كشفت شهادات عائلات سوريّة عن تفاصيل اعتقال أبنائها على يد فصائل «الجيش الوطني» شمالي سوريا، ونقلهم إلى الأراضي التركيّة، وذلك بحسب ما أكد تقرير حقوقي صادرٌ عن كلاً من «اللجنة الكرديّة لحقوق الإنسان والحريّات» ومنظّمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».

وبحسب التقرير فإن عمليّات الاعتقال الأولى حدثت في قرية «أبو شيخات» التابعة لمدينة رأس العين، اعتقل خلالها العديد من المواطنين منهم عبد الجليل معلّش (26 عاماً) وأحد أقربائه، وذلك خلال الأيام الأولى من عمليّة «نبع السلام» التي بدأتها القوّات التركيّة بالتعاون مع فصائل «الجيش الوطني» في المنطقة.

وأكدت مصادر حقوقيّة أن عمليّات الاعتقال بحق شبّان من القرية، جاءت من قبل «الفرقة 20»، التابعة لـ«الجيش الوطني»، وتخللتها عمليّات اعتداء على المعتقلين وعائلاتهم بالضرب.

ونقل التقرير شهادة أحد أفراد عبد الجليل وقريبه المعتقل معه، والذي نفى «أن يكونا مقاتلين ضمن صفوف قوّات سوريا الديمقراطية».

وأضاف في شهادته: «كان عبد الجليل وجهاد يعملون في الأعمال الحرّة، يقومون بأعمال العتالة أحياناً والرعي أحياناً أخرى، وقد تم اعتقالهم بلباسهم المدني، خلال عمليّة عسكريّة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولم يكونا مسلحين، أو منضوين لقوّات سوريا الديمقراطيّة وغيرها، حتى أن القرية التي نقطن فيها، لم تشهد عمليّات عسكريّة، لقد كان الأشخاص الذين قاموا بعمليّات الاعتقال يستقلون سيارات نوع مازدا وهوندا، بالإضافة إلى بيك آب».

وأشار قريب المعتقلين الاثنين إلى أن «عملهما مع مؤسسات الإدارة الذاتيّة، اقتصر على أعمالة المياومة، مثل كثر من الناس، لقد انقطعت أخبارهم بعد ذلك إلى أن عرفنا عن طريق محامي بعد ثلاثة أشهر بتواجدهم في الأراضي التركيّة في إحدى السجون».

وأكد التقرير أن هنالك العديد من المعتقلين الذي اعتقلوا بطرق مشابهة في منطقة رأس العين، منهم من تم إطلاق سراحه بعد دفع رشاوي إلى الفصائل المسلّحة، بحسب ما شهدوا به أفراد عوائل المعتقلين.

و المنظمتان اللتان وثقتا التقرير هما «اللجنة الكرديّة لحقوق الإنسان والحريّات الأساسية»، وتعرف نفسها على أنها تجمع تطوّعي مدني مستقل يعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان، ورصد الانتهاكات التي تقع على هذه الحقوق، وتعزيز النضال السياسي والقانوني والمطلبي من أجلها عبر الوسائل السلميّة وفقاً للمعايير الدوليّة.

أما المنظمة الثانية فهي منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» وهي تشارك اللجنة الكرديّة في كثير من أهدافها، وتقول في التعريف عن نفسها إن «فكرة إنشاء المنظمة لدى أحد مؤسسيها جاءت أثناء مشاركته في برنامج زمالة رواد الديمقراطيّة LDF من قبل مبادرة الشراكة الأمريكيّة الشرق أوسطيّة، مدفوعاً برغبته في الإسهام ببناء مستقبل سوريا، حيث تسعى المنظمة إلى الكشف عن جميع الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان في سوريا».

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المنظمات الحقوقيّة بما فيها الدوليّة نشرت تقاريراً تحدثت خلالها عن انتهاكات فصائل «الجيش الوطني» التي مارستها بحق أهالي المناطق التي سيطرت عليها خلال السنوات الأربعة الأخيرة من #عفرين وحتى منطقة #رأس_العين شمال شرقي سوريا.

التقرير كاملاً من المصدر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.