بدعم شعبي ودولي: “الكاظمي” يبدأ الخطوة الأولى لإنهاء نفوذ المليشيات في العراق

بدعم شعبي ودولي: “الكاظمي” يبدأ الخطوة الأولى لإنهاء نفوذ المليشيات في العراق

توقعَ عددٌ من المراقبين للشأن العراقي بأنَّ العلاقةَ بين رئيسِ #الحكومة_العراقية “مصطفى الكاظمي” والمليشياتِ المسلحةِ المواليةِ لإيران لن تكونَ على مايرام، بسبب الخلافات العديدة بين الطرفين، ورغبة المليشيات بفرض نفوذها خارج سيطرة الدولة.

وتعهّد “الكاظمي”، في برنامجه الحكومي، بضبط السلاح المنفلت، والحفاظ على هيبة الدولة، وسرعان ما توترت العلاقةُ بينه وبين المليشيات، التي اعتبرتْ وصوله للسلطة فرضاً للإرادة الأميركية.

وخلال الأسابيع الأولى لاستلام “الكاظمي” رئاسة الحكومة العراقية، استمرتْ المليشياتُ بعمليات استهداف المصالح الأميركية بالصواريخ، فقامت بقصف السفارة الأمريكية، وعدد من القواعد العسكرية في #بغداد والمحافظات الأُخرى، الأمرُ الذي رفضته حكومة “الكاظمي”، واعتبرته تهديدًا لسيادة الدولة وعدم احترام لقرارتها.

وأقدمتْ قوةٌ من جهاز مكافحة الإرهاب، بناءً على أمر مباشر من “الكاظمي”، باعتقال مجموعة مسلحة، تنتمي لمليشيا #حزب_الله_العراقي، في منطقة “الدورة” جنوبي بغداد، اتُهمت بالمسؤولية عن الهجوم على السفارة الأميركية، وضُبطت لديها منصاتٌ لإطلاق الصواريخ، بحسب بيان “غرفة العمليات المشتركة” العراقية.

 

دعمٌ أميركي

“مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، يرى أنَّ «هناك تأييداً أميركياً ودولياً لحكومة “الكاظمي”، لإقبالها على هذه الخطوة»، التي يصفها بـ«الخطوة الشجاعة، التي تعززُ من هيبة الدولة».

مبيناً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أنّ «مليشيات #الحشد_الشعبي الموالية لإيران، تنقسم إلى قسمين، أحدهما تابع للمرجعية الدينية العراقية، تأسَّس بفتوى بعد بروز تنظيم #داعش، وسيطرته على عددٍ من المحافظات، وهذا القسم يتلقى أوامره من رئيس الحكومة العراقية، ويتسم بانضباطه الشديد؛ والقسم الآخر مجموعة مليشيات تابعة لإيران، تتلقى تعليماتها من المرشد الإيراني “علي خامنئي”».

وأضاف أنَّ «”الكاظمي” تجرَّأ على هذه الخطوة، وبدأ معركة فرض هيبة الدولة عبر جهاز مكافحة الإرهاب، الذي لا يمكن الشك بولائه، كونه يمتلك عناصر وقيادات وطنية، غير خاضعة للأحزاب والمليشيات»، حسب تعبيره.

وأوضح “الحويت” أنَّ «قيام حكومة “الكاظمي” باعتقال مجموعة مسلحة، تنتمي لمليشيا “حزب الله” العراقي، جاء بدعم أميركي ودولي. فقد اشترطت عديد من الدول على الحكومة العراقية إنهاء نفوذ المليشيات والجماعات المسلحة، إذا أرادت تلقي مساعدات في الأزمة الاقتصادية والصحية التي تمرّ بها البلاد».

 

تأييدٌ شيعي

المحلل السياسي “أحمد الأنصاري” يقول إن «الشارع الشيعي كان مخدوعاً خلال السنوات السابقة بالمليشيات المسلحة، التي كانت تقدّم نفسها على أنها تشكيلات عسكرية كرّست نفسها لتحرير العراق، والحفاظ على الاستقرار، وحماية البلد من تنظيم “داعش”».

ويؤكد خلال حديثه لموقع «الحل نت» أنَّ «الشارع الشيعي اكتشف مؤخراً حقيقة هذه المليشيات، وأنَّها تُنفّذُ سياسة #إيران في العراق، لذلك صار يؤيد عملية فرض هيبة الدولة ونزع السلاح المنفلت، وهذا ماتبيّن من خلال التظاهرات، التي خرجت على مدى الأشهر الماضية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب».

مشيراً إلى أنَّ «رئيس الحكومة العراقية “مصطفى الكاظمي” تجرَّأَ على هذه الخطوة غير المسبوقة، مستمداً ثقله وقوته من الشارع الشيعي بالدرجة الأساس، لأنَّهُ لمسَ وجودَ تأييدٍ من محافظات الوسط والجنوب، بعدَ أنْ عاثت تلك المليشيات فساداً بالمدن الشيعية، وجعلتها مرتعاً للفساد والسرقة والقتل والخطف»، حسب تعبيره.

 

موقفُ القوى الكردية

“ريبين سلام”، عضو #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني، يؤكد أنَّ «إقليمَ كردستانَ يؤيدُ التهدئةَ في الوقت الحالي، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي تواجه العراق».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أن «الإقليم يؤيد فرض هيبة الدولة، ونزع السلاح المنفلت، وضرورة احترام السفارات الأجنبية ومصالحها الموجودة داخل البلاد، وعدم التجاوز عليها من قبل الفصائل المسلحة، لأنَّ ذلك يَضُّرُ بسمعة العراق ومصالحه المشتركة مع تلك الدول».

وأشار إلى أنّ «الأحزاب والمليشيات تريد بقاء الفوضى، وهذا ما لمسناهُ من خلال تصريحات قادتها، ولكن لايمكنُ القبول بهذا في المرحلة المقبلة، ونحن نقترح اجتماعاً مع “الكاظمي”، يضم جميع قادة الأحزاب الشيعية، ليتوصلوا إلى اتفاق ما بهذا الخصوص».

 

فرصةٌ تاريخية

“مثال الألوسي”، رئيس “حزب الأمة العراقية”، والنائب السابق في #البرلمان_العراقي، يرى أنَّ «المنطقةَ تمرّ بفترة تاريخية، يستطيع “الكاظمي” استغلالها بشكل مثالي».

مضيفاً، خلال حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الكاظمي” كان، منذ أيام عمله السياسي في المعارضة، حريصاً على سيادة الدولة، وباعتقادي أن أمامه فرصة تاريخية، خاصة مع الأزمة التي تعاني منها المليشيات، وظروف إيران، المشغولة بحصارها والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها».

واستكمل حديثه بالقول إنَّ «هذه الفرصة والظروف الحالية لن تتكررَ، وعلى “الكاظمي” استغلال هذه العوامل لصالحهِ، والمباشرة بإنهاء نفوذ المليشيات، عبر تقوية #الجيش_العراقي والأجهزة الأمنية، والتصدي لكل من يحاول الاعتداء على هيبة الدولة».

وأكد أنَّ «الشعبَ العراقي بكل مكوناتهِ، والمجتمع الدولي، سيدعم “الكاظمي” بخطواته المقبلة. ويمكن اعتبار العملية الأخيرة، التي قام بها جهاز مكافحة الإرهاب، بدايةً مبشّرةً لمرحلة بناء الدولة الحقيقية»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة