة

«سيطرت #إيران على دفة الحكم في العراق بعد 2003، من خلال تدخلها بشكل واضح وصريح في الهيكلية السياسية العراقية، عن طريق أذرعها في الداخل، المتمثلة بالأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية»، هكذا يرى الشيخ “عبد الرزاق الشمري”، أحد رجال الدين البارزين.

ويؤكد “الشمري”، خلال حديثه لموقع «الحل نت»، أن «ولاء الأحزاب الشيعية كان للمذهب، أو لمصالح شخصية تربطهم بإيران، دون اهتمام بمصلحة الوطن بأي شكل من الاشكال».

ويستدرك بالقول: «أما الأحزاب السنية، وفي مقدمتها “الحزب الإسلامي”، فالجميع يعلم بولائه لإيران عقائدياً وأيديولوجياً. وبهذا تكون إيران قد سيطرت على جميع مفاصل العملية السياسية في العراق، ليصبح الأخير حديقتها الخلفية».

وجود الأحزاب الإسلامية على رأس السلطة قيّد حريات النساء، «الأحزاب الشيعية تتعامل مع المرأة بقواعد مذهبية، لا فقهية أو تشريعية، ولذلك نرى النساء يعانين من الظلم والحرمان في شتى المجالات، ولو نعود إلى القواعد القانونية والتشريعية سنجدها مختلفة تماماً عن المذهب الذي تتعامل به تلك الأحزاب»، يقول “الشمري”، مشيراً إلى أن «القواعد الإسلامية أعطت للمرأة حقوقها، وهذا ما أكدته الفرائض والسنن، والظلم، الذي وقع عليها من الأحزاب الحاكمة، بعيد كل البعد عن الكتاب والسنة»، حسب تعبير رجل الدين.

 

كيف حجّمت إيران دور المرأة في العراق؟

“آلاء مهيمن”، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، قالت إن «الزعماء الدينيين الإيرانيين يتحركون لتوسيع نفوذهم في المؤسسة الشيعية في العراق، والسيطرة على الجماهير، وهذا الشيء يبدو واضحاً في محافظة #النجف الشيعية».

وأشارت “مهيمن”، في حديثها لموقع «الحل نت»، إلى أن «زج إيران لرجال دينها في تلك المحافظة، ومحافظات جنوبية أخرى، جعلها تتمكن من التحكّم بالمجتمع والعشائر، والسيطرة عليهم فكرياً وعقائدياً. فساهم هذا بتحجيم دور المرأة، وكبت حريتها، وتقييدها في كل المجالات، حتى بما ترتديه من ملابس. كما ركزت إيران على مخاطبة الرأي العام العراقي، عبر سيطرتها على بعض وسائل الإعلام».

من جهتها بيّنت الإعلامية “أميرة الجابر” أن «الأحزاب الإسلامية الموالية لإيران، تحاول اختراق المجتمع العراقي بسلوكيات وتقاليد متعصبة، مستغلة مفردتي “الدين” و”التشيّع”».

وأكدت “الجابر”، في حديثها لموقع «الحل نت» أن «هذه الأحزاب على يقين بأن المجتمع المتحضر رافض لها ولنهجها وفكرها، لذا فأنها تحاول التمسّك بالتقاليد والعرف العشائري السائد في المناطق الجنوبية، لكسب التأييد».

واعتبرت “الجابر” أن «بقاء تلك الأحزاب في المحافظات الجنوبية يعتمد على خطابها العاطفي، الذي يمسّ العادات والتقاليد. فهي تفرض سيطرتها، وتغطي فشلها من خلال كسب ولاء الناس، النابع من الوازع الديني».

وعن الضغط الذي تتعرض له النساء تقول “الجابر”: «الأحزاب الشيعية تحاول الضغط على النساء لتثبت ولاءها لإيران، عن طريق تطبيق قوانينها وعقائدها الدينية والعرفية» ، مؤكدةً أن «هذه الأحزاب تحاول عرقلة أي قانون يقرّ لصالح المرأة، ويعزز مكانتها بوصفها عنصراً فاعلاً في المجتمع، لأنها على يقين أن التغيير الفكري والاجتماعي سيؤدي لانهيار ركائز سلطتها في العراق».

 

خوف دائم من قوة النساء

«هنالك خوف دائم من قوة المرأة، وتواجدها بوصفها عنصراً أساسياً في المجتمع، لذا فإن أغلب الاحزاب السياسية الإسلامية تقف بالضد من تشريع أي قانون يصبّ في مصلحة النساء، ويحفظ حقوقهن في المجتمع»، بحسب ما يراه الحقوقي “محمد جمعة المياحي”.

ويتابع “المياحي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «إيران فرضت سيطرتها على الفكر السياسي الشيعي العراقي، المؤثر على الواقع المجتمعي لعشائر جنوب ووسط العراق»، مبيناً أن «هذه السيطرة جعلت أكثر من 80 % من النساء العراقيات عاطلات عن العمل، كما أنها حجّمت من دورهن في تلك المحافظات».

ويضيف أن «هذه الأحزاب تسيطر على كثير من القوانين داخل #مجلس_النواب_العراقي، ونراها اليوم تسعى جاهدة لعدم إقرار القوانين التي تناصر المرأة، ومن أهمها قانون “مكافحة العنف الأسري”».

 

النساء بحاجة لثورة

النائب “ريزان الشيخ دلير”، عضو “لجنة المرأة” في #البرلمان_العراقي، تؤكد أن «تعطيل القوانين الداعمة للمرأة داخل البرلمان العراقي يعود إلى الفكر الذكوري، الذي لا نراه فقط لدى رجال الدين، بل حتى عند السياسيين العلمانيين والمدنيين. ليست الأحزاب الدينية الموالية لإيران وحدها من يناهض حقوق النساء، بل يبدو أن الجميع تعاهدوا على تهميش دور النساء بشكل كبير»، حسب تعبيرها.

وتابعت “دلير” أن «حقوق المرأة في إيران أفضل بكثير مما هي عليه في العراق. وعلى الرغم من أنها دولة إسلامية، تفرض الزي الإسلامي والحجاب على النساء، إلا أنها تحترم حقوقاً كثيرة للنساء، بالمقارنة مع العراق».

“دلير” تضيف أن «”لجنة المرأة” طالبت لأكثر من مرة، وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، بتشكيل مجلس أعلى للمرأة، ولكن للأسف هذه المطالب لم تُحقق حتى الآن»، مشيرة الى أن «النساء بحاجة إلى ثورة حقيقة، لانتزاع حرياتهن، مشابهة لانتفاضة تشرين الأول/أكتوبر، التي اندلعت لمكافحة الفساد والمطالبة بالعدالة الاجتماعية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة