رغمَ إعلانِ #الحكومة_العراقيةِ، بين فترةٍ وأُخرى، عن قيامها بعملياتٍ عسكريةٍ كُبرى لملاحقةِ عناصر تنظيم #داعش، إلا أنَّ التنظيم بات يتحركُ بشكلٍ أوسع، ويعتمدُ على استراتيجياتٍ جديدةٍ للعودة إلى الواجهة مجددًا.

واستطاع التنظيمُ، خلال الفترة الماضية، القيام بعملياتٍ نوعيةٍ، استهدفتْ القواتَ الأمنية العراقية في محافظات #كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى وأطراف #بغداد.

وأعلن جهازُ المخابراتِ العراقي عن الإطاحة بعديد من قادة التنظيم الكبار، بعد عمليات نوعية، نفّذها في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.

وبحسب مراقبين فإنَّ تنظيم “داعش” بات يعتمد على استراتيجية جديدة في القتال، تُمكّنه من استعادة قوتهِ، مستغلاً الأخبار عن انسحاب القوات الأميركية، والمشاكل الداخلية التي تُحيطُ بالحكومة العراقية برئاسة مصطفى #الكاظمي.

 

الجيلُ الرابعُ

ويقولُ “هاوكار الجاف”، الخبيرُ في شؤون الجماعات المتطرفة، إنَّ «تنظيم “داعش” خسر كثيراً من عناصرهِ، نتيجة القتل والاعتقال، سواءً في العراق أو سوريا، وهو يبحث عن عناصرٍ جديدةٍ، تُمكنه من القيام بعمليات نوعية».

مبيناً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أنَّ «”داعش” يعتمدُ في خطتهِ الجديدةِ على الجيل الرابع من المقاتلين، وهم أولادُ المعتقلين والمختطفين والمغيبين في المناطق المحرّرة من سيطرة “داعش”، ذات الأغلبية السنية، أو من أبناء مقاتلي التنظيم أنفسهم، الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر  وعشرين عاماً».

وأضاف أنّ «هذا الجيل من المقاتلين يتميّز بعدة مميزات، أهمها أنَّ أفراده غيرُ معروفين لدى القوات الأمنية، وبالتالي يستطيعون التحرك بين المحافظات وعبر مناطق السيطرة الحكومية بصورة طبيعية».

لافتاً إلى أنّ «هؤلاء يتمعتون بروحٍ قتاليةٍ عاليةٍ، كون التنظيمِ يعتمدُ على التجييش العقائدي، ومقاتلو هذا الجيل من المراهقين، يتقبّلون أفكارَ التطرفِ بصورةٍ سريعةٍ، ويطبقونها على أرض الواقع».

موضحاً أنّ «أفراد الجيل الجديد من مقاتلي “داعش” لديهم دافعُ الانتقامِ من السلطةِ العراقيةِ، والمليشيات التي غيّبت أبائهم، وكلما زادت تلك المليشيات من أذاها في المناطق المحررة من سيطرة “داعش”، زاد دافع الانتقام لدى الجيل الجديد، واستطاع التنظيمُ المتطرفُ كسب مزيد من العناصر».

 

القوة التركمانية

ويرى الخبير أنَّ «التنظيمَ وسَّع من نفوذ التركمانِ فيه، وتحديداً سكان قضاء “تلعفر”، الواقع غربي #الموصل، وأعطاهم مزيداً من الصلاحيات والمناصب داخله».

مؤكداً أنّ «بعض تركمان “تلعفر” لديهم أسبقيةٌ في قيادة التنظيمات المتطرفة، فقد كان “أبو مسلم التركماني” و”أبو علي الأنباري” من أبرزُ قادة تنظيم “أنصار الإسلام”، الذي نشط في تسعينات القرن الماضي في جبال “السليمانية”، على الحدود العراقية مع إيران».

وأشار إلى أنّ «نسبةَ القادة التركمان داخل “داعش” تصل لحوالي 45%، ويعتمد عليهم التنظيمُ بشدةٍ، خاصةً بعد تولي “عبد الله قرداش”، وهو من أصول تركمانية، قيادة التنظيم، وذلك لما يتميزون به من قوةٍ وشراسةٍ في القتال، وإخلاص في الولاء، إضافة إلى أنّهم أصحابُ فقهٍ وعلمٍ وعقيدةٍ سلفيةٍ».

 

 

مراكزُ التدريبِ

ويؤكد الكاتبُ الصحافي “محمد الزيدي” أنّ «المناطق التي يعتمدُ عليها تنظيم “داعش” لتدريب وتأهيل مقاتليه الجدد، هي مرتفعاتُ جبل “قراجوغ” بقضاء “مخمور”، الواقع قرب مدينة #أربيل، وأيضاً جزيرة “سامراء”، وصولاً إلى جزيرة “الحضر” غربي محافظة #نينوى، ووادي “حوران” في صحراء محافظة الأنبار».

لافتاً في حديثه لموقع «الحل نت» إلى أنّ «التنظيم المتطرف يعتمد على طرقٍ صحراوية وعرةٍ، يستطيع من خلالها التنقل بعيداً عن أنظار القوات الأمنية، لكنه في الوقت نفسه اختار منطقة “تلال حمرين”، الممتدة بين ثلاث محافظات، عاصمةً له، وقد قطّعتْ القواتُ العراقية تلك المناطق الواسعة بسواتر ترابية، ورغم ذلك لم تستطع تحريرها من سيطرة “داعش”».

وبيّن أنّ «قوة التنظيم زادت في الأشهر القليلة، وهذا يعود لضعف دور الاستخبارات العراقية، التي لم تستطع الكشف عن استراتيجيات “داعش” الجديدة، وظلت تتغنى ببطولاتٍ وهميةٍ عن اعتقال قيادات، وقتل أخرى، من التنظيم»، حسب تعبيره.

وأشار إلى أنّ «الجيلَ الجديد، الذي دخل في معارك عدة، خاضها التنظيم في مناطق “مكيشفية” بمحافظة صلاح الدين، و”جلولاء” بمحافظة ديالى، كان يتمتع بالشراسة والقوة، ومن الواضح انه تلقى تدريباً وتأهيلاً عالياً، وهذا سيخلق مشاكل كبرى في الفترة المقبلة للقوات العراقية، التي يبدو أنها لم تكن مستعدةً لهذا الأمر».

 

ردٌ من القوات العراقية

اللواء “نومان الزوبعي”، قائد عمليات نينوى، يُشيرُ إلى أنّ «الحديثَ عن وجودِ جيلٍ جديدٍ من المقاتلين في صفوفِ تنظيمِ “داعشَ”، واستراتيجيات جديدة له، أغلبه تضخيمٌ وتهويلٌ إعلامي».

مضيفاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «عناصرَ الأمنِ الوطني والاستخباراتِ يراقبون عوائلَ تنظيمِ “داعشَ” وأبنائهم، ولذلك فهم لايستطيعون التحركَ بسهولةٍ تامةٍ. وفي الوقتِ نفسه فإنَّ العمليات العسكرية التي تقوم بها #القوات_العراقية، سواءً بمحافظة نينوى أو المحافظات العراقية الأخرى، لا تجعل عناصر التنظيم يلتقطون أنفاسهم، وهم بموضع الدفاع الدائم، ولايمتلكون القدرةَ على الهجوم».

ولفت إلى أنَّ «هنالك تهويلاً حول وجود معسكرات تدريب منتشرة بمحافظات العراق، ونحن واثقون بأنَّ تنظيم “داعش” صار من الماضي، وعودتهِ للسيطرةِ على محافظات ومناطقَ مهمةٍ من المستحيلات».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.