بحسب “منظمة الصحة العالمية”، فإن معدل الوفيات لدى النساء اللواتي خضعن للعملية القيصرية، «أربعة إلى عشرة أضعاف النساء اللواتي وضعن أطفالهن بطريقة طبيعية».

وتشير “منظمة الصحة العالمية”، إلى «تزايد معدل الولادات القيصرية بشكل سريع وثابت في العديد من دول العالم، بما فيها الدول النامية والمتطورة على حد سواء، مما يزيد من مخاطر تعرض النساء إلى النزيف، وعدوى الالتهابات، ومضاعفات التخدير، والانصمام الخثاري بعد الولادة، إضافةً إلى ارتفاع نسبة النساء اللواتي يتعرضن للاكتئاب بعد الولادة القيصرية، مقارنة باللواتي يخضن تجربة الولادة الطبيعية».

كما وتوضح المنظمة، أنه «يمكن للندبات الرحمية الناتجة عن الولادة القيصرية، أن تقوّض الصحة الإنجابية».

يُرجّع طبيب الأمراض النسائية التركي “علي أرمغان” تشجيع بعض الأطباء، النساء، على اختيار الولادة القيصرية إلى «أسباب تجارية»، موضحاً أن تكاليف الولادة القيصرية «أعلى بكثير من الولادة الطبيعية، وهي بالتالي تشكل ربحاً للطبيب والمشفى الذي يعمل به».

مشيراً إلى أن الولادة القيصرية، تحولت في منطقة الشرق الأوسط، بشكل خاص، إلى «موضة تفضلها الأمهات الصغيرات في السن»، وذلك بسبب «تساهل السلطات الصحية مع الأطباء والمشافي»، في حين، أن قرار الولادة القيصرية في أميركا وأوروبا «يخضع إلى الكثير من التروي».

ويتابع الطبيب، «ارتبطت الولادة القيصرية في البداية، بطبقة الأغنياء، ثم انتقلت رغم ارتفاع تكاليفها وخطورتها، إلى جميع الطبقات خلال السنوات الأخيرة».

ويرى الطبيب، أن الكثير من النساء يفضلن الولادة القيصرية «خوفاً من آلام الولادة الطبيعية»، موضحاً أن انتشار مشاهد الألم المرافق للولادة الطبيعية في الكثير من المسلسلات والأفلام «زادت من رهبة هذه التجربة عند النساء».

لا ينكر الطبيب، حجم الآلام المرافقة للولادة الطبيعية، إلا أنه يؤكد «وجود الكثير من الحلول الحديثة للتخفيف منها».

ويشير طبيب الأمراض النسائية، إلى أهمية أن يتحلى الأزواج بالثقافة الطبية، التي تمكنهم من التعرف على المخاطر الصحية والنفسية، وحتى الأضرار المادية للولادة القيصرية، حتى يكنّ طرفاً فاعلاً في اختيار نوع الولادة.

مخاطر على الأم والرضيع

يتطرق الطبيب “أرمغان”، بالحديث عن ضرورة معرفة المرأة بقرار الولادة القيصرية، «فإن لم يكن ناتج عن أسباب صحية متعلقة بصحة الأم والرضيع، فإنه قد يتسبب لها أو للرضيع بمخاطرٍ صحية عديدة، ناهيك عن ألم جرح الولادة القيصرية في أسفل بطن الأم، الذي يكون في كثير من الأحيان أحد أسباب معاناة النساء من اكتئاب ما بعد الولادة»، موضحاً أن «شكل الجرح، من أكثر الأسئلة التي تطرحها النساء على الطبيب قبل إجراء العملية القيصرية».

لافتاً، إلى أن تعافي الأم السريع بعد الولادة الطبيعية، «قد يجعل علاقتها بمولودها أكثر قرباً وحميمية».

فيما تكون نسبة كبيرة من أطفال الولادة القيصرية «يعانون من المشاكل التنفسية بسبب ضرورة مرحلة الطلق لصحة رئتي الطفل»، لذلك ينصح الطبيب «بمراجعة الأخطار الصحية الناتجة عن الولادة القيصرية قبل الإقدام عليها».

ولا يستغرب الطبيب، أن تشبّه “منظمة الصحة العالمية” الولادة القيصرية بـ «الوباء الذي ينتشر وينتقل بسرعة من المدينة إلى الريف»، لافتاً إلى أن مخاطر الولادة القيصرية «تزداد مع تكرار العملية، حيث قد يتسبب إجراء أكثر من عملية قيصرية بالتصاقات أو ندب حول الرحم والأعضاء المجاورة له، ويمكن أن تظهر هذه الأعراض بداية من العملية الثالثة، حيث تكون القيصرية الرابعة أكثر صعوبة وخطورة».

ويضيف الطبيب “أرمغان”، أن «تعرض الأم لأكثر من ثلاث عمليات قيصرية، ممكن أن يكون سبباً في معاناتها من الجلطات الدموية في الساقين، وفي بعض الحالات عند إهمال علاج جلطات الساقين، تنتقل الجلطات إلى القلب والرئتين، وعندها تشكل خطراً حقيقياً على حياة الأم».

ويتابع، «من الممكن أن يتسبب التعرض لأكثر من عملية قيصرية، بجروحٍ في منطقة المثانة أو الأمعاء، بسبب تراكم الالتصاقات التي تتشكل عقب كل عملية، وتدفع الرحم للضغط على المثانة، وقد ينتج عن ذلك أيضاً انسداداً الأمعاء الدقيقة».

ويحذر طبيب الأمراض النسائية، من أن تعرض السيدة لأكثر من ثلاث عمليات قيصرية «يزيد من خطر الاضطرار إلى استئصال الرحم»، موضحاً أن إجراء عملية استئصال الرحم بعد العملية القيصرية الرابعة «تزداد بنسبة 2.41% مقارنة بـ0.65% بعد العملية القيصرية الأولى».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.