«صَلُّوا من أجل المطَر».. عندما تواجه إيران مشاكلها الداخلية بـ “الدُعاء”

«صَلُّوا من أجل المطَر».. عندما تواجه إيران مشاكلها الداخلية بـ “الدُعاء”

يبدو أن #إيران التي تحاول دوماً أن تظهر نفسها بأنها دولة عظمى، وترسم لتلك الصورة عبر سنوات طوال، لا تستطيع مواجهة مشاكلها الداخلية البسيطة، فبديلة المواجهة تتخذ الدين للخلاص.

يتضح هذا، من خلال تقرير لصحيفة “اقتاب يزد” الإيرانية، التي هاجمت فيه المسؤولين الإداريين في البلاد، متهمةً إياهم «بالتقاعس والفساد (…) وأخذ المال دون جهد منهم».

«لا يجب على الناس أن يشتروا. يجب على الناس أن يُصُلُّوا. لا يجب على الناس شراء السكة والذهب. لا ينبغي على الناس شراء العملات»، بهذه الجمل افتتحت الصحيفة تقريرها.

«السلطات تحاول حل المشاكل الاقتصادية للشعب الإيراني من خلال “لا تشتري” و “لا تقدم” والقضاء على الكوارث الطبيعية عن طريق “الصلاة” و”الدعاء” وما من هذا»، حسب الصحيفة.

«هؤلاء يتقاضون رواتبهم فقط لتذكير الناس بأوقات الدعاء والصلاة والشراء والبيع، إذا لم يكن لديهم القدرة على إصلاحها»، كما يقول موقع “جادة إيران” الذي ترجَمَ التقرير للعربية.

عنوان التقرير في الصفحة الأولى لصحيفة “اقتاب يزد” – إنترنت

«هذا ما فعله عمدة #طهران عندما سأله الإعلام عن تلوث الهواء، فردّ قائلًا: “صلوا من أجل المطر أو الرياح لكي تنفخ”، مُتجاهلاً مسؤولياته في القضاء على تلوث العاصمة»، وفق الصحيفة.

«نحن الآن نواجه تحفة أخرى من المسؤولين، فقد قال رئيس “منظمة إدارة الأزمات” في إيران عن استعداد طهران لزلزال: “صَلُّوا كي لا يكون هناك زلزال في طهران”. هكذا هم المسؤولين».

تستعد طهران لزلزال يصل إلى /7/ درجات، وحسب تقرير أصدره المتخصصون في إيران، فإن «استعداد طهران للتعامل مع الزلزال يبلغ (18.8 %)، على الرغم من جميع الإجراءات».

الصحيفة الإصلاحية، المنزعجة من تصرفات المسؤولين في البلاد، أجرَت في تقريرها مقابلة مع عالم الاجتماع وأخصائي الأمراض الاجتماعية الإيراني “شدان كريمي” للتعليق على الموضوع.

«هذه التعليقات تقود المواطنين للضعف والشعور بالإهمال وتخلي المسؤولين عنهم. عندما يقول أحد المسؤولين، “صَلُّوا”، يجب أن يقال له: نُصلّي، ولكن ماذا تفعل؟»، يقول “كريمي”.

تقرير الصحيفة الإيرانية – إنترنت

«إذا كان لابد من حل المشاكل في صلواتنا، فلماذا يُدفع لك؟ لماذا لا يجب إعادة تأهيل المباني الشاهقة في طهران؟»، يوجّه “كريمي” أسئلته لعمدة طهران، وفق ترجمة “جادة إيران”.

يُكمل تساؤلاته: «لماذا سمحت ببناء المباني في الأزقة الضيّقة والأزقة الخلفية لمواجهة مثل هذه المشاكل اليوم؟ إذا تُحَل جميع المشاكل بالصلَوات، فما الحاجة لوجود مسؤول في منصب إداري؟».

يصف “كريمي”، الشعب الإيراني بأنه «شعبٌ مُتعب ومكتئب أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل قادة غير مسؤولين، وجيوب فارغة، وخطر موت يلوح في الأفق».

«ما سبق، هو السبب الرئيسي في تقليل مؤشر متوسط العمر المتوقع للشعب الإيراني»، يختتم عالم الاجتماع وأخصائي الأمراض الاجتماعية حديثه مع صحيفة “اقتاب يزد” الإيرانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة