بعد انقطاع دام ثمانية أعوام: طلّاب الرقة يتقدمون للامتحانات الثانوية والإعدادية

بعد انقطاع دام ثمانية أعوام: طلّاب الرقة يتقدمون للامتحانات الثانوية والإعدادية

يتقدم الآلاف من طلاب محافظة #الرقة لامتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية، عقب انقطاع دام ثماني سنوات متواصلة، نتيجةً للأوضاع التي شهدتها المحافظة آنذاك، إذ منع تنظيم #داعش، خلال فترة سيطرته، التعليم وإقامة الامتحانات، كما منع الطلاب من السفر لمناطق سيطرة #الحكومة_السورية لإجراء الامتحانات، مما غيّبهم عن مقاعد الدراسة لأعوام متتالية.

ومع انتهاء حظر التجوال، الذي فرضته #الإدارة_الذاتية، لمجابهة فيروس #كورونا، وإعلان الحكومة السورية إقامة الامتحانات في البلدات الخاضعة لسيطرتها بريف الرقة، للمرة الأولى منذ عام 2012، ذهب تسعة آلاف طالب وطالبة من المحافظة إلى بلدة “السبخة”، لتقديم الامتحانات فيها، عقب توفير عدة تسهيلات للطلاب، مع اتخاذ كامل الإجراءات الوقائية من “كورونا”.

 

تسهيل العملية الامتحانية

“احمد الكسرة”، من سكان بلدة “السبخة”، قال لموقع «الحل نت» إن «العملية الامتحانية تجري للمرة الأولى في بلدة “السبخة” منذ ثماني سنوات، ودون أي مشاكل أو عوائق تذكر، فالبلدة تعجّ بالطلاب القادمين من مناطق مختلفة من المحافظة، يقدمون امتحاناتهم بشكل طبيعي، ويعودون لمراكز الإيواء، التي خصصتها الحكومة لهم، فقد قامت الجهات المختصة بتجهيز عدة مباني لإيواء الطلاب، ورممت عدة مراكز بالبلدة لتقديم الامتحانات فيها، وبذلك خففت عن الطالب عبء السفر لدمشق أو #حمص لتقديم الامتحان».

“أبو غسان”، والد أحد الطلاب، يقول لموقع «الحل نت» إن «إمكانية التقدم للامتحانات في الرقة خطوة إيجابية جداً بحق أطفالنا وشبابنا، المنقطعين عن الدراسة لعدة أعوام، إذ أن مشقة السفر كانت تمنع الآف الطلاب من متابعة تعليمهم، إلى جانب غياب الأمن والأمان، ومنع الشبان من التنقل بين مناطق الرقة مختلفة النفوذ. وبعد توقف ابني “غسان” عن التعليم لثماني سنوات متتالية، أتينا من حي “المشلب” إلى “السبخة” ليتابع تعليمه. وهو يقدم اليوم امتحاناته دون أية مضايقات».

أما الطالب “غسان” فقال لـ«الحل نت» إن «أجواء الامتحانات كانت متوترة قليلاً، لكوننا قادمين من منطقة نفوذ #قوات_سوريا_الديمقراطية، ولم نذهب لمناطق سيطرة #القوات_النظامية منذ سنوات. الأسئلة كانت مناسبة جداً، لدرجة أن الطالب المتوسط يستطيع حلها، والحصول على علامة جيدة. مديرية التربية راعت المستوى التعليمي لدى الطلاب المنقطعين، ووضعت أسئلة مناسبة» وفق تعبيره.

وعن التسهيلات المقدمة للطلاب صرّح “فراس العلو”، مدير تربية محافظة الرقة، أن «الطلاب القادمين من مناطق سيطرة “قسد” والمسلحين في مدينة #تل_أبيض، سيقدمون امتحاناتهم في مراكز امتحانية خاصة بهم، لتجنّب الاختلاط مع طلاب المناطق “المحررة”، وسيسمح لهم بالعودة إلى منازلهم عقب الانتهاء من تقديم المادة، ثم يرجعون في موعد تقديم المادة الأخرى، إذا رغبوا بذلك، كما ستوفر الجهات المختصة وسائل لنقل الطلاب من المعبر إلى المراكز الامتحانية وبالعكس، ومراكز إيواء صحية ومريحة، وخدمات إطعام مقدمة من المنظمات الدولية، للراغبين في المكوث بالبلدة طول فترة الامتحانات، مع اتخاذ إجراءات وقاية من “كورونا”».

وأشار “العلو”، إلى أن «عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات بلغ 9000 طالب وطالبة، منهم  3000 طالب لشهادة التعليم الأساسي، و3288 طالب في الفرع العلمي، و2291 في الفرع الأدبي، و419 في الفرع تجاري، واثنان في الفرع الصناعي. توزعوا على 91 مركزاً في “السبخة” و”معدان” و”دبسي عفنان”».

 

لا ثقة بين الطالب والحكومة

آلاف الطلاب من مدينة الرقة لم يتقدموا للامتحانات، التي أعلنت عنها الحكومة السورية في مناطق نفوذها، بسبب خوف الطلاب وذويهم من الاعتقال.

“عامر المنصور”، من سكان مدينة #الطبقة، قال لموقع «الحل نت»: «لست مطمئناً لارسال ابني لمناطق سيطرة القوات النظامية والميليشيات التابعة لها، ففي كل أسبوع نسمع عن حملات اعتقال  تطال الشبان، لسوقهم لخدمة العلم، إلى جانب فقدان الأمن في تلك المناطق. وإن كانت مديرية التربية بالفعل مهتمة بالطلاب، وسير العملية التربوية، لماذا لا تقوم بالإتفاق مع “الإدارة الذاتية”، لتنظيم الامتحانات بجميع  أنحاء المحافظة؟»، مشيراً إلى أن «لديه أخاً معتقلاً  منذ ستة أعوام، ولن يخاطر بأن يصبح ابنه معتقلاً أيضاً» وفقاً لتعبيره.

“محمود الويس”، شاب من حي “المنصور”، يقول لـ«الحل نت»: «عددٌ من أصدقائي سافروا لتقديم الامتحانات في “معدان”، لكنّي لم أتجرّاً على السفر معهم، لعدم ثقتي بحواجز القوات النظامية، والمليشيات الإيرانية الموالية له. ذلك لأني شاركت بجميع التظاهرات المناهضة للحكومة، التي انطلقت في المدينة عام 2011. توقفت عن التعليم عندما كان عمري ثمانية عشر عاماً، ولا أجرؤ على الدخول إلى أي منطقة تخضع لسيطرة الحكومة».

 

حالات تسمم بصفوف الطلاب

 

أصيب عدة طلاب، مقيمين بمراكز الإيواء بمدينة “السبخة”، بالتسمم خلال فترة الامتحانات، وأسعفوا إلى المراكز الطبية في المحافظة، بحسب “عبد الرزاق حسين”، من سكان بلدة “السبخة”، الذي تحدث لـ«الحل نت» قائلاً: «ستة طلاب تعرضوا للتسمم، عقب تناولهم معلبات فاسدة، وزّعت عليهم في المطابخ واللجان الغذائية بمراكز الإيواء، تم نقلهم إلى مركز “الحمدانية” الصحي لتلقي العلاج، بسبب عدم وجود مشفى في “السبخة”. ويعاني الطلاب القاطنون في مراكز الإيواء من قلة نظافة هذه المراكز، وارتفاع درجات الحرارة فيها، لعدم وجود تكييف أو مراوح في الغرف» وفقاً لوصفه.

“جمال العيسى”، مدير صحة الرقة، أكد «وصول عدد من الطلاب المصابين بحالات تسمم إلى مركز “الحمدانية” الصحي، حيث تم تقديم العلاج اللازم لهم من الكوادر الطبية المختصة، وعادوا إلى مراكز الإيواء».

إلا أن مديرية تربية الرقة أصدرت بياناً، في السابع والعشرين من حزيران/يونيو، نفت فيه وجود حالات تسمم بين الطلاب في مراكز الإيواء، وأكدت أن الهدف من الشائعات «إثارة البلبلة، وإفشال العملية الامتحانية في البلدة»، حسب نص البيان.

وكانت #الأمم_المتحدة قد أصدرت بياناً أكدت فيه أن «للأطفال في سوريا، أينما يعيشون، الحق في إكمال تعليمهم، بما في ذلك التقدم للامتحانات الوطنية». وناشدت الأطراف كافة بـ«تيسير ودعم وصول الطلاب إلى المراكز الامتحانية». وشدد البيان على أن «أي تدخل في التعليم، الذي هو حق للأطفال، يعتبر أمراً غير مقبول».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.