تحت سيطرة “حزب الله”: أهالي القنيطرة عالقون بين حرب المليشيات والقصف الإسرائيلي

تحت سيطرة “حزب الله”: أهالي القنيطرة عالقون بين حرب المليشيات والقصف الإسرائيلي

يتلاشى الأمل لدى أبناء #القنيطرة في عودة الأوضاع كما كانت قبل عام 2011، أو حتى خلال فترة سيطرة المعارضة السورية على المحافظة لأكثر من خمسة أعوام. ويرى كثير من الأهالي أن عودة #القوات_النظامية للمناطق التي كانت خارج سيطرتها، فتحت الأبواب أمام ميليشيات أجنبية ومحلية، أدخلت المنطقة في صراع محلي دامٍ. كما أن وجود الميلشيات الشيعية أعطى حجةً لطيران الجيش الإسرائيلي لاستهداف المنطقة. في حين ما يزال خطاب #الحكومة_السورية هو “القضاء على الإرهاب”، دون تحديد ما المقصود به، وكيفية محاربته.

 

القنيطرة بؤرة لـ “حزب الله”

«بعد سيطرة القوات النظامية السورية على مناطق المعارضة في الجنوب بدعم روسي، زاد #حزب_الله اللبناني من انتشاره في القنيطرة، في محاولة لبسط نفوذه، وتحييد القوات النظامية، وبقايا فصائل المعارضة، التي خضعت للتسوية»، حسبما أفاد “معتصم النوباني” لموقع «الحل نت».

وأوضح “النوباني”، وهو قائد سابق في فصيل “الجبهة الجنوبية”، أن «الحزب وطّد أماكن انتشاره بمزيد من العناصر، بعد خضوع المنطقة للمصالحة، كما استحدث مقرات جديدة في مناطق “خان أرنبة”، و”تل مسحرة” و”صيدا الجولان” و”تلة الدرعيات” جنوب منطقة “الرشيد”».

وأشار “النوباني” أن «ميليشيا الحزب أدخلت للمنطقة ما يقارب ألفي مقاتل من الجنسية اللبنانية، للإشراف على مواقعها ومراكزها السابقة، مثل قرية “نبع الفوار”، والأبنية المحيطة بـ”مروحة الهواء” غربي مدينة “البعث”، ومبنى “مديرية النقل” في مدينة “البعث”، وقيادة “اللواء 90” بقرية “كوم اللويسية” شمالي القنيطرة».

 

“حزب الله” ذريعة للقصف

كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه لمواقع مليشيا “حزب الله” وإيران في جنوب سوريا، خاصة بعد إعادة تمركزهم، ونقل بعض مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري في منتصف عام 2018. وأكد “مرصد مينا” أن عدد الهجمات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على سوريا، منذ بداية العام الجاري، بلغ ثمان وثلاثين غارة، أيّ بمعدل أكثر من ست غارات شهرياً.

ويقول “محمد العكيدات”، ناشط وإعلامي من مدينة “جباثا الخشب”، لموقع «الحل نت»، إن «انتشار ميليشيا الحزب في المنطقة أعطى مبرراً للطائرات الحربية الإسرائيلية لاستهداف المنطقة بشكل عشوائي، حتى في وضح النهار، لا سيما أن الغارة الأخيرة استهدفت قيادياً في الحزب في موقع مكتظ بالمدنيين».

وأفاد “العكيدات” أن «المواطنين في المنطقة بدأوا بالرحيل عن المواقع القريبة من مقرات ميليشيا الحزب، وخاصة في مدينة “البعث” وبلدة” خان أرنبة”».

مضيفاً أن «محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا تحديداً كانت هدفاً لهجمات الطيران الإسرائيلي، وخاصة قواعد الحزب القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، ومحيط مطار “الثعلة” بريف #السويداء الغربي، وقرى في ريف القنيطرة، وقاعدة “الحارة” بدرعا».

 

صراع على تجنيد أبناء القنيطرة

يقول “معتصم النوباني” إن «ميليشيا “حزب الله” استفادت من الملاحقة الامنية لأبناء المنطقة، الذين انتموا للمعارضة، ثم دخلوا بالمصالحات، فباشرت بتقديم الحماية لهم من أي ملاحقة أمنية أو حتى قضائية، إذا وافقوا على الانتساب لها، الامر الذي ساهم في زيادة عناصرها».

مضيفاً: «بلغ عدد عناصر مجموعات ميلشيا “حزب الله” في الجنوب السوري أكثر من ألفي مقاتل، وهم موزّعون على عدد من المجموعات في مناطق التسويات، براتب شهري يقدّر بمئتي دولار أمريكي لكل عنصر، وخمسمئة دولار لقائد كل مجموعة، فضلاً عن امتيازات أخرى، مثل الحصول على بطاقات أمنية لتسهيل حركة مرورهم على الحواجز، إضافة لتزويدهم بالأليات العسكرية».

لكن الصراع على تجنيد أبناء المحافظة، التي قُدر عداد سكانها في منتصف عام 2010 بـ(984) ألف نسمة، أي بنسبة (4.8%) من إجمالي عدد سكان سورية، حسب الإحصاءات الحكومية، بلغ أوجه مع ظهور #الفيلق_الخامس، الذي استحدثته #روسيا جنوب سوريا، بحسب “محمد البشير”.

وذكر “البشير”، المنحدر من بلدة “ممتنة”، ويعمل مهندساً في دائرة الطرقات، أن «خلافات نشبت بين القادة التابعين لمليشيا “حزب الله”، وهم “ياسين الخبي” (قائد لواء “صقور القنيطرة”) و”خالد أباظة” (قائد عسكري في قوات “درع القنيطرة”) و”أبو علي هزاع” (القيادي في “الفيلق الخامس”، والذراع اليمنى لقائد الفليق في #درعا “أحمد العودة”)، سببها بدء الفيلق في تجنيد عدد من أبناء القنيطرة».

وأضاف “البشير”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”هزاع”، وشخصاً أخر يدعى “ياسين الساري”، باشرا بتجنيد الشباب في مناطق “المشيرفة” و”غدير البستان” و”الناصرية”، متعهدين لهم بضمان خدمتهم الالزامية في مناطقهم، براتب يبدأ من مئة دولار، واستصدار بطاقات تضمن عدم توقيفهم على الحواجز التابعة للقوات الحكومية، ولكن الخلافات تصاعدت لتصل إلى اشتباكات بين الأطراف المتصارعة في بلدة “ممتنة”، وتطورت إلى تدبير عمليات اغتيال لقادة المجموعات، كان آخرها استهداف “أبو جعفر ممتنة”، القيادي السابق في “تجمع ثوار سوريا”، والذي ساهم مؤخرا في تجنيد أربعمئة مقاتل للقتال في #ليبيا، مع قوات المشير “خليفة حفتر”».

 

الإرهاب هدف غير مرئي للحكومة السورية

تكرر الحكومة السورية دوماً أنها تستهدف الإرهاب في محافظة القنيطرة، وهو ما يثير حفيظة “النوباني”، الذي أبدى استغرابه من «تصريحات “حموده صباغ”، رئيس مجلس الشعب السوري، في ذكرى تحرير القنيطرة، بأن “المعركة مستمرة حتى اجتثاث الإرهاب”»، متسائلاً: «عن أي إرهاب تتحدث الحكومة السورية؟ لا سيما أن المحافظة تعجّ بميليشيات محلية ودولية، ووصل الأمر لتصدير أبناء القنيطرة للقتال في ليبيا، في حين تمارس #إسرائيل عملياتها العسكرية في الأراضي السورية دون رادع».

وختم “النوباني” حديثه بالقول: «أصبحت متأكداً من خلو القنيطرة من القوات النظامية، فهي تتواجد فقط على حواجز معدودة بين المدن والبلدات، التي تصل محافظتي درعا والقنيطرة، والسيطرة الفعلية لميليشيات “حزب الله”، إضافة لمقاتلي “الفيلق الخامس”، الذي بدأ نفوذه يتصاعد في المحافظة».

الأمر نفسه يؤكده “العكيدات”: «القنيطرة بعد منتصف عام 2018 باتت مهمشة اقتصادياً وأمنياً من قبل الحكومة السورية، لا سيما أن الأخيرة لم تتدخل في فضّ الاشتباكات بين المليشيات المتناحرة، وإيقاف عمليات الاغتيال، أو حتى صدّ القصف الإسرائيلي»، متهماً الحكومة السورية بـ«إهمال المحافظة لمآرب سياسية وعسكرية، وترك المواطنين يواجهون مصيراً غير معلوم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة