قامت #روسيا بتشكيل لواء جديد باسم “اللواء 16″، بواسطة قيادات عسكرية روسية من قاعدة #حميميم، وعيّنت العميد الركن “صالح العبد الله”، المُلقب بـ “السبع”، قائداً له، الذي كان يشغل منصب نائب العميد “سهيل الحسن”، المُلقب بـ”النمر”، قائد “الفرقة 25 مهام خاصة”.

وتقوم روسيا بتمويل “الفرقة 25 مهام خاصة”، والاشراف عليها بشكل كامل، وهو الاسم الجديد الذي حملته منذ أواخر آب/أغسطس 2019، بعد هدوء الجبهات في الشمال السوري، بدلاً من “حملة قوات النمر”.

وظهر “النمر”، بعدَ غياب طويل عن الإعلام، في ريف #إدلب الشرقي، عند حضوره اجتماعاً مغلقاً مع عددٍ من الضباط المقرّبين من روسيا، إضافةً إلى إشرافه على تخريج دفعة عناصر من فوج “ذي الفقار”، بقيادة “أمجد عدار”، بعد تدريبات عسكرية أُجريت لهم في الأونة الأخيرة.

 

وضع عسكري صعب

يقول العميد “أحمد رحال”، الضابط المنشق عن #القوات_النظامية: «تشعر روسيا اليوم بأنها في وضع صعب جداً.  أي عمل عسكري لا يترجم إلى أهداف سياسية هو بالعلم العسكري عمل فاشل، فالقوات الروسية، التي دخلت سوريا، صرّحت في البداية أنها ستبقى لأربعة أشهر فقط، وهي الآن تدخل سنتها الخامسة في الأراضي السورية».

ويضيف “الرحال”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «”بوتين” يشعر أنه غير قادر على الإنجاز، أو تقديم حل في سوريا، وبالتالي  يحاول اليوم الاستجابة لمتطلبات الدول الكبرى في إخراج القوات الإيرانية من سوريا. ولإخراج #إيران يحتاج إلى قوة بديلة، وهو لا يملك مثل هذه القوة. وأيضا الاتفاق الروسي- التركي يُنتهك باستمرار من قبل #حزب_الله اللبناني وإيران، والميليشيات التابعة لهما».

وحول أسباب تشكيل وحدات عسكرية جديدة يؤكد “الرحال”: «نرى أن الروس اليوم يعملون باتجاهين، الأول هو حل ميليشيات “الدفاع الوطني”، التابعة للحكومة السورية، والممولة من قبل إيران. والثاني إنشاء تشكيلات جديدة، منها “الفيلق الرابع”، وبعده #الفيلق_الخامس. ومن ثم تشكيل “الفرقة 25”. واليوم تقوم روسيا بتوسيع هذه الفرقة، في سياق التجاوب مع المتطلبات الأمريكية والإسرائيلية بتحجيم الدور الإيراني، وتأسيس قوة بشرية على الأرض، تستطيع أن تشكلّ بديلاً».

وحول العوائق التي تواجه روسيا يوضّح “رحال”: «الروس اليوم تحت ضغط #قانون_قيصر، الذي يضيّق الخناق على إيران والحكومة السورية وحزب الله. ولكي يستطيعوا تجاوز هذه المحنة يعملون على تشكيل أرضية ثابتة ليحافظوا على إنجازاتهم، واتخاذ إجراءات كي يحسّنوا موقفهم التفاوضي مع الغرب».

 

تشكيل قوة مضادة لإيران

وانضمّ للاجتماع الروسي المغلق عددٌ كبير من ضباط القوات النظامية، أهمهم: “سامر إسماعيل”، قائد فوج “الحيدر”؛ و”حيدر النعسان”، قائد فوج “الطراميح”؛ والعقيد “رامي موّاس”، ضابط أمن “الفرقة 25″؛ والعقيد “يونس محمد”، قائد عمليات الفرقة؛ و”يوسف كنعان” قائد فوج “الهواشم”؛ والمقدّم “دريد العوض”، قائد القوة النارية في الفرقة؛ و”سومر الأشتر” قائد المشاة في الفرقة؛ و”أمجد عدار”، قائد “فوج ذي الفقار”.

من جهته يقول “مصطفى فرحات”، العقيد المنشق والخبير السياسي العسكري: «لا نستغرب تأسيس هذه التشكيلات العسكرية من قبل روسيا، فجميعنا نعلم أن الروس يحاولون تشكيل قوة موازية للقوة العسكرية الإيرانية. رغم أنهم حتى اللحظة لا يملكون القوة التي تمتلكها إيران».

ويضيف “الفرحات”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «إيران اليوم تهيّمن على مفاصل القرار السوري العسكري بشكل كامل ومطلق، وبالتالي أدرك الروس أن التزاحم بينهم وبين الإيرانيين لا يصبّ في مصلحتهم. ومع الضغوط الاميركية، وإدراك “بوتين” أنه لا يستطيع تقديم نفسه بوصفه منتصراً في هذه المعادلة، أصبحت مهمة القوة التي يؤسسها الروس تشكيل عامل ضغط على إيران من جهة، وتصفية الحسابات مع من لا يقبل الحل في سوريا من جهة أخرى».

تهميش سهيل الحسن”

وبحسب الخبراء العسكريين فإن روسيا عملت على تهميش “سهيل الحسن” إعلامياً، عقب توثيق عدّة جرائم ضدّ “الفرقة 25” بحقّ مدنيين، من بينهم مُسنٌّ في مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي، خلال الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة، وذلك بعد قيام قيادات روسية بزيارة “نابل العبد لله”، قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في #السقليبية، وتكليفه بعدّة مهمّات عسكرية، دون التطرق إلى دور “سهيل الحسن” وضباط فرقته.

من جهته يقول “د.أحمد منير”، الخبير في الشؤون الروسية: «روسيا تعتمد على المليشيات بشكل كبير في صراع السيطرة على المناطق، وتحاول تأسيس ودعم ميليشيات محلية، وفي حال فشلت هذه المليشيات، أو لم تقدم ولاءها للروس، فإنها تقوم بزج مليشيات شركة “فاغنر” الخاصة في المعارك، كما حدث في #ليبيا ومناطق متعددة في سوريا».

ويضيف “منير”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «عملت روسيا على تشكيل “الفيلق الخامس” في #درعا، وكذلك وحدات أمنية تابعة لها في مدينة #دوما بريف دمشق، وألوية في مناطق #دير_الزور وشرق الفرات، بالتعاون مع #قوات_سوريا_الديمقراطية، بعض هذه المليشيات نجح في السيطرة على عدد من المناطق وإبعاد الإيرانيين، وبعضها الآخر فشل في السيطرة على مناطق أخرى، كما حدث  شرق الفرات».

وحول مهمة اللواء الجديد، الذي شكلته روسيا، يوضّح المنير: «بعد جمود الجبهات منذ ما يقارب عدة أشهر، فإن روسيا ليست بحاجة لمقاتلين، بل إلى ألوية حماية ومرافقة للمقاتلين الروس في القواعد التي تقيمها، الأمر نفسه تقوم به أميركا في مناطق “قسد”، وتركيا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريفي إدلب وحلب، وكذلك إيران في ريف دير الزور».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة