وكالات

أفادت منظمة العفو الدولية، بأن قرابة /2000/ طفل إيزيدي عادوا إلى عائلاتهم عقب أسرهم على أيدي تنظيم “#داعش”، ويواجهون حالياً أزمات صحية بدنية ونفسية.

وجاء التقرير بعنوان “إرث الإرهاب: محنة الأطفال الأيزيديين ضحايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما كشف التحديات الهائلة التي يواجهها الآن ما يُقدّر بـ1992 طفلاً عادوا إلى أحضان عائلاتهم بعد اختطافهم وتعذيبهم وإرغامهم على المشاركة في القتال واغتصابهم وتعريضهم للعديد من الانتهاكات الأخرى المروعة لحقوق الإنسان.

ونقل التقرير عن “مات ويلز”، وهو نائب مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو، قوله: «في حين أن كابوس ماضيهم قد تلاشى، تظل الصعوبات قائمة في وجه هؤلاء الأطفال. وعقب تحمّلهم أهوال الحرب في سن مبكرة للغاية، يحتاجون الآن إلى مساندة عاجلة من السلطات الوطنية في العراق ومن المجتمع الدولي لبناء مستقبلهم».

ووفقاً للتقرير، فإن «العديد من الأطفال عادوا ضحايا أَسْرِ تنظيم “داعش” وهم مصابين بجروح أو أمراض أو إعاقات بدنية موهنة طويلة الأجل».

وتشمل أكثر أمراض الصحة النفسية شيوعاً التي أُصيب بها هؤلاء الأطفال «اضطراب ما بعد الصدمة، وحالة القلق، والاكتئاب، وتشمل الأعراض والسلوكيات التي غالباً ما تظهر عليهم السلوك العدواني، واستحضار الماضي، والكوابيس، والانطواء الاجتماعي، والتقلب المزاجي الحاد».

وتعرض آلاف الفتيان الأيزيديين للتجويع، والتعذيب، وأرغموا على المشاركة في القتال، ونتيجة لذلك من المرجح أن يعاني هؤلاء الجنود الأطفال السابقين بصفة خاصة مشاكل صحية أو إعاقات بدنية خطيرة، مثل فقد أذرع أو سيقان، بحسب معلومات التقرير.

وأشارت المنظمة إلى أن «أصل 14 جندياً طفلاً سابقاً، الذين أُجريت مقابلات معهم، أبلغ أكثر من نصفهم أنهم لم يتلقوا عقب عودتهم أي شكل من أشكال الدعم، سواء النفسي – الاجتماعي أو الصحي أو المالي».

تنقل عن ساهر الذي جُنّد قسراً في سن الخامسة عشرة: «أرغمت على القتال. كنت مجبراً، وإلا كنت سأموت. لم يكن لدي خيار آخر. كان الأمر خارجاً عن ارادتي. وشاركت في القتال كي أبقى على قيد الحياة. إنه أسوأ ما يمكن أن يحدث لأي إنسان، وأشدّه إهانة».

بالمقابل تعرضت الفتيات الأيزيديات لمجموعة واسعة من الانتهاكات في أسر “داعش” بما في ذلك العنف الجنسي، وتعاني الفتيات ضحايا العنف الجنسي مجموعة من المشاكل الصحية التي تشمل النواسير الناتجة عن الصدمات، والندب، والصعوبات في الحمل أو الإنجاب.

وتقول إحدى الطبيبات التي قدمت منظمتها رعاية طبية ونفسية واجتماعية لمئات النساء والفتيات الضحايا، بحسب التقرير، إن «كل فتاة تقريباً عالجتها بين سن التاسعة والسابعة عشرة قد اغتُصبت أو تعرضت لضروب أخرى من العنف الجنسي».

وتدعو منظمة العفو الدولية منظمات دولية مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إعطاء الأولوية لهؤلاء النسوة وأطفالهن والتحرك السريع لإعادة توطينهم أو نقلهم إلى بلدان أخرى بدواعٍ إنسانية بالتعاون مع سلطات البلاد والحكومات الأجنبية.

وأورد التقرير أن «الأطفال الأيزيديون الضحايا حُرموا من التعليم الدراسي الرسمي خلال السنوات التي أمضوها في الأسر».

فيما عاد العديد من الأطفال الأيزيديين الضحايا وهم «يتحدثون العربية بدل الكردية، وهذا ما حال دون إعادة اندماجهم الكامل مع عائلاتهم ومجتمعهم».

واحتل تنظيم “داعش” مدينة #سنجار التابعة لمحافظة #نينوى العراقية، في الثالث من أغسطس 2014، حيث قتل أفراد التنظيم الآلاف من الرجال الإيزيديين واختطفوا الفتيات والنساء، في حادثة وصفها الإيزيديون بـ”الإبادة الجماعية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.