المرتزقة السوريون: هل تكون اليمن المرحلة التالية لتحقيق المصالح التركية؟

المرتزقة السوريون: هل تكون اليمن المرحلة التالية لتحقيق المصالح التركية؟

تستمر #تركيا في التدخل بالدول التي تشهد أزمات في الشرق الأوسط، فبعد التدخل العسكري في #ليبيا، جاء الدور على #اليمن على ما يبدو، وتتضارب الأنباء حول نية تركيا إرسال مرتزقة سوريين للمشاركة في الحرب اليمنية، كما جرى ويجري في ليبيا، البعض ينفي هذه الأنباء حالياً، في حين تؤكد مصادر في منطقة #عفرين، التي تسيطر عليها تركيا، إن مسلحين سجلوا أسمائهم فعلاً للذهاب إلى اليمن، لقاء مرتّب شهري كبير.

 

ماذا يجري في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا؟

للاطلاع على حقيقة الأمر تواصلنا مع مصادر داخل عفرين، لمعرفة ما يدور بين المسلحين في هذه المنطقة، التي تسيطر عليها تركيا منذ مطلع عام 2018.

هيفي (اسم مستعار لناشطة مدنية) أكدت لموقع «الحل نت» أن تركيا «تحضّر مسلحين لإرسالهم للمشاركة في النزاع اليمني». وأضافت: «هناك مسلحون سجلوا أسمائهم فعلاً، وقد تواصلت مع زوجاتهم، وهم من #فرقة_السلطان_مراد الموالية لتركيا».

وواصلت “هيفي” بالقول: «تم افتتاح مركز سري لتسجيل أسماء الراغبين في التوجه إلى اليمن، في شارع “الفيلات” في المدينة. تركيا طلبت من قادة المسلحين تجهيز أنفسهم، فسيتم إلحاق القائد بعناصره، عكس ما حصل في ليبيا، حيث سبق قادة المليشيات مقاتليهم».

ومن جهته، قال جوان (اسم مستعار)، وهو مقيم في مدينة “جنديرس” التابعة لعفرين، إن «تركيا ستمنح كل مسلح مرتباً شهرياً، وهناك مركز في ناحية “شيخ الحديد/شية” لتجنيد المرتزقة، وإرسالهم إلى ليبيا، وعلى ما يبدو سينطلق المسلحون من هناك إلى اليمن أيضاً».

لكن الصحفي السوري يوسف الأحمد (اسم مستعار)، وهو من الغوطة ومتواجد حاليا في عفرين، نفى افتتاح مركز لتجنيد المرتزفة في عفرين، وأكد في حديثه لموقع «الحل نت»: «تركيا جهّزت مسلحين، وعندما يحين الوقت سترسلهم إلى وجهتهم، ولكنها لم ترسل حتى الآن أي مسلح إلى اليمن، وهذا لا ينفي أنها قد ترسلهم في أي وقت».

“رامي عبد الرحمن”، مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أكد أنه «حصل على معلومات منذ أكثر من عشرين يوماً حول توجه مرتزقة سوريين لليمن»، وأضاف: «حصلت على معلومات لكنها ليست قطعية»، دون أن يكشف عن تفاصيل ومصادر هذه المعلومات.

 

من قطر إلى اليمن

في حين صرّح مصدر مقرّب من المعارضة السورية لموقع «الحل نت» أن «الرئيس التركي #أردوغان يرتّب لاستنساخ  السيناريو السوري والليبي في اليمن، عبر إرساله مسلحين سوريين  للقتال إلى جانب مقاتلي “حزب الإصلاح” الإخواني، في معاركه ضد “المجلس الانتقالي” في جنوب اليمن، بدعم ومساندة من #قطر، التي درّبت سراً منذ 2013 مقاتلين من المعارضة السورية، في منطقة تقع إلى الجنوب من العاصمة القطرية الدوحة».

وأضاف المصدر: «تعمل تركيا على نقل المرتزقة السوريين جواً من مطار #اسطنبول باتجاه قطر، ليُنقلوا بعدها إلى اليمن. وقد وصلت عدة دفعات من المرتزقة السوريين بالفعل إلى هناك، بلغ عدد الدفعة الأولى منهم مئةً وخمسين مقاتلاً، عديد منهم ينتمون لفصيل #أحرار_الشرقية، الذي كان كثير من مقاتليه ينتمون لتنظيم “داعش”».

وأشار المصدر إلى أن «مسلحي “حزب الإصلاح”، التابع للإخوان المسلمين في اليمن، هم الحليف الإيديولوجي والسياسي لتركيا، ويقاتلون في المحافظات الجنوبية لليمن، لا سيما في “أبين” و”شبوة”». وأردف قائلاً: «بأسماء مستعارة، وتحت غطاء العمل الإنساني، وصلت أعداد كبيرة من الضباط والخبراء الأتراك للمناطق اليمنية المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب، لا سيما في  “مأرب” و”تعز” و”سقطرى” و”شبوة” و”أبين” و”المهرة”، بجوازات سفر مزوّرة، صدرت بشكل غير قانوني من مقرات الجوازات اليمنية، في محافظات “مأرب” و”تعز” و”المهرة”».

ويؤكد المصدر أن «تركيا تستغلّ جائحة #كورونا، وتعمد إلى إرسال مرتزقة سوريين، وحتى تونسيين وليبيين، ومن جنسيات أخرى، عبر طائرات محمّلة بالمعدات الطبية، مباشرة إلى اليمن، دون المرور بقطر».

خاتماً حديثه بالقول: «أطماع تركيا للسيطرة على اليمن وضفاف البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية، ليست جديدة، وسبق أن حاولت تركيا، في آخر عهد الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح”، توطيد العلاقات مع حكومة “المؤتمر الشعبي العام” حينها، وزار الرئيس التركي السابق “عبد الله جول” صنعاء أكثر من مرة، وكذلك زار “أردوغان” اليمن،  لبناء حضور فاعل لأنقرة هناك».

 

ماذا عن اليمن؟

“صدام الحريبي”، الصحفي والناشط السياسي اليمني، المقرّب من “حزب الإصلاح”، أكد أن «الحزب امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه فك ارتباطه مؤخراً بها».

وأضاف “الحريبي”: «العلاقة الإيديولوجية التي تربط تركيا بـ”حزب الإصلاح”،  قد تدفعها لدعمه، والحزب من مكونات  الحكومة اليمنية، وله قيادات في الجيش، إلا أنه ليس بحاجة لمسلحين، بل للدعم بالسلاح والمال».

وأشار “الحريبي” إلى أنه «لم يحصل على معلومات من قيادات “الإصلاح” حول إرسال مقاتلين سوريين، لكنّ هذا ليس مستبعداً، لأن مؤيدي “الشرعية” في اليمن يحبّذون تدخل تركيا».

واختتم “الحريبي” حديثه بالقول إن «المسؤول الإعلامي لـ”حزب الإصلاح” صرّح أن هناك قوى دولية تضغط لإزاحة الرئيس “منصور عبد ربه هادي” من المشهد، وهذا قد يغيّر المعادلة السياسية في البلاد، ويدفع الحكومة اليمنية لاستدعاء تركيا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.