معركة “الكاظمي”.. ما الذي ستفعله الميليشيات العراقية إِنْ استمرَّ بمواجهتها؟

معركة “الكاظمي”.. ما الذي ستفعله الميليشيات العراقية إِنْ استمرَّ بمواجهتها؟

عند النظر للواقع العراقي، تجد الميليشيات المقرّبة من #إيران تسير وفق رؤاها الخاصّة، بعيداً عن تنفيذ قرارات #الحكومة_العراقية التي ترتبط بها رسمياً من خانة #الحشد_الشعبي.

صحيحٌ أن الميليشيات ترتبط بالقائد العام لـ #القوات_المسلّحة وفق التصنيف القانوني، لكن الصحيح أيضاً، أنها لا تأتمر بالقائد العام، إنّما تنفّذ ما يُملى عليها من #طهران.

بمعنى أدق، تحاول هذه الميليشيات إبراز “خيبَة الدولة” وهو المصطلح الذي باتت تستخدمه مؤخراْ على حساب “هيبَة الدولة” التي يحاول الآن #مصطفى_الكاظمي فرضها.

أبرز تلك المحاولات، اعتقال عناصر من ميليشيا #كتائب_حزب_الله، لتنفيذ ما يريد المضي به، لكن النتيجة كانت بإطلاق سراحهم، ومحاصرة الحكومة في #المنطقة_الخضراء من الميليشيات.

هُنا يقول موقع إذاعة “صوت أميركا”، إن «الإفراج السريع عن مسلحي ميليشيا “الكتائب” يسلّط الضوء على التحديات الجمة التي تواجه قادة البلاد (…) لاستعادة “هيبة الدولة” المفقودة».

يقول “رمزي مارديني”، محلل “شؤون #العراق في #جامعة_شيكاغو”، إن «الميليشيات المسلحة ليست موجودة في العراق فحسب، لكنها متشابكة مع الدولة، وتمارس السلطة السياسية باسم الدولة، مما يفسد الحدود بين الدولة والميليشيات».

“مايكل نايتس”، خبير العراق في “#معهد_واشنطن لسياسة #الشرق_الأدنى، يحذّر من أن «اختراق ميليشيا “الكتائب” لـ “الخضراء” تشكل عقبة خطيرة أمام قدرة “الكاظمي” على الحكم».

يُضيف: أن «أول واجب لأي حكومة هو حماية قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة. (…) لكن حكومة “الكاظمي” تكافح من أجل العثور على مواقع آمنة يمكنها العمل فيها دون خوف من اجتياحها من قبل الميليشيات».

“نايتس” يصف في حديثه إبّان مقابلة أجراها موقع “صوت أميركا” معه، قرار “الكاظمي” بملاحقة الميليشيا في العاصمة #بغداد  بـ «الشجاع»، بل «ربما منع من تنفيذ هجومات متعدّدة».

يقصد في منعهم من تنفيذ هجمات متعدّدة، أي عرقلة الميليشيا من استهداف “الخضراء” و #السفارة_الأميركية الموجودة فيها أو القواعد العسكرية ذات الوجود الأميركي في البلاد.

بالفعل تم منعها، إذ وفق “فرانس برس”، فإن القوات الأمنية، عندما داهمت ميليشيا “الكتائب”، قد صادرت صواريخ كانت معدة للإطلاق تجاه “الخضراء” وممثّليات دولية موجودة فيها.

لكن ثمّة ما يحد من قدرة “الكاظمي” على مواجهة الميليشيات المدعومة إيرانياً، منها: «تصوره بأنه لا يستطيع الاعتماد على الدعم الأميركي طويل المدى»، حسب حديث “مارديني” الذي تحدّث فوقاً مع “صوت أميركا”.

“محمد صالح”، صحفي غطّى أحداث العراق في 2003، وطالب الدكتوراه في #جامعة_بنسلفانيا، يحذّر من أنه «إذا استمر “الكاظمي” بضغطه ضد الميليشيات؛ فسوف يشهد ردة فعل خطيرة منها ومن الكتل السياسية على حد سواء».

لعلّ “صالح” أصاب في حديثه، إذ طلب اليوم #تحالف_الفتح المقرّب من إيران من #البرلمان_العراقي عقد “جلسة طارئة” لاستضافة “الكاظمي” لبحث أسباب عدم قدرته على مواجهة تفشّي #كورونا.

يقول مراقبون عبر جدارياتهم الخاصة في #فيسبوك، إن طلب الاستضافة هذا، نتيجة تحرّك “الكاظمي” الأخير على ميليشيا “كتائب حزب الله”، «و”كورونا” هو الحجّة الشرعية لاستضافته».

بمعنى أن التحالف الذي يمثّل الميليشيات المسلّحة يُريد كسر عظام “الكاظمي” وإيصال رسالة له، بأن مصيرك بين يدينا: «نُقيلك متى ما شئنا إن تجاوزت الخطوط المسموحة لك»، حسب المراقبين.

مع ذلك، «فإن الغارة التي نفّذها “الكاظمي” ضد ميليشيا “الكتائب” كانت الخطوة العملية الأولى التي أعلمَ بها #واشنطن بأن حكومته تركز على الوفاء بالتزامها بحماية الوجود الأميركي في العراق»، حسب “صوت أميركا”.

ما يجدر ذكره، أن #أميركا صنّفت ميليشيا “الكتائب” منذ مدّة طويلة، على أنها تنظيم إرهابي متطرّف «لتورطها في هجمات قاتلة على القواعد العسكرية الأميركية والمنشآت الدبلوماسية في العراق».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة