أشارت معلومات، نشرها ناشطون، إلى قيام #الجيش_التركي بنشر منظومة الدفاع الصاروخي (أرض-جو) الأميركية متوسطة المدى “هوك إم آي إم –23” (Hawk MIM-23) في شمال سوريا، وقد حدّدت صور أقمار صناعية، مأخوذة عبر برنامج “غوغل إيرث” (Google Earth)، أماكن انتشارها في #مطار_تفتناز شمال شرق #إدلب، وتالياً في تلة “النبي أيوب” بريف إدلب الجنوبي، وفي “معسكر المسطومة”” جنوب مدينة إدلب.

أثار ذلك تساؤلات عن دوافع الخطوة التركية ودلالاتها، فيما يتعلق بمناطق “خفض التصعيد”، المُتفق عليها بين #موسكو وأنقرة وطهران في محادثات “أستانة”، كذلك بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين #تركيا وروسيا في آذار/مارس الماضي. علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها تركيا منظومة “هوك إم آي إم -23” في سوريا. فقد قامت بنشرها في مدينة “دارة عزة” غرب #حلب، مطلع العام 2018، قبل انطلاق عملية “غصن الزيتون”، في كانون الثاني/يناير من ذلك العام، ضد #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، والتي تمخضت عن سيطرة فصائل المعارضة السورية، المدعومة تركياً، على منطقة #عفرين، شمال غرب حلب.

 

إنشاء قواعد تحكّم وسيطرة

يقول “فراس فحام”، الباحث في شؤون نزاعات الشرق الأوسط في “مركز جسور للدراسات”: «بالنسبة لمنظومة الدفاع  “هوك إم آي إم -23” فإن الجيش التركي يعمل على زيادة ثقله العسكري، ويقوم بإنشاء قواعد تحكّم وسيطرة في مناطق استراتيجية شمال محافظة إدلب، قرب الحدود السورية التركية، أو في عمق المحافظة في الجنوب، ضمن المناطق المرتفعة، متل تلة “النبي أيوب”».

ويضيف “الفحام”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «يهدف الجيش التركي إلى تأمين غطاء جوي، حتى لا تتكرر حوادث استهداف عناصره من قبل طيران #القوات_النظامية السورية وحليفها الروسي، وأيضاً لتأمين تحرّك الأرتال العسكرية التابعة له دون تهديدات. ويتبيّن من هذا أن الجيش التركي يريد دعم موقفه ضمن محافظة إدلب، حتى لا تنزلق المنطقة إلى مواجهات عسكرية».

 

التمسك ببقية المناطق

ويؤكد”فحام” أن «التعزيزات التركية تزامنت مع وجود حشود للقوات النظامية، مدعومة بميلشيات ايرانية وروسية، بالقرب من منطقة #جبل_الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب، وبالتالي كان الجيش التركي يريد بانتشاره المكثّف بالمحافظة أن يوجّه رسالة للقوى الاخرى بأن المنطقة مهمة بالنسبة له، ومتمسكٌ بها عسكرياً، وقادرٌ على الدفاع عنها عند تعرضها للهجوم».

وينوّه الخبير الاستراتيجي أنه «بالنسبة لنقاط تواجد المنظومات تشير صور الأقمار الصناعية إلى أنه تم نشرها في قاعدة “مطار تفتناز” الجوية شمال إدلب، وفي “معسكر المسطومة” الاستراتيجي غربي مركز المحافظة، وبذلك يستطيع الجيش التركي تأمين غطاء جوي متكامل لقواته».

ويرجّح مراقبون أن هذه التعزيزات، التي تصل بشكل شبه يومي إلى المنطقة، تأتي في إطار استعدادات #أنقرة لأي مواجهة عسكرية محتملة مع القوات النظامية والمليشيات الإيرانية المتحالفة معها، أو لدى تعرّض النقاط العسكرية التركية للقصف، في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الموقّع بين موسكو وأنقرة في الخامس من آذار/مارس.

يقول “خالد قطيني”، العقيد المنشق والخبير في الشؤون التركية: «تحاول تركيا اثبات أنها حضّرت نفسها لمعركة كبيرة، في حال حدث أي تحوّل بالموقف الروسي، على غرار ما حصل في #ليبيا. وتريد تركيا أن تؤمن انتصارها في المعركة المحتملة، كما فعلت في طرابلس، ودورها لن يختلف اطلاقاً، فانهيار وقف إطلاق النار، وبدء المعركة على طريق حلب-اللاذقية، يهدد أمنها القومي».

 

الاتفاق هش

ويضيف “القطيني”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «لا أحد يستطيع أن يقول إن الهدنة بين روسيا وتركيا ثابتة، فالاتفاق هش. تركيا في هذه المرحلة لم تعد تعتمد على فصائل المعارضة المسلحة، مثلما كانت تفعل في السابق، بل تخوض المعارك بشكل مباشر. رغم كل هذا فتركيا وحدها حالياً مَنَ يجهّز العدّة للحرب، وهذا مؤشر كبير، إضافةً لاستمرار الدوريات الروسية التركية المشتركة، على أن المعركة لن تحدث قريباً».

وحول التفاهمات بخصوص طريق حلب-اللاذقية يشير “القطيني”: «ملف طريق حلب- اللاذقية يأتي ضمن تفاهمات ومباحثات طويلة، ومن ثم سينتقل الروس والأتراك للتفاهم على طريق حلب-دمشق، من ثم فكّ الحصار عن النقاط التركية، وعودة المُهجرين. وبالتالي يمكننا القول إن الأمور لازالت ضمن الحشد والتعزيز، وكل المعطيات تؤكد ألّا عمليات عسكرية في الوقت الحالي».

 

إغلاق المجال الجوي للقوات النظامية

وحول نشر المنظومات الدفاعية يوضّح “قطيني”: «بإدخال القوات التركية منظومات دفاع جوي من نوعي “هوك” و”أتيلجان”، مع نشر بطاريات “حصار” على الجبال المشرفة على الحدود التركية، تريد أنقرة  أن ترسل رسالة مفادها أن الطائرة التي تعتدي على قواتها لن تعود سالمة إلى قواعدها مرة أخرى، بغض النظر عن الجهة التي تتبع لها. وهذه الرسالة قد وصلت للروس دون أي مواربة».

وينوّه أن «الهدف العسكري هو التحضير لأي احتمال أو سيناريو يعاكس الخطوط التي تم الاتفاق عليها، ومواجهة أي خطر تتعرض له القوات التركية، التي بلغ عددها في سوريا الآلاف، وتأمين سهولة حركتها وأعمالهما العسكرية عند أي طارئ، وحماية المنطقة الممتدة داخل حدود “سوتشي”، التي ستصبح مع الوقت منطقة “درع الربيع”، وستكون محمية تحت غطاء جوي تركي، يسمح للناس بعودة آمنة وطوعية». حسب تعبيره.

ويُشار إلى أن القوات التركية قامت بإدخال عشرات الآليات العسكرية إلى منطقة “جبل الزاوية” بريف إدلب الجنوبي، وتعزيز نقاطها العسكرية وتدعيمها هناك، ونشر نقاط أخرى بعشرات القرى في المنطقة، تحسباً لعملية عسكرية للقوات النظامية السورية وحلفائها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.