أمام منزله بحي #ميسلون شرقي مدينة #قامشلي، يتبادل “الحاج سليم” الحديث مع اثنين من جيرانه، حول همومٍ معيشية أنهكت الناس مؤخّراً، نتيجة الغلاء والارتفاع الحاد في الأسعار.

ويؤكد الرجل الثمانيني، خلال حديثه لـ (الحل نت)، أن القلق لدى الناس «يتعاظم أكثر، ما أن تنقل وسائل الإعلام أنباء سلبية عن نتائج الحوار الكردي-الكردي، إذ تتصاعد الخشية من احتمالية فشله، بينما يسود التفاؤل ما أن يكشف عن توصلهما إلى اتفاق، كما حدث قبل  أسبوعين».

فرغم أن الحوار بين #المجلس_الوطني_الكردي و#حزب_الاتحاد_الديمقراطي وحلفاءه في أحزاب الوحدة الوطنية تتم برعاية أميركية، إلا أن السرية التي تحيط بها وقلة ما يُرشَّح عن جلساتها، تترك  شيئاً من التوجس، خاصة وأن الطرفان سبق أن فَشِلا في 3 تجارب سابقة للحوار بينهما، جرت قبل 6 سنوات.

لكن الرئيس المشترك الأسبق لحزب الاتحاد الديمقراطي #صالح_مسلم، يرى أن هناك فارقاً بين هذه الجولة من الحوارات بين الطرفين، وبين سابقاتها، ذلك أن «المتدخلين هذه المرة سيكونون أقل» وفق تعبيره.

ويُضيف في حديثه لـ (الحل نت): «الاتفاقات الأخرى، هولير 1 وهولير2 ودهوك والتي جرت قبل 6 سنوات في #إقليم_كردستان، لم يكن توقفها لأسباب داخلية، بل بسبب تدخلات خارجية».

“تشاتام هاوس”

ترك البيان المشترك بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، الذي صدر  قبل أيام بحضور السفير الأميركي #وليم_روباك، ارتياحاً لدى الشارع الكردي عموماً، لكنه في المقابل؛ أثار شكوك جزء من الشارع السوري المعارض، وتساؤلات لبعضٍ من مكونات مناطق شمال شرقي سوريا حول إمكانية أن تكون هذه الحوارات تتم على حساب إبعادهم عن الشراكة المستقبلية في تحديد مصير المنطقة.

فرغم أن البيان أوضح مسار الحوار المستقبلي منطلقاً من أن «اتفاقية دهوك 2014 (التي توصلت إليها حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي) حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع هي الأساس لمواصلة الحوار بينهما بهدف الوصول إلى اتفاقية شاملة في المستقبل القريب»، إلا أنه لم يكشف  عن مضمون الرؤية «السياسية المشتركة الملزمة» التي توصلا إليها في ختام المرحلة الأولى من الحوار التي وصفا إنجازها بـ «الخطوة التاريخية».

ويرجع الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي “صالح مسلم” سبب حرصهم على السرية حتى الآن إلى «وجود تعهد من كلا الطرفين بالالتزام بمبادئ “تشاتام هاوس”» والتي تعني أن «تفصيل المحادثات لن يخرج إلى العلن؛ إلا باتفاق جميع الأطراف، بينما يمكن الحديث عن الأمور العامة فقط».

ومبادئ (تشاتام هاوس) هي مبادئ عالمية، عادةً ما تتبع في المناظرات والمفاوضات السياسية، كان المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن قد وضعها عام 1927.

ويلقي تعليق القيادي في المجلس الوطني الكردي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض “عبدالله كدو”  على عملية الحوار، مزيداً من الوضوح على أسباب السرية التي تتم مراعاتها وهي أن «الحوار أو المحادثات قائمة على أساس، إما الاتفاق على كل شيء أو لا اتفاق على أي شيء»، وفق تعبيره.

ومن ضمن الخطوط العامة للرؤية السياسية التي استطاع كشفها “مسلم” لـ (الحل نت) هي أن الطرفان توصّلا إلى «اتفاقٍ حول شكل النظام السياسي لسوريا المستقبل، والموقف من الحكومة السورية وكذلك من المعارضة بما فيها الائتلاف وهيئة المفاوضات».

وبحسب مصدر ٍمن الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، فضل عدم ذكر اسمه، فإن شكل النظام السياسي الذي اتفقا عليه هو أن «سوريا المستقبل ستكون دولة فيدرالية، وأن “النظام السوري” هو نظام استبدادي، وأن الكرد سيقفون بمجملهم إلى جانب المعارضة من أجل الوصول إلى هيئة المفاوضات واللجنة الدستورية».

هل من ضمانات أميركية؟

لا تعتبر السرية الجانب الوحيد الذي يلفت الانتباه في الحوار الكردي- الكردي، ذلك أن حجم الاهتمام والجدية الأميركية يبدو واضحاً، خاصةً وأن السفير الأميركي كان بحكم المقيم في مناطق شمال شرقي سوريا طوال شهور، وهو ما يثير تساؤلات حول احتمالية وجود ضمانات أميركية، لدفع الطرفين للاستمرار في الحوار و تجاوز العديد من التحفظات التي كانت تمنع سابقاً من وصولهما إلى إتمام إجراءات بناء الثقة بينهما، إبّان  الجهود الفرنسية التي بذلتها لتحقيق تقارب بين الطرفين، العام الفائت.

حول ذلك يقول الرئيس الأسبق لـ PYD: إن #الولايات_المتحدة «لم تقدم نفسها كضامن للاتفاق حتى الآن»، لكنه يرى أن مجرد رعايتهم للحوارات «يعتبر قوة لأي اتفاق من الممكن أن يتمخض عنها».

إلا أن مصدر آخر من المجلس الوطني الكردي، فضل عدم ذكر اسمه، أكد أن جلسات الحوار «تمّت بإشرافٍ مباشر من السفير الأميركي “وليم روباك” وهو ما ساهم في تجاوز العديد من العقبات في الفترة السابقة»، من بينها «إيقاف النقاشات التي جرت في العاشر من يونيو حزيران، بعد توتر بين المجلس الوطني الكردي وممثلين عن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية حضروا لأول مرة، بعد أن كانت المرحلة الأولى من الحوار قد جرت بين المجلس والاتحاد الديمقراطي».

التوتر حينها، كان على خلفية اعتراض المجلس بخصوص أن الأحزاب التي كانت حليفة مع الاتحاد الديمقراطي ضمن إطار حركة المجتمع الديمقراطي  سابقاً معروفة ولا تتعدَ خمسة أحزاب، ولذا ليس من المنطقي أن تصل هذه الأحزاب حالياً إلى 24 حزباً.

ويوضح المصدر أن تدخل السفير الأميركي «ساهم في تهدئة الحوارات لتؤجل حتى الـ17 من حزيران/ يونيو الفائت، ليتفق الطرفان على الإعلان عن توصلهما لرؤية سياسية مشتركة.

ردود مختلفة

أثارت مسألة الحوار الكردي بعد خروج تسريبات إعلامية، ردود فعل جاءت أولها على المستوى الإقليمي من طرف #تركيا، لتتبعها ردود من #الائتلاف_السوري لقوى الثورة والمعارضة، ومن ثم من مجموعات كتاب ومثقفين وشخصيات معارضة أصدرت بياناً ودعوا إلى التوقيع عليه.

الموقف التركي إزاء الحوار الكردي، جاء على لسان  وزير الخارجية التركي #مولود_جاويش_أوغلو، في الـ16 من أيار/ مايو الفائت عبر مقابلة متلفزة، تحدث فيها عن وجود مساعٍ روسيّة وأميركيّة من أجل ما وصفه بـ «إضفاء الشرعية» على #قوات_سوريا_الديمقراطية والدفع باتجاه دمجها في مفاوضات الحل السوري.

وقال في لقاءٍ على قناةٍ تركيّة إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج «وحدات حماية الشعب» في المسار السياسي السوري تحت اسم «قسد» أو السوريين الأكراد، مشيراً إلى أن روسيا «حاولت السير في هذا الطريق، قبل دخول الوحدات الكردية تحت سيطرة الولايات المتحدة بشكل كامل».

ولم يظهر أي موقف روسي أو تعليق على الحوار الكردي، إلا بعد انتهاء لقاء القمة الثلاثي بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران الذين أعلنوا في الأولى من تموز/ يوليو الجاري صراحة اعتراضهم على أية «مبادرات تهدف لإعلان حكم ذاتي في سوريا».

أما على صعيد الرسمي من جانب الحكومة السورية، فلم يصدر عنها أي تصريح رسمي عن الحوار الكردي الكردي، إلا أن الإعلام الرسمي الحكومي  اتهم الأحزاب الكردية من الطرفين بالانفصال وذلك إبان  إعلانهما التوصل إلى اتفاق أولي.

في الطرف المعارض، اشترط “أنس العبدة” الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن يكون هناك ما اسماه «بانحياز للثورة السورية من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي»، و«قطع الصلات مع النظام وكذلك العلاقات مع #حزب_العمال_الكردستاني. وعدم التدخل في شؤون دول الجوار».

أما على الصعيد الداخلي، فإن أول ردود الفعل جاء عبر بيان وقّعه مئات الشخصيات من بينهم أسماء معارضة  تحت مسمى (بيان إلى الرأي العام من شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية بخصوص تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية)، وعبر فيه الموقعون عن رفضهم للتفاهم الكردي ومخرجاته.

وعدا أن البيان حمل أسماء وهمية وتكرار لأسماء أخرى، فإن عدد من الشخصيات المعارضة البارزة عبرت عن استنكارها من ورود اسمها على هذا البيان «الذي لا ينسجم مع موقفه كحقوقي» كما عبر المعارض أنور البني, أو لأن البيان كان فيه «إحالة الأمر إلى الرأي العام  وهو ما لا يُسهم في الحل؛ بل في التجييش والتعبئة والتخندق»، وفق ما قاله المعارض “حازم نهار”.

«تساؤلات مشروعة»

لكن الناشط السياسي “حسن الهاشمي” المقيم في مدينة “قامشلي”، يرى أن هناك  تساؤلات مشروعة  على اعتبار أنَّ «الطرفين الكرديين بديا متفقين على كتمان مجريات المحادثات, ولم يُصدرا سوى توضيحات مُقتضبة عبر بيانهما الرسمي, والذي وردت فيه عبارات غامضة وفضفاضة حول مسألة تقاسم السلطة».

وقال “الهاشمي”: «إن السؤال الأكثر أهمية,- والذي يدور في رؤوس المتابعين جميعاً، وخاصة أبناء العشائر العربية الذين يُمثّلون الثقل البشري في المنطقة – هو أين مكاننا وأين دورنا؟».

ويعود “الهاشمي” إلى القول إنه «لا يُمكن – بأي حال – القفزُ على النتائج الإيجابية المُحتملة لهذا الاتفاق- في حال إزالة الالتباسات حوله، لأنه  قدْ يكون لبنةً أساسيةً في بناء موقفٍ وطنيٍ سوريٍ مُوحّدٍ, تجاه مصير البلاد كلّها, وقدْ يُشكّل حافزاً لبقية الأطراف السورية السياسية والعسكرية والشعبية, لإيجادِ أرضياتٍ مشتركةٍ تُبنى عليها تفاهماتٌ مماثلة».

إلا أن “عبدالله كدو”، ممثل المجلس الوطني الكردي في  الهيئة السياسية في الائتلاف، قال: إن «الحوار يرمي لإنجاز اتفاق يشمل مختلف المكونات  المتعايشة في المنطقة، وذلك في المرحلة الثانية، إن تحقّق نجاح الحوار بين المجلس والاتحاد الديمقراطي».

“عبدالكريم عمر” الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في #الإدارة_الذاتية، قال عن مآلات هذا الحوار في تصريح لـ (الحل نت): «نعتقد بنجاح الحوار الكردي- الكردي، هناك فرصة للبدء بالحوار مع المكونات الأخرى، التي لا تزال خارج الإدارة الذاتية، وهو ما سيكون مقدمة أيضاً، للدخول في حوار مع أطر المعارضة الديمقراطية والوطنية، بهدف إعطاءها الزخم والقوة في مفاوضاتها المستقبلية مع النظام وفق القرارات الدولية».

من جانبه، أعرب “كبرييل موشي كورية” مسؤول العلاقات الخارجية في #المنظمة_الآثورية الديمقراطية، في لقاء مع  (الحل نت) عن اعتقاده «أن الأهداف التي ترمي إليها الولايات المتحدة أو التحالف، هو إضفاء نوع من الشرعية على #مجلس_سوريا_الديمقراطية، ليكون جزء من المعارضة السورية الممثلة في هيئة التفاوض حتى يكون على طاولة التسوية النهائية».

ويرجّح “كورية”، العضو في اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية، أن يتيح وجود المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف «الإمكانية ليمثل قناة مقبولة، كما أن الجهود الدولية وخاصة الأميركية مع الحكومة التركية، قد تبدد الهواجس التركية بخصوص الارتباط المزعوم  بين الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني».

و لكن السياسي الأشوري يقرّ بـ «صعوبة  التشبيك بين أطر المعارضة والقوى الموجودة في شرق الفرات ممثلة بـ (مسد) من أجل تشكيل ثقل موازي للنظام السوري لفرض حل سياسي وفق القرار 2254».

«لا محاصصة كردية»

ينفي “عبد الكريم عمر” صحة «المحاصصة والنسب  ضمن الحوارات الكردية والتي تم تداولها وانتشارها في غير سياقها»، مشدداً على أن «المعلومة المتعلقة بالمحاصصة، تعود إلى محاولة تشكيل مرجعية سياسية كردية عام 2014، و أنها تتعلق بحصة الأحزاب الكردية المنخرطة آنذاك في عملية الحوارات، وليس لها علاقة بالإدارة الذاتية، كما ليس لها علاقة بين الكرد والمكونات الأخرى لشمال شرقي سوريا».

ويؤكد المسؤول في الإدارة الذاتية أنه «باستثناء تركيا والنظام السوري؛ فإن كل المجتمع الدولي يوافق على انخراط جميع الكرد وممثلي مكونات شمال شرقي سوريا في العملية السياسية وإعطاء زخم للمعارضة الوطنية الديمقراطية في حواراتها مع النظام».

كرد وعرب

بعيداً عن آراء السياسيين، يبدو أن المنطقة «شهدت على المستوى الشعبي خلال السنوات الماضية إثارة نوع من الحساسية بين الكرد والعرب في الجزيرة، بعد ظهور تنظيمات كـ #جهة_النصرة و#داعش واندلاع معارك بينها وبين #وحدات_حماية_الشعب»، وفق ما يقول “الحاج سليم”.

ويورد “سليم” مثالاً كيف أن الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» على قريته (تل عيد) جنوبي قامشلي عام 2015 أدى إلى مقتل 3 مدنيين حينها وتهجير سكان القرية، وهو ما كان شأن العديد من القرى التي هاجمتها “النصرة” حينها، ذلك أن هذين التنظيمين كان ينطلقان من مناطق ذات غالبية عربية، وهو ما كان يترك تأثيره على الحالة المجتمعية وعلى العلاقة بين سكان المنطقة من الكرد والعرب.

إلا أنه يشير إلى أن تلك الحساسية على المستوى الشعبي «تراجعت بشكل كبير بين سكان القرية والقرى المجاورة حالياً بعد اختفاء تلك التنظيمات، فالمنطقة متعايشة ومختلطة منذ البداية وتربطهم علاقات الجيرة والمصاهرة»، وبالنسبة لـ “الحاج سليم” كانت لديه، ولا تزال، علاقات جدية مع جيرانه على اعتبار أنه بنى الكثير من المنازل في تلك القرى حينما كان بنّاءً طوال عقود في تلك المنطقة.

ويمكن الإشارة هنا أيضاً، أنه وبعد مرور عشر سنوات على الحرب السورية ومحاولة أطراف عديدة كسب ولاء العشائر العربية في شمال وشرقي سوريا سواء من جانب #الحكومة_السورية أو من جانب روسيا أو حتى من جانب تركيا والمعارضة الموالية لها عدا تنظيم “داعش”، إلا أن المنطقة لم تشهد حتى الآن أية حالة تصادم على أساس عرقي بين المكونين العربي والكردي أو حتى بين غيرهم.

سريان آشوريين

وحول موقف #حزب_الاتحاد_السرياني المشارك في الإدارة الذاتية يقول “سنحاريب برصوم” الرئيس المشترك للحزب: «المرحلة الحالية، تتطلب تقاربات بين مختلف الأطراف المتصارعة والمختلفة بوجهات نظرها، لذلك فإن التقارب الكردي بين مختلف أحزابه يصب لمصلحة قومية ومصلحة وطنية».

ويضيف “برصوم” في حديثه لـ (الحل نت)، «أي اتفاق سيقوي الإدارة الذاتية،  طالما أنه سيؤدي إلى كسب الإدارة لجميع أبناء المنطقة ممن هم خارجها الآن، وبالتالي ليس لدينا هواجس طالما كان اتفاق الأطراف الكردية،  هو على مبادئ أساسية  نؤمن جميعنا فيها ونسعى لتأمين الأمن والاستقرار لشعوبنا وحمايتها وتثبيت حقوقها دستورياً ضمن سوريا واحدة».

بينما يقول المعارض “كبريل موشي كوريه”: «ننظر إلى وحدة الصف الكردي كخطوة أساسية من أجل رفع العملية الديمقراطية ليس كردياً فقط، ولكن على مستوى الجزيرة بكامل مكوناتها وأيضاً على المستوى الوطني».

لكنه يشدّد على أن «العبرة الأساسية في أي حوار لوحدة الصف الكردي لا يجب أن يبعدهم عن وحدة الصف الوطني، وأقصد المعارضة الوطنية السورية، فالجميع يعرف أن الرؤية للمآلات النهائية للحل السياسي، لا يمكن أن تتم عبر الطريقة التي كانت تتم بين الاتحاد الديمقراطي والنظام أو بين مجلس سوريا الديمقراطية برعاية روسيّة مع النظام».

خلال سنوات عمره الطويلة، لم يتحيّز “الحاج سليم” لأي طرف سياسي كما يقول، كما أن أبناءه الخمسة لم يكونوا يوماً منتمين لأحزاب سياسية، لكنه كما الكثيرين من أبناء جيله، يكنّون الود  للقائد الكردي “ملا مصطفى بارزاني”، بَيْدَ أنه فَقَدَ خلال العام الفائت أحد أحفاده بعد مشاركته في معارك بريف بلدة #تل_تمر (40 كلم شمال غربي الحسكة) جرت بين قوات سوريا الديمقراطية و فصائل الجيش الوطني.

ويتساءل الرجل الثمانيني، إن لم تتفق الأطراف الكردية الآن، فمتى سيتفقون، الناس تعيش في أوضاع معيشية صعبة للغاية وقد ملّت من أعذارهم، وينهي حديثه «إن لم تتفق هذه الأحزاب هذه المرة، فلا خير فيهم».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.