خرجت الفنانة السورية “صباح السالم” من السجن، منذ قرابة الشهرين، بعد رحلة سنوات من العذاب قضتها في مقصورة النساء بسجن #دمشق المركزي، بتهمة لا علاقة بها.

وذكرت صحيفة (اندبندنت) البريطانية، أن الفنانة “صباح السالم”، قد اُتهمت في قضية متعلقة بالإتجار في المخدرات، ولم تتوقف عن القول إنها بريئة، وإنها دخلت السجن ظلماً «بعد أن قام أحد المنفذين بتلفيق التهمة لها، ورغم علم الجميع ببراءتها، إلا أنه تمت محاربتها من الجميع» وفق قولها.

وأضافت الصحيفة، أن الممثلة السورية قضت سنواتها الطويلة في السجن، من دون أن تتلقى دعماً يُذكر من نقابة الفنانين أو الصيادلة، أو حتى من زملائها الممثلين الذين ظن الكثير منهم بأنها ماتت منذ زمن بعيد، باستثناء الفنان “محسن غازي”، الذي عمد إلى العمل على مساندتها في الدوائر الرسمية وفي النيابة العامة والقضاء، لاستخلاص أمر بإخلاء سبيلها مقابل كفالة.

وتكفّل رجل الأعمال “ماهر العطار”، صاحب ومدير شركة العطار للإنتاج الفني، بالنفقات المادية، وزيارتها في السجن أكثر من مرة مع مجموعة من معجبيها القدامى.

إلى جانب عملها في المجال الفني، حيث سطع نجمها في ثمانينات القرن الماضي، حرصت “السالم” على العمل في مجال تخصصها، إذ أنها خريجة كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1973، فحصلت على وظيفة مخبرية في معمل شركة “سورية للأدوية”، واستطاعت مع رفاق لها الاستغناء عن خدمات الخبير السويسري المنتدب للإشراف على المعمل، مناديةً بالاعتماد على الخبرات الوطنية، فطوّرت أنواعاً من حليب الأطفال مستغنية عن تراخيص شركة “نسلة”.

وكشفت “السالم” عقوداً وهمية في الشركة المذكورة، أماطت عبرها اللثام عن صفقات مشبوهة وفاسدة في مجلس إدارة الشركة، التي تعتبر من كبرى شركات الأدوية السورية، ولم يتأخر العقاب هذه المرة، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

حيث تقول «اصطدمت مراراً مع شخصيات نافذة في الشركة، وفُتِحت ملفات عن الفساد في جريدة “الثورة” السورية آنذاك، مما أجج الحقد عليّ، ودفع أحد المديرين إلى وضع “الهيروين” لي في فناجين القهوة عبر عملاء له، وهذه المادة لا طعم ولا رائحة لها، ويمكن أن توضع في أي شراب ولا يكتشفها المرء، ومع الأيام ساءت حالتي، ولم أعد أشعر بالراحة إلا بتناول المزيد من هذا المخدر».

عاشت “السالم” تجربة لا تحسد عليها في الإدمان على المخدرات، جعلتها تتراجع صحياً عاماً بعد عام، لتوضع بعد ذلك في لعبة رهان مرعبة، حين طالبها أحد ضباط مكافحة المخدرات بأن يقيم معها علاقة حميمة مقابل عدم إلقاء القبض عليها، فتقول “السالم” كان الضابط، مُصرّاً على سلبي كرامتي، وعندما لم أُذعن له، ولم أمتثل لرغباته الشهوانية الدنيئة، لجأ إلى تلفيق تهم عديدة لي، منها تصنيع المخدرات والاتجار بها، ومع أنني لم أكن أقوم بذلك إلا لتأمين الكمية الشخصية لي، إلا أن هذه التُهم كانت كفيلة بوضعي في السجن لأكثر من اثني عشراً عاماً امتدت على ثلاث فترات، وآخرها كان الحكم عليّ بالإعدام، والذي تم تخفيفه بعد ذلك بمرسوم رئاسي، لتصبح عقوبة السجن مدة خمسة عشر عاماً، وتخفيفها بعد ذلك بالسجن مدة ثماني سنوات.

وتخرجت “السالم” من جامعة دمشق بمعدل جيد جداً، من دون أن تترك التردّد بانتظام على نادي السينما، حيث تلقت دعوةً حينها من أحد المخرجين، الذي دعاها لإجراء تيست (تجربة أداء) في أستوديو المؤسسة العامة للسينما وهنا تقول: «ذهبتُ عن طيب خاطر إلى المقابلة، وشرع المخرج بالتقاط الصور لي في أستوديو يقع في قبو بناء المؤسسة العامة للسينما، وبدأ مع كل صورة يلتقطها لي، ومع كل حركة كاميرا يطلب مني وضعيات معينة لم ترقني، ولم تجعلني مرتاحةً له، إلى أن قام بالتحرش بي، فما كان مني إلا أن صفعته وهربت مسرعةً ودموعي على خدي».

وتتابع، «كانت تجربة قاسية، جعلتني أبتعد عن السينما التي أحببتها في أفلام الأجانب وبغضتها في بلادي، لقد شعرتُ أن بعضاً من مخرجينا مزيّفين، ويسعون إلى جسد المرأة باسم الفن، ما جعلني أختنق من دون أن أخبر أحداً بما حدث لي في ذلك القبو السينمائي الوطني».

وتقيم “صباح السالم” الآن عند أقرباء لها في مدينة “حمص”، فيما تتابع سفرها إلى العاصمة لاستصدار حكم بالبراءة بعد قرار بالطعن تقدمت به النيابة العامة في دمشق ضدها، الأمر الذي جعلها تقع مرةً أُخرى في دوامة استدعاءات القضاء والشرطة.

وشاركت الفنانة السورية في أول عمل تلفزيوني لها وهو مسلسل “تجارب عائلية”- 1981، مع المخرج “علاء الدين كوكش”، كما شاركت في مسلسل “شجرة النارنج”- 1989 و”الطبيبة”- 1988 مع “فردوس أتاسي”، وشاركت أيضاً في العديد من الأفلام التي جمعتها بفنانين مصريين كالراحل “نور الشريف”، إضافةً إلى مشاركتها في فيلم الحدود.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.