يتلقّى (فيسبوك) ملايين الدولارات من “الجيوش الإلكترونية” العراقية الداعمة للصفحات التي تنشر قصص وأخبار كاذبة، والتي تتكون من آلاف الحسابات والصفحات الوهمية  وتستخدم إعلانات (فيسبوك)، إضافةً إلى شركة “دعم المنشور” لتوسيع نطاق عرض الرسائل التي تتلقاها عبر الانترنت.

وتسمح إعلانات (فيسبوك) للمستخدمين، باستهداف ديموغرافيات محددة باستخدام الإعلانات. كما تتيح خاصية “دعم المنشور” للمستخدمين الوصول إلى جمهور أوسع من خلال رسالة أو تسجيل فيديو لقاء إجراءات الدفع المباشر لـ (فيسبوك).

وقد أزال (فيسبوك) في شهر أيار الماضي 324 صفحة و71 حساباً وخمس مجموعات و31 حساب إنستغرام، والتي كانت متابَعة من نحو 4.4 مليون حساب، وأنفقت ما مجموعه 270 ألف دولار على إعلانات (فيسبوك).

هذه الشبكة، التي ركّزت على كردستان العراق، استخدمت الحسابات المزيفة للنشر على الانترنت منتحلة شخصيات سياسية وأحزاب محلية، فضلاً عن إدارة الصفحات التي تم تعريفها على أنها نوافذ إخبارية.

«ما تم كشفه هنا يمثل جزءاً بسيطاً جداً مما يحدث فعلياً في #العراق»، تقول “رويدا مصطفى” ناشطة في حملة الشفافية. وتتابع: «تنفق المنظمات السياسية الملايين على (فيسبوك) لقاء تقديم أخبار كاذبة باستخدام حسابات وهمية. يجب على (فيسبوك) الإعلان عن حجم الأموال التي يتلقاها والجهة التي تمنحه إياها، لأنه وكما هو الحال تعمل المنصة المستفيدة من هذه الأنشطة على تقويض الديمقراطية والأمن في الشرق الأوسط».

وتُعدّ كتائب #حزب_الله أحد أكبر المجموعات التي تدفع مبالغ هائلة إلى (فيسبوك) لدعم منشوراتها، وذلك وفقاً لمصادر مقربة من الكتائب. وقد تم اعتبار كتائب حزب الله العراقية، وهي جماعة شبه عسكرية شيعية، كمنظمة إرهابية من قبل #اليابان و#الإمارات_العربية_المتحدة و#الولايات_المتحدة.

وبحسب مصدر سبق أن عمل مع الجماعة، فإن «لدى كتائب حزب الله حوالي 400 شخص يعملون ضمن فريق الدعاية الإلكترونية»، واصفاً إياهم بالبارعين جداً وأنهم يسيطرون على شبكة واسعة من الصفحات والحسابات الوهمية على (فيسبوك).

وكانت كتائب حزب الله سريعة جداً في إدراك قوة وأهمية منصات التواصل الاجتماعي، حيث كانت السباقة في إنفاق الكثير من الأموال في هذا المجال مقارنة بالجهات الأخرى.

وإذا ما تم إضافة رواتب العاملين والأجهزة اللازمة، يمكننا القول بسهولة أنها أنفقت ملايين الدولارات في هذا المجال. فمن الضروري تزويد كل فرد من الفريق بجهاز هاتف نقال وآي باد وفيزا كارد من أجل الدفع لعملية الدعم.

حيث تقوم وحدة الدعاية الإلكترونية بالترويج للرسائل والفيديوهات التي تهاجم السياسيين المنافسين وتسيء لسمعتهم من خلال اللجوء إلى تلفيق قصص كاذبة في أغلب الأحيان، كما تقيم دورات تدريبية بين أفراد الفريق لتعليمهم كيفية تفادي الرقابة.

ويقول أحد المصادر للتلغراف: «تعتبر المعايير المتغيرة لل(فيسبوك) أحد المشاكل التي تواجهها الجيوش الإلكترونية. فعند استخدام كلمات رئيسية في المنشورات مثل “حزب الله” أو اسم أحد القادة البارزين، قد يتسبب ذلك بإغلاق الحسابات. لذلك تلجأ الجيوش الإلكترونية باستمرار إلى أساليب لمواجهة هذه المشكلة والتي غالباً ما تكون حلول بسيطة جداً كأن يتم وضع مساحة تفصل بين أحرف معينة أو إدراج رمز تعبيري في المكان المناسب».

وتسيطر الأحزاب السياسية وحلفائها على الصحف المحلية والقنوات التلفزيونية العراقية، والتي غالباً ما يتم اتهامها بالتحيز السياسي.

«بسبب غياب المصادر الإخبارية الموثوقة، طغى تأثير “الجيوش الإلكترونية” على صفحات الانترنت في العراق»، يقول الدكتور “مازن سمير” رئيس كلية علوم الحاسوب في #جامعة_المصطفى في #بغداد.

ويضيف قائلاً: «لجأ الناس في البداية إلى منصات التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات لم تتطرق إليها الأخبار على المحطات التلفزيونية. لكن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم مشوهة بسبب “الجيوش الإلكترونية” وأجنداتها الخاصة».

من جانبه، يقول “فادي الشمري” زعيم #تيار_الحكمة الوطني التابع لـ #عمار_الحكيم: «حتى الوزراء والمسؤولين لديهم جيوشهم الإلكترونية الخاصة بهم. الأمر أصبح كسباق تسلح. من يدفع أكثر سوف يحصل على الموظفين الأكثر مهارة سواء للترويج لهم أو لمهاجمة أعدائهم».

ويقول أحد الأعضاء السابقين في الجيش الإلكتروني العراقي، والذي تركّز عمله على ابتزاز الأشخاص:  «أنه على مدى ستة أشهر دفع حوالي 18 ألف دولار إلى (فيسبوك) لدعم منصات الأخبار الكاذبة التي تم إنشاؤها على حسابات وهمية يسيطر عليها».

ويضيف قائلاً: «كنت أعمل ضمن فريق مكون من تسعة أشخاص وكانت مهمتي الرئيسية تغيير عناوين IP للحسابات بحيث لا يمكن تتبعها. وقد سيطرنا بنجاح معظم الوقت على ما بين 1500 إلى 2000 صفحة (فيسبوك). لقد تم توظيفنا لمهاجمة الأشخاص الأقوياء في وسائل الإعلام والحكومة من خلال الأخبار الكاذبة والرسائل السلبية. هناك العديد من المجموعات المشابهة لمجموعتنا في العراق. وهم يدفعون ملايين الدولارات إلى (فيسبوك)».

وقد قدّم (فيسبوك) على مدار العقد الماضي وعوداً مكررة باتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على المعلومات المضللة على شبكته الاجتماعية. إلا أن النقاد يقولون أنه يواصل الاستفادة من المستخدمين الذين يقومون بنشر الأخبار الكاذبة.

من جانبه رفض (فيسبوك) الكشف عن المبلغ الذي تقاضاه، حيث اكتفى المتحدث باسم الشركة بالقول: «عندما ندوّن المعلومات، نتّخذ الإجراء المناسب بناءاً على السلوك الذي نراه على منصتنا، وليس بناءاً على من يقف وراء ذلك أو ما يقولونه».

 

المصدر: (The Telegraph)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة