30% من عمال مرفأ بيروت لاجئون سوريون.. ولا ضمان صحي لهم لدى الحكومة اللبنانية

30% من عمال مرفأ بيروت لاجئون سوريون.. ولا ضمان صحي لهم لدى الحكومة اللبنانية

لا تزالُ تداعيات انفجار مرفأ بيروت ترد أصدائها داخل #لبنان، حيث ارتفعت حصيلة القتلى بحسب وزارة الصحة اللبنانية إلى 154 شخصاً، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف.

اللاجئون السوريون في لبنان، خاصةٌ العاملين منهم في المرفأ أو المناطق القريبة، لم يكونوا عن منأى عما حدث، حيث وثقت الإحصائيات التي نشرها “المجلس الدولي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني” أسماء 27 لاجئاً سورياً قضوا نتيجة الانفجار، وهذا الرقم مرشح للارتفاع، حيث لاتزال فرق البحث والإنقاذ التي أتت من دول لعالم مختلفة تبحث عن المفقودين.

150 إلى 200 سوري يعملون في مرفأ بيروت ضمن أعمالٍ صعبة تقتصر على التحميل والتنزيل من البواخر والأرصفة.

كم يبلغ عدد العاملين السوريين في المرفأ؟

«لا يمكن معرفة عدد العاملين السوريين في مرفأ بيروت بشكلٍ رسمي ودقيق، على اعتبار أن عملهم لا يكون بشكل رسمي، وأسمائهم غير مثبتة على لوائح الموظفين والعمال، هذا الأمر يعود لقانون العمل اللبناني عام 2014، الذي سمح للأجانب بالعمل في الزراعة والبناء فقط، مع شروط معقدة للحصول على ترخيص لعمله وتكاليفها العالية على اللاجئين السوريين» يقول لناشط الحقوقي “مجد عيون السود”.

ويُضيف في حديثٍ لـ (الحل نت) أن «عدد العاملين في (البور) مرفأ بيروت، يقدر بنحو 700 شخص، أما  نسبة العاملين السوريين في المؤسسات اللبنانية يتراوح بين 20 إلى 30%، وهذا يعني أن نحو 150 إلى 200 سوري يعملون في مرفأ بيروت، لكن عملهم مقتصر على المهام الصعبة وأعمال التحميل والتنزيل من البواخر والأرصفة، وبأجوٍر خارج سلسلة الرواتب المعمول بها والتي تصل إلى نصف ما يتقاضاه الموظف اللبناني، تعرف باسم (اليومية)».

مؤكّداً أن العمال السوريين «لا يستفيدون من الضمان الصحي، لأن التأمين الصحي الذي تقدمه المؤسسة، سواء كانت قطاع خاص أو حكومي، يستفيد منه المواطن اللبناني فقط وفق معايير وضوابط معينة، وأن العامل السوري حتى لو قام بتسوية وضعه القانوني بالإقامة وحصل على ترخيص عمل، ودفع رسوم التأمين الصحي، فلا يستفاد من ذلك الضمان في حال وقع عليه ضرر نتيجة أي واقعة أو كارثة، وهو قصورٌ واضح في قانون حماية العمال الأجانب في لبنان، ويوجد فيها انتهاك واضح لحقوقهم».

قد يُشكّل الانفجار الحاصل في مرفاً بيروت في الرابع من شهر أغسطس آب الجاري، حالة استثنائية، وقد تكون هناك قرارات استثنائية تخص السوريين الذين قضوا جراء الكارثة، ويتوقّع “عيون السود” أن «تعوّض عائلات الضحايا من إيرادات هبات الدول المالية المرتقبة، ولكن حكماً لن يتم تعويضهم من خزينة الدولة اللبنانية».

المواطن اللبناني فقط يحصل على الضمان الصحي وفق معايير وضوابط معينة، أما العامل السوري حتى لو قام بتسوية وضعه القانوني، فليس له تأمين صحي.

مبادراتٌ سوريّة لدعم ضحايا الانفجار

من جهته قال الصحفي السوري المقيم في لبنان “أحمد القصير”: إن «مبادرات عدة انطلقت من جمعيات سورية منها مبادرة فريق (إيما) الطبي الذي يتكون من 5 أطباء سوريين ويقدم خدماته في موقع الانفجار، إضافة إلى مبادرات نسائية سورية خرجت بمواد طبية وإغاثية من طرابلس والبقاع إلى بيروت».

وأضاف “القصير” لـ (الحل نت) أن «هناك عشرات المبادرات الفردية التي انطلقت لأشخاصٍ سوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعيشون في لبنان وأبدوا استعدادهم لاستقبال عائلات متضررة، ومنهم من بادر بالتبرع بالدم، أو حتى النزول إلى الشوارع المتضررة والمساعدة في إزالة الركام».

في حين شدّد الناشط الحقوقي “مجد عيون السود” على «ضرورة قيام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدورها في هذا الحدث، والقيام بمهمة إحصاء الأضرار التي لحقت باللاجئين السوريين في بيروت، وضمان إيصال مساعدات لهم، بعد استعداد كثير من دول العالم بدفع مبالغ مالية لإعادة الإعمار، إضافةً إلى دفع تعويض لذوي العائلات الذين قضوا بالتفجير من اللاجئين السوريين».

وتُقدّر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروفٍ معيشية صعبة.

الحكومة السورية وانفجار مرفأ بيروت

لم تكن تداعيات انفجار مرفأ بيروت ببعيدة عن سلطات #دمشق، حيث سارعت العديد من الصفحات “الموالية” لنشر أخبار تتعلق بإرسال الرئيس السوري #بشار_الأسد فرق إسعافية وطبية من (الهلال الأحمر السوري) إلى بيروت، لنقل الجرحى إلى المستشفيات السورية وفتح الحدود البرية والجوية، وهو ما نفته وكالة “فرانس برس”.

نحو مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان، وهناك عدد كبير منهم يسكنون في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروفٍ معيشية صعبة.

من جهته، أكد السفير السوري في لبنان “علي عبد الكريم” وجود ضحايا من العمال السوريين في انفجار مرفأ بيروت، مرجحاً «ارتفاع اعداد الوفيات بين السوريين، وهناك مفقودون نتواصل مع المشافي للكشف عن مصيرهم».

بدورها، صحيفة “الوطن” السورية نقلت عن مصدرٍ مسؤول في #جديدة_يابوس، الحدودية مع لبنان أن «المعبر افتُتِح لدخول الجرحى السوريين وذويهم، حيث تم  دخول 6 جرحى بعد أخذ المسحات الخاصة بفيروس كورونا لذويهم، إضافة إلى جثمان شخص واحد».

وتوقّع المصدر أن يتم استقبال إصابات حرجة (لم يحدد ما إذا كانت سورية ولبنانية أم سورية فقط).


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.