في إحدى الصور، يظهر زعيم #حركة_النجباء، وهي ميليشيا شيعية موالية لـ #إيران، وهو يقف باللباس الميداني بجوار تابوت مغطى برايةٍ تملأها النجوم ويعلوه هذا الوعد: «العراق لن يكون أبداً مكاناً آمناً للأمريكان».

وكما لو كان إعطاء مضمون لهذا التهديد، سقط صاروخ مساء الاثنين الماضي في أراضي #مطار_بغداد الدولي، حيث يتمركز الجنود العراقيون والأميركيون. وهي رسالة واضحة جداً عشية افتتاح “الحوار الاستراتيجي” بين العراق والولايات المتحدة.

ويرى وزير الخارجية العراقي #فؤاد_حسين، الذي تم تسميته للتو، أنه يجب على هذا الحوار أن «يحدد الأولويات بين #بغداد و#واشنطن». وكان وزير الخارجية الأميركي #مايك_بومبيو قد صرّح في أوائل شهر نيسان الماضي، معلناً الحوار في شهر حزيران، قائلاً: «يجب أن نجد أفضل طريقة لدعم عراق مستقل ذو سيادة».

التوترات في ذروتها منذ شهر كانون الثاني

تصاعدت التوترات في الأشهر الأخيرة بين الميليشيات الشيعية الموالية لإيران والقوات الأميركية، وبلغت ذروتها باغتيال الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني في الثالث من شهر كانون الثاني الماضي في بغداد. وتلا ذلك التصويت على قرار للبرلمان يطلب من #الحكومة_العراقية تنظيم رحيل “القوات الأجنبية” عن البلاد.

أما في الولايات المتحدة، فإن فكرة مغادرة العراق – تماشياً مع وعد الرئيس ترامب «بإنهاء الحروب التي لا نهاية لها» – لم تثر غضب الجميع. ففي الشهر الماضي، كتب ضابط بحري سابق في مجلة “تايم العسكرية”: «إن أي صراع جديد في الشرق الأوسط هو إلهاء عن مواجهة الخصم الرئيسي الوحيد للولايات المتحدة: الصين. وبعد ما يقارب من عقدين من الجهود الأميركية العقيمة والدموية، حان الوقت للعراقيين أن يحلوا مشاكلهم».

تأكيد شرعية وجودهم

وإدراكاً منهم بأن تنظيم #داعش، الذي هُزم عسكرياً، أبعد ما يكون عن الاختفاء في كل من العراق وسوريا، فإن آخرين يطالبون بالعكس من أجل استمرار الجهود الأميركية هناك. ويقول الباحث “عادل بكوان” مدير مركز علم الاجتماع العراقي: «ببساطة، مع انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش، يحتاج الأميركيون إلى تأكيد شرعية وجودهم على الأراضي العراقية».

من جهتها، تستغل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران هذه الهشاشة، التي تفاقمت بسبب الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، من خلال مضايقة القوات الأميركية بنيران الصواريخ التي تتساقط هنا وهناك.

لكن التقارير غير الرسمية حول تشكيل كل من الوفدين تؤكد أن هذه الميليشيات لن يكون لها رأي في بغداد. فقبل كل شيء، سيتألف الوفد العراقي من المقربين من رئيس الوزراء الحالي.

«إما أن يكون لديهم جنسية عراقية وأميركية مزدوجة، أو من المؤيدين للأميركيين»، يشير “بكوان”، وعلى الجانب الأمريكي، سيرافق نائب وزير الخارجية “ديفيد هيل” رؤساء مكاتب الشرق الأوسط وموارد الطاقة.

لا يمكن للعراق الاستغناء عن الولايات المتحدة

المفارقة برّمتها تكمن هنا! فبعد أن أضعفته الانتفاضة الشعبية وانهيار أسعار النفط، بالإضافة إلى النزاعات العرقية والدينية التي مزقته، لا يمكن للعراق الاستغناء عن الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الحالي. حتى إيران، عرّاب العراق الآخر، ليس لديها مصلحة في انهيار البلاد التي ستصبح عبئاً عليها، بدلاً من أن تكون العكاز الذي تتكأ عليه في مواجهة العقوبات.

الموضوع أكبر من مجرد “علاقة غرامية”، لذلك فإن السعي وراء “زواج المصلحة” هو الذي قد يقيد المشاركين في هذا “الحوار الاستراتيجي”. حيث تقول “ميريام بن رعد” الباحثة في العلوم السياسية: «الولايات المتحدة لا تريد أن تترك المجال مفتوحاً أمام إيران أو روسيا أو أمام الصين بشكل خاص».

وتتابع قائلةً: «أما بالنسبة للعراق، فإن القوات الغربية تمنعه ​​من الغرق في العنف أكثر فأكثر. وإذا انسحبت أميركا، فستكون حرب أهلية بين الميليشيات الشيعية والجهادية. ففي عام 2011، عندما انسحبت القوات الأميركية، انهارت البلاد واضطرت للعودة بعد ثلاث سنوات».

 

المصدر: (La Croix)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة