أظْهَرَ تنظيمُ #داعش، منذُ تكوينه، انتهازيةً جعلت «الكفار»، على حد وصفه، في ورطة. فدعوة جميع المتطوعين، سواء أكانوا منخرطين في خلية إرهابية أم لا، للقتل وبكل الوسائل، أدت إلى هجمات غير متوقعة وفي أماكن غير متوقعة، من قبل أفراد ليس لديهم ميول نمطية لارتكاب هذه الأفعال.

استراتيجية انتهازية أخرى اتبعها «داعش»، حيث يراهن اليوم على النساء كأدواتٍ لدعايته الإعلامية وكذلك للمضي في تنفيذ هجماته. فالتنظيم يعرف جيداً أن هاتيك المتطرفات يشكلن إرباكاً للنظام القضائي وأنظمة السجون في الدول الغربية.

لذلك تبدو #فرنسا قلقة، نظراً إلى عدد الجهاديات والسجينات الإسلاميات الفرنسيات المحتجزات في السجون الكردية أو حتى تلك المقيمات في فرنسا.

هذه البروباغندا “النسوية” على الطريقة الداعشية لافتة للنظر بشكلٍ خاص عندما نقرأ تقرير يوروبول (Europol) الأخير حول الدعاية الجهادية على الشبكة العنكبوتية.

فعلى الشبكات المشفرة، ولاسيما على صندوق بريد التيلغرام الالكتروني، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الإسلاميين، يسلّط أنصار تنظيم داعش الضوء على دور النساء المحتجزات في المخيمات، التي تسيطر عليها #قوات_سوريا_الديمقراطية المدعوم من #التحالف_الدولي . وبذلك يتم جمع الأموال بشكل رسمي لدعم هاتيك النسوة.

كما يتم بث مقاطع فيديو دعائية، تم الترويج لها على أنها تم تصويرها داخل #مخيم_الهول. ففي شهر تموز 2019، تم إطلاق حملة تركز بشكل خاص على النساء تحت عنوان «نساء باغوز النبيلات»، نسبةً إلى معقل داعش الأخير الذي سقط في شهر شباط من العام ذاته.

وعُرِض مقطع فيديو يدعو فيه تنظيم داعش أنصاره إلى المثابرة والدفاع عن القضية، ويحيي النساء اللواتي «يربين جيلاً يقود الجهاد (…) ويدمر بلاد الكفر (…) ويغزو روما».

حملة دعائية ثانية تم إطلاقها  تحت عنوان “الانتقام للنساء الصالحات”، تضمنت مقطع فيديو آخر يزعم أنه تم تصويره في مخيم الهول. حيث تهدد النساء بموجبه بشن هجمات هناك وتطلب من مقاتلي التنظيم القدوم وإطلاق سراحهن وإعادة دولة “الخلافة”.

بالإضافة إلى أن العديد من المنشورات على مواقع تنظيم داعش أو المقربين منه تعرض كذلك الهجمات ضد القوات الكردية على أنها “انتقام” من سجن تلك القوات للنساء الجهاديات.

الوضع تحت السيطرة 

من خلال حملة الدعاية الموجهة هذه، يؤكد تنظيم داعش على الأهمية التي يوليها لمشاركة النساء والعائلات في الجهاد ونشر رسالته، خاصةً من خلال الأطفال، ولكن أيضاً لأسباب عملية وتنفيذ الهجمات.

ويشير خبراء (اليوروبول) إلى أن إحدى الإرهابيات في هجمات الحادي والعشرين من شهر نيسان لعام 2019 ضد الكنائس والفنادق المسيحية في سريلانكا ، والتي خلّفت ما لا يقل عن 258 قتيلاً، كانت امرأة حامل. وهذه إشارة واضحة إلى أن النساء قد يشاركن في أعمال تنظيم داعش  وفي ولادة التنظيم الإرهابي من جديد.

وهذه دعاية وملاحظة تهم فرنسا أولاً وقبل كل شيء، حيث يوجد اليوم حوالي مئة امرأة فرنسية و 250 طفلاً في مخيمات يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وفي شهر أيار الماضي، كشف مركز تحليل الإرهاب، الذي يطالب بإعادة الجهاديات وأبنائهن إلى الوطن لأسباب أمنية وللتقدم في تحقيقات مكافحة الإرهاب، أن ثلاثة عشرة جهادية، بمن فيهن زوجة الإرهابي آميدي كوليبالي، قد تمكن من الفرار من هذه المخيمات.

وفي الوقت الحاضر، تعتبر أجهزة المخابرات الفرنسية أنه وعلى الرغم من هذا الفرار الجماعي، فإن الوضع لا يزال تحت السيطرة ولا يبرر تغيير السياسة الفرنسية، التي تفضل إبقاء الجهاديات الفرنسيات في المخيمات هناك وعودة الأطفال “بالقطّارة” إلى فرنسا. لكن الوضع متقلب وكل شيء يمكن أن يتغير بسرعة.

 

المصدر: (Le Figaro.fr)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.