تشهد أحياء وقرى محافظة #الرقة، الخاضعة لسيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، عمليات خطف وقتل وسطو مسلح بحق المدنيين وممتلكاتهم.

وتصاعدت حالة الفوضى في المنطقة مؤخراً، بعد تكرار عمليات خطف الأطفال قرب منازلهم بوضح النهار، من قبل مجهولين، وقتلهم والتمثيل بأجسادهم.

 

الأمان معدوم

“محمد العادل”، من سكان حي “الرشيد” بمدينة الرقة، قال لموقع «الحل نت» إن «الامان في المدينة بات شبه معدوم في الآونة الأخيرة، إذ أني أُجبرت على ترك عملي، والبقاء في المنزل للاعتناء بأبنائي يتامى الأم. وقد صرت لا أسمح لهم بالخروج من المنزل بشكل نهائي، خوفاً عليهم من الخطف، فلا يوجد في الحي أو على أطرافه أي تواجد أمني، مما يسهّل على الخاطفين أعمالهم دون عوائق».

مضيفاً أن «وقوع حادثتي خطف وقتل منفصلتين بحق أطفال من المدينة، خلال ثمان وأربعين ساعة، أمر لم يحدث في الرقة منذ زمن، ودفع بالأهالي لسجن أطفالهم في المنازل، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، مثل الحق في فرحة العيد، الذي كان الأطفال ينتظرونه بفارغ الصبر»، وفق تعبيره.

 

تكرر الحوادث

من جهته تحدث “عماد الدين النجار”، وهو ناشط من المدينة، لـ«الحل نت» قائلاً: «عمليات استهداف الأطفال بدأت بتاريخ السابع والعشرين من أيار/مايو الماضي، عندما عُثر على الطفل “خليل عبد الرزاق”، البالغ من العمر ستة أعوام، مقتولاً بعدة طعنات بالصدر، في أحد الأبنية المهجورة القريبة من بيته. وتكررت الحادثة في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو، حين اختفى الطفل “ياسر خلف الفارس”، البالغ من العمر عشر سنوات، وعُثر عليه في اليوم التالي مشنوقاً في أحد المنازل المهجورة، بالقرب من مشفى “الطب الحديث” وسط المدينة، وفي الثالث والعشرين من الشهر الماضي، اختُطفت امرأة مع ابنيها عمر (خمس سنوات) ومحمد (ثلاث سنوات)، من قبل سائق تاكسي، أثناء ذهابهم لزيارة أقاربهم، دون معرفة مصيرهم إلى الآن».

 

الأطفال المشردون فرائس للخاطفين

يضيف “النجار” أن «حوادث وجرائم عديدة حدثت، مطلع العام الحالي، بحق أطفال مشردين فقدوا معيلهم في الحرب، يعملون أو يزاولون التسوّل، ولم يتطرق الإعلام لهذه الحالات، فهؤلاء الصغار لم يجدوا أي اهتمام من قبل المنظمات أو الجهات المعنية».

وضرب “النجار” مثالاً على ذلك «عملية اختطاف طفل متشرد من منطقة “دوار النعيم”، في العشرين من آيار/مايو من العام الحالي، ولم تبذل الجهات الأمنية أي جهد للتحقيق باختفائه إلى الآن، ولم نعلم باختطافه إلا عن طريق بعض أصدقائه من الفتية المشردين»، وفق قوله.

مشيراً إلى أن «جميع الحوادث تمت بوضح النهار في وسط المدينة، وحمّل الأهالي المسؤولية لقوى الأمن الداخلي، لعدم تسييرها دوريات داخل الأحياء والحارات. وعلى الرغم من أن جميع الشوارع الرئيسية في المدينة مراقبة بالكاميرات، إلا أن الجهات الأمنية لم تعثر على الخاطفين إلى الآن».

بدوره تحدث “محمد العبيد”، من ذوي الضحايا، لموقع «الحل نت» مؤكداً أن «منفذي عمليات الأختطاف بحق الأطفال ما زالو مجهولين، ما يثير حالة تخبط بين ذوي الضحايا، فالبعض يوجه أصابع الاتهام لخلايا تنظيم #داعش النائمة، التي تهدف لزعزعة الأمن، وتحريض الناس ضد “قسد”، من خلال تلك العمليات، وتفيد معلومات أخرى، انتشرت مؤخراً بين الأهالي، بأن المنفذ عناصر تابعون للحكومة السورية، لتحقيق الهدف السابق نفسه».

 

الفاعل مجهول الهوية

سبق تسجيل عدة حالات خطف مشابهة، خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ اختطف مجهولون طفلاً عمره ثمانية أعوام، من حي “الحرامية”، خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، وذلك أثناء توجهه إلى أحد المحلات التجارية في الحي، وطلبوا من ذويه مبلغاً مالياً مقابل الإفراج عنه، وبالفعل عاد إلى أهله بعد دفع الفدية المطلوبة، والتي بلغت ثمانمئة ألف ليرة سورية. كما حاول مسلحون، يستقلون سيارة من نوع “فان”، بيضاء اللون دون لوحات، خطف طفل عمره ستة أعوام من قرية “كبش غربي”، أثناء لعبه أمام منزله، لكن تدخل الأم في اللحظات الأخيرة جعلهم يفرون، تاركين الطفل ملقىً على الأرض، وفقاً لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

“سمير العوني”، ناشط من المدينة، قال لـ«الحل نت» إن «الأمن الداخلي مستمر في اعمال محاسبة الخارجين عن القانون، بهدف حماية المجتمع من الفوضى، فقد اعتقلت دورياته عدة أشخاص من المدينة، يرجّح ضلوعهم في مساعدة الخاطفين، ولا يزالون قيد التحقيق، كما نَصَبَت عدة حواجز في الشوارع الرئيسيه من المدينة، وفرزت عدة دوريات جوالة في الأحياء ليلاً ونهاراً». وفق قوله.

وأطلق ناشطون من مدينة الرقة، على مواقع التواصل الأجتماعي، في السابع والعشرين من تموز/ يوليو، حملة تطالب بوقف الجرائم بحق الأطفال، حملت أسم “توقفوا عن قتل الأطفال”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.