فعلياً، باتت الانشقاقات بين الميليشيات العراقية المقرّبة من #طهران، واضحة للصغير والكبير منذ مقتل الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني، فلم يعد بالإمكان جمعهم بمظلّة متحدة الرؤى.

هذه الانشقاقات، من الصعوبة بمكان على خلف “سليماني” الجنرال الإيراني #إسماعيل_قاآني إعادتها إلى وحدتها، فهو لا يتمتع بعدة أمور كان سلفه مميز بها، حسب وكالة “أسوشيتد برس”.

من أهم تلك الاعتبارات، أن “سليماني” كان القائد الفعلي لكل الميليشيات الخاضعة لـ #إيران في المنطقة، بالتالي فإن هذا كوّن له خبرة طويلة في التعامل مع الميليشيات والتحاور معها.

أيضاً شخصيته الكاريزمية، ومعها إجادته الممتازة للغة العربية التي يحاور بها قادة الميليشيات في #العراق أعطت له «مكانة شبه أسطورية» لدى تلك القيادات العراقية.

“قاآني”، لا يجيد العربية، ثمّة مترجم إبان حواراته مع قادة الميليشيات، لا دراية له بالقيادات، فلم يجتمع بهم قبلاً ولا تواصل له معهم، بالتالي ما أدى إلى صعوبة تقبّل قيادات الميليشيات له.

كان “سليماني” يجيء لـ #بغداد ويذهب منها كيفما يشاء ووقتما يريد دون طلب إذن من #الحكومة_العراقية، “قاآني” لم يستطع المجيء لبغداد في زيارته الثانية إلا وفق إجراءات رسمية.

هذه الإجراءات تحسب لرئيس الوزراء العراقي #مصطفى_الكاظمي، وكانت جريئة، لكن هذا يعزّز عدم قوة شخصية “قاآني” لدى الميليشيات المنشقّة، فهي تحبّذ شخصية كَـ “سليماني”.

في زيارته الأولى للعراق، كانت تتوقع الميليشيات من “قاآني” أن يرفدها بالأموال، كما كان يفعل “سليماني”، لكن هذا لم يحصل بل أعطاهم “خواتم فضّة”، بحسب الوكالة الأميركية.

أخبرهم بأن يعتمدوا في تمويلهم على الدولة العراقية؛ لتراجع الاقتصاد الإيراني نتيجة العقوبات الأميركية، وبالطبع هذا لم يرق لهم، ما أضاف نقطة أخرى يسجّلونها على “قاآني”.

بالتالي، فإنه بعد ستة أشهر من حادثة ليلة المطار التي أنهت حياة “سليماني”، ما تزال إيران تواجه صعوبات كبيرة في فرض سيطرتها على الميليشيات العراقية التابعة لها وتوحيدها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.