منذ يومين، عاد العنف بشكل واضح في الاحتجاجات العراقية التي خرجت مؤخراً ضد تردي #الكهرباء في عموم البلاد، في ظل درجات حرارة عالية، تصل لنصف درجة الغليان وتتجاوزها.

منذ ليل الأحد – الاثنين، وإلى حد اليوم الثلاثاء، قتل /3/ محتجّين وأُصيبَ العشرات، كلهم في #ساحة_التحرير، مركز الاحتجاجات، وسط العاصمة العراقية #بغداد.

هذه الأحداث الدموية في الاحتجاجات العراقية، هي الأولى التي تحدث في زمن رئيس #الحكومة_العراقية الحالية #مصطفى_الكاظمي، منذ توليه السلطة في آيار/ مايو المنصرم.

سارع رئيس الحكومة في تشكيل لجان تحقيقية، للتعرف على أسباب القمع الذي صير في ليل الأحد – الاثنين، وقال إنه طلب تقديم الحقائق قبالته خلال /72/ ساعة فقط.

وبسرعة غير معتادة، أعلنت #وزارة_الداخلية، الثلاثاء، نتائج أولية للتحقيقات، اتهمت بها «مجموعات إجرامية خطرة بالاندساس بين المتظاهرين، وهي المسؤولة عن الأحداث الأخيرة».

الغريب، الذي طفى للسطح، هو استنكار أحزاب سياسية مقرّبة من #إيران للقمع الذي طال المحتجّين، وهذه الأحزاب تملك ميليشيات مسلّحة أيضاً موالية لإيران.

أيضاً، سخّرت هذه الأحزاب وسائلها الإعلامية لتغطية الأحداث أولاً بأول، بعد أن كانت لا تفعل ذلك طيلة الاحتجاجات في وقت حكومة #عادل_عبد_المهدي السابقة.

أيضاً، بدا من الواضح أن المدونين الذين يعملون في المؤسسات الولائية يستنكرون العنف الذي يطال الاحتجاجات، في وقت كان تدوينهم بالضد من “احتجاجات تشرين”.

هنا، تُطرح عدة تساؤلات، ما الذي حدث لتتغير تلك الجهات من رافضة وقامعة للاحتجاجات إلى مساندة لها؟ لماذا هذا التصعيد في هذا الوقت بالذات؟ ما علاقة “الكاظمي” بذلك؟

تقول متظاهرة من بغداد، إن «التصعيدات الأخيرة، قام بها بعض الموجودين بساحة التحرير من الولائيين لأحزاب وفصائل إيران، ولا يعلم بها باقي المعتصمين الأحرار».

«لا يخفى على الجميع، أن الفصائل الولائية وأحزابها تعارضت مع تكليف “الكاظمي”، والجميع يعلم أن هناك بعض الناشطين تابعين لهذه الفصائل، فقاموا بالتصعيد، الذي أدى لاستشهاد عدد من زملائنا».

تُضيف المتظاهرة “أ، ن”، في حديثها مع (الحل نت): «كلامنا هذا لا يعني أننا نساند أو ندعم “الكاظمي”، لكن الحقيقة تُقال، وكذلك لا نبرر للقوات التي قامت بقتل هؤلاء الشباب».

تلفت: «ثمّة معلومات وردتنا من داخل “التحرير”، بأن هناك بعض الناشطين الولائيين يلتقون بجماعات موالية لها في منطقة #المنصور، لتحديد مواعيد التصعيد الذي لا يذهب ضحيته غيرنا».

«بالتالي، فإنه من الواضح، أن الميليشيات المسلّحة الخاضعة لولاية الفقيه في طهران، هي التي تقوم بهذه الأحداث، مستغلة الاحتجاجات ضد الكهرباء، من أجل إسقاط “الكاظمي”».

ما يؤكّد كلام المتظاهرة، هو تصريحٌ لمصدر في مجلس الوزراء العراقي لموقع (الحرة)، قال فيه، إن #الأمن_الوطني «شخّص وجود خيم تابعة للميليشيات في ساحات التظاهر».

«ويعتقد المحققون الحكوميون الآن، أن عدداً كبيراً من هذه الخيم مسؤولة عن التصعيد الذي جرى في الساحة في بغداد وأدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين حتى الآن»، حسب المصدر.

كان “الكاظمي”، قال أمس بعد أحداث القمع، إن «بعض الأطراف تحاول التصيّد بالماء العكر، وأقول لهم بكل صراحة: هذه الحكومة جاءت بعد بحر من الدم، ولن تكون متسببة بالدماء».

كانت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، قالت إن «المتظاهرين الثلاثة، الذين سقط آخرهم، مساء الثلاثاء، قتلوا بقنابل غاز استهدفت رؤوسهم».

خرجَ الشارع العراقي في وسطه وجنوبه وبغداد في أكتوبر المنصرم بحراك ضد الفساد، وتحكم إيران عبر ميليشياتها بأمور البلاد، أجبرت حكومة “عبد المهدي” السابقة على الاستقالة.

بعد توقفها نتيجة اجتياح وباء #كورونا للبلاد في مارس المنصرم، عادت الاحتجاجات مؤخراً، لسوء خدمة الكهرباء، التي يعاني العراق من انقطاعها منذ التسعينيات وحتى اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة