على امتداد عراق ما بعد 2003، صيرَت العديد من التظاهرات، أكثرها في العاصمة #بغداد والوسط والجنوب العراقي، لكنها كانت من جنس واحد بالمُجمَل.

بقيت التظاهرات العراقية تقتصر على الرجال – مع عدد من الناشطات طبعاً – دون أي مشاركة نسوية بمفهومها الشعبي، حتى كُسرَ هذا النمط في تظاهرات أكتوبر 2019.

لم يتوقّع أيما شخص آن تثور النسوة على عادات وتقاليد محافظة، وتنزل للشارع وتواجه القمع والعنف للتظاهر مع الرجال للقضاء على الفساد السياسي وتوفير الخدمات والوظائف.

لكنه صار، وهذا يعود للتوعية والمحفّزات التي عملت عليها المنظمات المدنية، بخاصة المعنية بالمرأة، لذا كان حضور النسوة بشكل مبهر وكبير في “انتفاضة تشرين” الأخيرة.

أيضاً، لم يخفن ولم يتراجعن من تهديدات زعيم #التيار_الصدري، رجل الدين #مقتدى_الصدر الذي رفض مخالطتهن للرجال، وأن الفجور شاب الاحتجاجات العراقية.

على العكس، نظّمَت نسوَة العراق تظاهرات نسوية خالصَة وحاشدة في كل محافظات الوسط والجنوب وبغداد، وردَّدن هتافات بالضد من “الصدر”، وأكَّدن خروجهن لإصلاح البلاد.

فجأة، جاء وباء #كورونا وتفشى في العراق، ما اضطر الاحتجاجات إلى التوقف مؤقتاً، للحفاظ على الأرواح منه، وهذا ما أعطى الفرصة للساسة بالتنفس دون ضغط عليها.

اليوم، تشعر النسوة بأن التراخي هذا سيجعل من الطبقة السياسية تتماهى وتماطل في تحقيق المطالب التي خرجنَ لأجلها مع الشباب، لذلك قمنَ بالتحرّك من جديد.

الجديد يتمثّل، بالتحشيد من قبل نسوة #بابل لتظاهرة مركزية في المحافظة، غداً الجمعة، لتكون أول محافظة تشهد تظاهرات نسوية منذ توقف الاحتجاجات في آذار/ مارس المنصرم.

التظاهرة ستخرج لهدَفين: مركَزي يتعلّق بالمطالب الشعبية، وآخر يتعلّق بالعُنف الأُسَري.

«لطالما كان وجودنا في ساحات الاحتجاج، دعماً معنوياً ونفسياً، ونكهَة خاصّة أضافَت لـ “ثورة تشرين”، كان صوتنا “ثورَة”، وهذه الثورَة قد توقّفَت منذ أشهر».

تقول ذلك ناشطة من بابل، تقف وراء التحشيد لتظاهرة الغَد. وتُضيف، أن «الثورة اليوم بأمَس الحاجَة لكل مكوّنات المجتمع، بخاصة المكوّن النسوي، لذا حشَّدت لهذه التظاهرة».

تُبيّن لـ (الحل نت)، أن «التظاهرة ستكون سلمية، وستنظم داخل ساحة اعتصام بابل، وستطالب بهدفَين، الأول: الضغط باتجاه تحقيق المطالب المركزية التي خرج لأجلها الشارع».

«الهدف الثاني، هو الضغط على #البرلمان_العراقي للتصويت على قانون مكافحة #العنف_الأسري الذي أقرّته الحكومة وأرسلَته لـ #مجلس_النواب منذ يومَين».

«لأن البرلمان يرفض تمرير القانون، ولو كان فعلاً يرغب في تشريعه، لفعَل ذلك منذ /10/ سنوات، لذا فإنه من دون الضغط عليه ميدانياً، لن يشرّعه، ولهذا سنخرج غداً»، حسب الناشطة.

كانت  الكاتبة العراقية #آلاء_جبار.، قالت، إن «خطوات تمرير القانون ستكون بطيئة جداً؛ لأن أغلب أعضاء البرلمان من خلفيات عشائرية بحتة، فضلاً عن معارضته من الأحزاب الدينية».

ولفتَت في حديثها مع (الحل نت)، إلى أن «تمريره، لن يتم إذا لم تضغط المنظمات المدنية، وإن لم تُنظّم احتجاجات ضاغطة تجعل البرلمان يرضخ للمطالبات الشعبية، ويشرّع القانون».

كانت دراسة لـ #وزارة_التخطيط، صدرَت عام 2012، قالت، إن «36 % من النسوة المتزوجات تعرّضن للأذى النفسي من أزواجهن، و9 % للعنف الجنسي، و23 % لإساءات لفظية، و6 % لعنف بدَني».

تعاني المرأة في العراق منذ عقود من العُنف الأُسَري بشتى أنواعه، وتفاقمت هذه الحالة منذ مطلع التسعينيات، حينما أطلق الرئيس الأسبق #صدام_حسين ما تعرف بـ “الحملة الإيمانية”.

#الحملة_الإيمانية، هي أجندة سياسية قانونية محافظة، ساهمت في تدهور الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين العراقيين، ومنهم النساء، بحجة “العودة للإيمان”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.