لا زالت النساء العراقيات يعشن في دوامة الخوف والرعب، نتيجة الأوضاع الأمنية والاجتماعية التي تمرّ بها البلاد، فإلى جانب القيود العشائرية والدينية، وجرائم تنظيم #داعش، الذي سبى النساء واستعبدهن، وفرض عليهم الزواج بالإكراه، تعاني الفتيات في بعض مدن وقرى #إقليم_كردستان، شمالي العراق، من ظاهرة الختان.

وعلي الرغم من أن #منظمة_الصحة_العالمية أفادت بانخفاض عدد النساء اللواتي خضعن للختان، إلا أنه مازال عرفاً اجتماعياً في كردستان العراق، وفي عام 2011 أقرّت حكومة الإقليم  قانوناً يحظر الختان، وينصّ على عقوبة السجن والغرامة لمن يجري هذه العملية. إلا أن القانون لم يكن كافيا لإيقاف ظاهرة الختان.

 

لحظات لا تنسى بحياة المختونات

“وداد”، اسم المستعار لإحدى الفتيات اللواتي تعرّضن للختان، تقول: «ما تعرّضت له لا يمكنني نسيانه طوال حياتي، الأمر الذي دفعني لقطع عهد على نفسي، أنني لن أسمح بختان بناتي، لو رزقني الله بهن في المستقبل».

وتضيف في حديثها لموقع «الحل نت»: «صورة الشفرة الحادة، التي استخدمتها الخاتنة وهي تقطع جزءاً من جسدي، عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، لن تذهب عن مخيلتي إطلاقاً» .

وتتابع أن «الخاتنة كانت مسرورة جداً بعد أن أكملت عملية الختان، وأخبرتني أن أكفّ عن الخوف والبكاء، فأنا الآن أصبحت عروساً جميلة».

 

الفرق بين ختان الماضي والحاضر 

“عزة”، اسم مستعار لإمراة كردية تعمل في مجال الختان، كشفت لموقع «الحل نت» عن اختلاف طرق الختان بين الماضي والحاضر: «في السابق كان بظر الطفلة يُقطع بواسطة شفرة حلاقة ذات مقبض، ثم ينظّف الجرح بالماء والملح، ويرش رمادٌ على العضو التناسلي لوقف النزيف، أما الآن فيُطهّر الجرح بالميكروكروم واللفافات الطبية».

وعن العمر المناسب لعملية الختان تقول “عزة ” إن «الأفضل إجراء العملية بين عمر خمس وعشر سنوات، لكنّ هناك كثيراً من النساء تعرضن للختان في عمر يتجاوز الأربعين عاماً».

 

الاعتقادات الدينية الخاطئة

«حالات الختان مرتبطة بالاعتقادات الدينية الخاطئة»، هكذا يقول الدكتور “سالار التاوكوزي”، الكاتب والأستاذ الجامعي، مضيفاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هذه الاعتقادات لا تزال موجودة لدى كثير من الناس في كردستان العراق، رغم أنها تختلف من منطقة لأخرى، ففي المدن تكون أقلّ من ما هي عليه في الأقضية والنواحي، وترتفع النسبة أكثر في المناطق النائية، التي يتمّ بها الختان سراً».

وفيما يخص الجانب القانوني لهذه الظاهرة، يؤكد “التاوكوزي”، أنه «تم إصدار قانون لمواجهة ظاهرة العنف الأسري عامة، والعنف ضد المرأة بصفة خاصة، من هذه التشريعات القانون رقم 8 لسنة 2011، الخاص بمناهضة العنف الأسري، وهو القانون الأول من نوعه في العراق، أصدره برلمان إقليم كردستان، الذي جرّم الختان، واعتبره إحدى صور العنف ضد المرأة، متفقاً بذلك مع ما تقرره المواثيق الدولية الخاصة بحقوق المرأة والطفل».

ويشر إلى أن «قانون مواجهة العنف الأسري ينصّ على أنه يعاقب بالغرامة، من مليون إلى خمسة ملايين دينار عراقي، (حوالي ألف إلى خمسة آلاف دولار أمريكي) كل من حرّض على إجراء عملية ختان الأنثى، كما يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين، وبغرامة من مليونين إلى خمسة ملايين دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أجرى أو ساهم بصفته فاعلاً مع غيره، أو شريكاً بالاتفاق أو المساعدة، في عملية ختان أنثى».

ويواصل “التاوكوزي” سرده القانوني بالقول: «شدد القانون على عقاب ختان الأنثى وفقاً لظرفين شخصيين: أحدهما يتعلق بالمجني عليها، والآخر يتعلق بالجاني، فإذا كانت المجني عليها قاصراً، فيعاقب من أجرى عملية الختان، أو ساهم فيها، بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة من خمسة ملايين إلى عشرة ملايين دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين. وإذا كان الجاني طبيباً أو صيدلياً أو كيميائياً أو قابلة أو أحد معاونيهم، عوقب بالعقوبات المقررة لجريمته، ووجب على المحكمة، إضافة إلى العقوبة المقررة، أن تأمر بمنعه من مزاولة مهنته أو عمله مدة لاتزيد على ثلاث سنوات. فالتشديد هنا بسبب صفة المتهم، ويتمثل في تقرير عقوبة تكميلية وجوبية، هي المنع من مزاولة المهنة أو الوظيفة للمدة التي حددها القانون، وهو تشديد مستحق».

 

أزمات نفسية وإعاقة جنسية

الطبيبة “لمياء الأوسي” توضّح أضرار الختان بالقول: «عملية الختان تجعل من الصعب على الفتاة ممارسة علاقة جنسية طبيعية، لأن الجنس يرتبط في ذاكرتها بالعنف والألم، والضرر لا يقتصر على الجانب النفسي فقط، وإنما هناك أضرار جسدية، مثل التعرّض للنزف أو الإجهاض في مرحلة لاحقة».

وتشير “الأوسي”، في حديثها لموقع «الحل نت»، إلى أن «الختان يجعل من الفتاة تنفر من شريكها، وتكره ممارسة الجنس معه، الأمر الذي يصيبها بغضب دائم، وكراهية مستمرة للعلاقات مع الجنس الآخر».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.