يحلم لاجئون سوريون، يقيمون في #تركيا، بالوصول إلى دول أوروبا، باحثين عن أفضل طرق اللجوء. ويُرجع البعض منهم أسباب هذا للواقع المعيشي السيء في تركيا، سواء من ناحية ظروف التعليم أو فرص العمل، مؤكدين أن ظروف الحياة أفضل في أوروبا. ورغم أن لاجئين تواصلنا معهم، حصلوا على الجنسية التركية، أو مرشحون لنيلها، إلا أنهم ما زالوا يفضّلون العيش في دول أخرى.

 

حلم الهروب

“إبراهيم”، لاجئ سوري في السادسة والثلاثين من العمر، يقيم في #عنتاب جنوب تركيا، ويعمل بمقهى شعبي، ممضياً معظم أوقاته في هذا العمل، الذي يستمر عشر ساعات يومياً، مع عطلة ليوم واحد في الأسبوع، واصفاً نمط الحياة الذي اعتاد عليه، منذ لجوئه إلى تركيا عام 2015، بـ«الشاق والمتعب».

ويقطن الرجل، مع عائلته المكوّنة من خمسة أفراد، في حي “دوز تبه”، وهو أحد أحياء عنتاب الشعبية، ويقول لموقع «الحل نت»: «أبحث عن أي فرصة للجوء إلى بلد آخر، فبعد أن مضى على لجوئنا إلى تركيا أكثر من خمس سنوات، لا نحمل سوى وثيقة “الكيملك”، كما أن طبيعة فرص العمل المتوفرة تجعلنا نعمل لدوام طويل، مقابل أجر أسبوعي بالكاد يغطي التكاليف المعيشية».

ورغم أن الشاب يتقن اللغة التركية بطلاقة، بسبب طبيعة عمله بالمقهى التركي الشعبي، وتعامله المستمر مع الزبائن الأتراك، إلا أنه «يسأل باستمرار عن فرص اللجوء لبلد آخر»، حسب تعبيره.

ليس “إبراهيم” وحده من ينتظر فرصة اللجوء إلى دول أخرى، توفر فرصاً معيشية أفضل، بل هناك عدد كبير من اللاجئين، لا يفكرون بالاستقرار النهائي في تركيا.

تواصل موقع «الحل نت» مع عشرة لاجئين، يعيشون ضمن ظروف مختلفة، للحديث معهم حول مدى رغبتهم في اللجوء لبلدان أخرى، وما الأسباب التي تجعلهم يفكرون بهذا، وتبيّن أن ستة منهم يتطلعون للجوء إلى دول أوروبا، بينما ثلاثة فضّلوا الاستقرار في تركيا، وواحد منهم فقط يفكر بالعودة إلى سوريا.

 

الجنسية التركية لم تعالج المشكلة

“ريم”، البالغة من العمر أربعة وثلاثين عاماً، سورية تحمل الجنسية التركية، ورغم ذلك تسعى لتقديم طلب لجوء إلى بلد آخر، وتقول أثناء اتصال هاتفي مع موقع «الحل نت»:«لم تغّير الجنسية من واقعنا شيئاً، رغم أنني حصلت عليها أنا وعائلتي منذ سنة، ولو توجد طريقة لتقديم اللجوء إلى دول أوروبية، فهذا خيار أفضل من المعيشة في تركيا».

وعن سبب تفضيلها اللجوء مرة أخرى، رغم استقرارها في تركيا، تؤكد أن «أولادها لا يحصلون على تعليم جيد في تركيا، في دول أوروبا المدارس أفضل، وتقدم فرصاً للاعتناء بالأطفال والاهتمام بدراستهم أكثر مما هو متوفر في تركيا».

“سوسن”، لاجئة سورية تقيم في عنتاب، تقول في اتصال هاتفي مع موقع «الحل نت»: «جاء اسمي ضمن المرشحين لنيل الجنسية التركية، ووصلتني رسالة لمراجعة مديرية الهجرة منذ أكثر من سنة، ولكنني لم أقم  بذلك، بل سعيت للجوء إلى أوروبا. محاولتي باءت بالفشل، وعدت مضطرة للاستقرار في عنتاب».

وتُكمل أن سبب إصرارها على اللجوء إلى أوروبا هو أن «مؤهلاتها العلمية تسهّل عليها الحياة هناك، فهي تحمل شهادة باللغة الفرنسية، وتتحدثها بطلاقة، ولذلك فاللجوء إلى فرنسا أو بلجيكا أو سويسرا سيوفّر لها فرصاً أفضل».

 

المحاولات مستمرة

رغم أن اجتياز الحدود التركية نحو #اليونان، من أجل الوصول لدول الاتحاد الأوربي، بات معقداً، إلا أن المحاولات لا تزال مستمرة من قبل اللاجئين السوريين.

واعتقل الأمن التركي مؤخراً 276 مهاجراً، بينهم سوريون، حاولوا العبور نحو الجزر اليونانية، انطلاقاً من منطقة قريبة من ولاية #إزمير غربي تركيا، بينما تستمر محاولات العبور، بشكل متكرر، انطلاقاً من مناطق تركيا الحدودية القريبة من اليونان، مثل “أدرنة” و”بودروم” وغيرهما.

ويتزامن هذا مع استغلال المهربين حاجة اللاجئين إلى مغادرة تركيا بأية وسيلة، والوصول إلى دول أوروبا، من أجل تقديم طلبات اللجوء.

وفي أواخر شباط/فبراير الماضي، أعلنت تركيا أنها لن تمنع اللاجئين من عبور حدودها نحو أوروبا، وأدى الخبر إلى توجه عشرات آلاف اللاجئين نحو الحدود، أملاً بالعبور نحو اليونان، وإكمال طريقهم نحو دول أوروبا الأخرى.

وكان وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” قد أعلن عن «مغادرة 100 ألف و577 مهاجراً، انطلاقاً من ولاية “أدرنة” باتجاه أوروبا».

الجدير بالذكر أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا قرابة 3،6 مليون لاجئ، يعيشون في مناطق متفرقة من البلاد، وفق آخر إحصائية أعلن عنها “عبد الله أياز”، المدير العام لدائرة الهجرة التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.