منذ نحو أسبوعين وحتّى الآن، ما يزال العشرات من #السوريين عالقين على مداخل الحدود السورية من جهة #لبنان، هؤلاء كان معظمهم في الطريق إلى #سوريا، ولكنّهم صُدموا بإجراءات سورية جديدة منعتهم من الدخول، في حين يمنع الجانب اللبناني إعادتهم إلى داخل البلاد.

قبل عدّة أيام، أصدرت السلطات السورية قراراً بضرورة إجراء كل سوري أو أجنبي يريد الدخول إلى سوريا اختبار (مسحة) #كورونا على أن تكون المسحة أُجريت خلال 18 ساعة، إضافةً إلى اشتراط حصول السوري الراغب في الدخول على (موافقة دخول قُطر) مسبقة.

ومن جملة #القرارات أيضاً، اشتراط تصريف 100 #دولار أمريكي أو ما يعادلها من العملات الأجنبية إلى الليرة السورية، حسب سعر نشرة “مصرف سوريا المركزي”.

رحلة دخول معقّدة وسوريون كثر عالقون عند الحدود

بحسب مقابلات أجراها موقع (الحل نت) مع سوريين عالقين عند الحدود اللبنانية السورية من جهة لبنان، فإنّهم يُقسمونن إلى قسمين، الأول من كان يعيش في لبنان وضاقت به سبل العيش بعد أن فقد فرص عمله وتهاوت #الليرة_اللبنانية، والثاني من دخل إلى لبنان مؤخّراً بعد فتح “مطار رفيق الحريري الدولي”.

وقالت إيمان، وهي شابة سورية دخلت إلى سوريا مؤخّراً لـ (الحل نت) «وصلت مع أسرتي من برلين إلى مطار رفيق الحريري، وهناك كان إجراء مسحة كورونا مخصّص لمن يريدون دخول لبنان والبقاء فيه، أما العابرون إلى سوريا ترانزيت فلا يتم إجراء المسحة لهك».

وأضافت أنّها اضطرت مع عائلتها إلى إجراء مسحة كورونا في مستشفى رفيق الحريري بمبلغ 120 ألف ليرة لبنانية عن كل شخص.

في اليوم التالي صدرت نتيجة المسحة وكانت سلبية، وكانت أسرتها قد استخرجت لها “إذن دخول القطر” من فرع الهجرة والجوازات في دمشق، توجّهت إلى الحدود اللبنانية، وأبرزت هناك نتيجة المسحة وموافقة الدخول، ثم عبرت لتتوجّه نحو الحدود السورية، وهناك أطلعت “اللجنة الطبية” الحدودية على نتيجة المسحة وسمحت لها بالدخول بعد التأكد من الموافقة.

تقول «خلال طريقي شاهدت الكثير من السوريين الذين كانوا يجلسون على الحدود ولا يُسمح لهم بالدخول إلى سوريا».

أريد العودة ولا أملك تكاليفها!

بعيداً عن القادمين عبر المطارات، ثمّة سوريون في لبنان فقدوا جميع مصادر دخلهم، إلى حدٍ باتوا غير قادرين على دفع إيجار منزلهم.

من بين هؤلاء مصطفى، متزوج ولديه طفلين، الطفل الثاني وُلد خلال الجائحة، وبات مصطفى غير قادر على تأمين الحليب والحفاضات وحتّى إيجار المنزل، بعد أن خسر عمله في مطعم وجبات سريعة في بيروت.

يقول مصطفى «قررت العودة لأنّني إذا بقيت في لبنان سوف أموت جوعاً مع أسرتي».

لا يعرف مصطفى حتّى الآن كيف سيتدبّر أموره في سوريا، وكيف سيؤمّن سكناً وعملاً ومصدراً للدخل، لأن كل ما يفكّر فيه حالياً هو طريقة للدخول إلى سوريا.

صُدم مصطفى بقرار يتطلّب ضرورة إجراء مسحة “كورونا” للعائدين إلى سوريا، تكلّف المسجات له ولأسرته نحو 500 ألف ليرة لبناني لا يملك منها شيئاً.

ويتابع «لو كنت لوحدي لعدتُ عن طريق التهريب، ولكنّني لا أستطيع فعل ذلك ومعي رضيع»، موضحاً أن كل ما يريده حالياً هو العودة إلى سوريا.

وفي الحادي عشر من تموز الجاري، قرر الفريق الحكومي السوري المعني بالتصدّي لجائحة كورونا ضرورة إجراء كل من يريد الدخول للبلاد اختبار سلبي جديد للفيروس على أن يتم إجرائه قبل الدخول بـ 18 ساعة,.

أما عن قرار تصريف 100 #دولار إلى العملة المحلّية بسعر المصرف المركزي، فأكّد ثلاث أشخاص عائدين إلى سوريا أن القرار لم يُفعّل بعد، وسيدخل حيز التنفيذ مطلع شهر آب القادم.

مخاطر ما بعد العودة

وتنطوي العودة إلى سوريا على مخاطر عديدة بالنسبة للعائدين، الذين كانوا يعيشون في لبنان خلال السنوات الماضية، ولكن انعدام كل مصادر الدخل وغلاء الأسعار في لبنان، دفع سوريين مطلوبين للخدمة الاحتياطية إلى العودة رغم علمهم لحتمية الاعتقال على الحدود.

فرَّ الشاب السوري حازم في عام 2016 إلى لبنان هرباً من الخدمة الاحتياطية، واستقرَّ في جونية، قرب بيروت وهناك عمل في متجر لبيع الأثاث، لكن حازم لم يحصل على أي أجر منذ آذار الفائت بعد أن صرفه رب العمل وأخبره بأنّه سيتّصل به عندما يحتاجه.

يقول حازم «سئمت كل شيء هنا في لبنان، حتى اضطررت لحرمان أسرتي من أساسيات الحياة اليومية ولم أجد عملاً بديلاً ويبدو لي الوضع الاقتصادي في لبنان نحو الأسوأ»، على حد وصفه.

لجميع هذه الأسباب كان أمل حازم هو تأمين مبيت زوجته وابنته عند أسرتها، وتسليم نفسه للجيش السوري عند الحدود، في انتظار أي فرصة تعيد حياته إلى طبيعتها في المستقبل، بحسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.