شن نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم من موالي #حكومة_الوفاق، هجوماً واسعاً على انتهاكات، ترتقي إلى جرائم حرب، يرتكبها المقاتلون السوريون في #ليبيا، من بينها خطف واغتصاب النساء، وتصفية المدنيين، وتفخيخ منازلهم غرب ليبيا، في مناطق سيطرة حكومة الوفاق، برئاسة “فايز السراج”، المدعومة تركياً.

وقال النشطاء إن «اشتباكات اندلعت، قبل أيام، بين المرتزقة السوريين وقوات “بركان الغضب” الليبية، التابعة لحكومة الوفاق، بعد تعديات المسلحين السوريين، وقيامهم بعمليات خطف واغتصاب، طالت فتيات في العاصمة طرابلس».

ومن مدينة طرابلس، كشف “محمد حسام”، وهو اسم مستعار لصحفي وناشط ليبي في مجال حقوق الانسان، لموقع «الحل نت»، أن «الأوضاع الأمنية متردية في العاصمة الليبية، التي تعاني اشتباكات متكررة بين الميلشيات المتعددة، وصراعات على النفوذ، علاوة على انتشار العصابات الإجرامية، التى تخطف وتقتل وتغتصب وتسرق في وضح النهار» .

 

خطف مئتين وخمسين فتاة

«لم تستطع حكومة “السراج” احتواء المليشيات المسلحة، المنتشرة في كل أرجاء مدن غرب ليبيا، وبسط سلطتها عليها، وعجزت عن كبح جماح الجرائم، التي شهدت تصاعداً ملحوظاً، خاصة على يد المرتزقة السوريين»، كما يقول الناشط الليبي، ويضيف:  «يقدم الأهالي بشكل يومي بلاغات عن عمليات اختطاف، تطال خاصة الفتيات والأطفال، والمتهمون بتلك الجرائم غالبيتهم سوريون. ,فخلال شهر واحد خُطفت مئتان وخمسون فتاة، عثر على جثث بعضهن وعليها آثار اغتصاب وحشية، في حين مازال مصير  الأخريات مجهولاً حتى اليوم».

من جانبه أكد “قذافي حسين”، وهو طبيب يعمل في أحد المشافي العسكرية في #بنغازي، لموقع «الحل نت»، أنه «يتواصل مع أشقائه المتواجدين في طرابلس وترهونة، ويحدثونه عن قيام مسلحي “الوفاق”، بالتنسيق مع المرتزقة السوريين، باقتحام منازل المدنيين، وتجريدهم من أموالهم ومقتنياتهم من الذهب، وخطف فتياتهم».

ونقل الطبيب الليبي، على لسان أشقائه، أنهم «يبحثون عن طريقة خروج آمنة من مناطقهم، بسبب استهداف المسلحين لسيارات المدنيين».

ويتحدث “حسين” عن «حالة الذعر المروعة، التي يعيشها المدنيون، بعد خطف الأطفال والنساء وحتى الرجال، من قبل المليشيات السورية، التي تطلب فدى مالية، تصل لعشرين ألف دولار». مشيراً إلى أن «عدداً من الجثث وجدت ملقية في أحياء طرابلس وترهونة وفي شوارعهما الرئيسية، تعود لضحايا مدنيين، قتلوا بعد عجز عائلاتهم عن دفع الفدى التي طلبها المسلحون، في حين عرفت النساء مصيراً بشعاً، بعد اغتصابهن بوحشية، وغالباً ما تنفذ هذه الجرائم بشكل جماعي».

 

جثث تصل لـ”حوار كلس”

لازالت التوابيت الخشبية تعبر بشكل دوري معبر “حوار كلس” السوري الحدودي مع #تركيا، تحمل جثث المرتزقة السوريين، ليدفنوا في ريف #عفرين، رغم أن وتيرة المعارك قد خفت في ليبيا، الأمر الذي يستغربه “سعد الغوطاني”، وهو لقب لسائق شاحنة من  بلدة “الراعي”، شمال شرقي مدينة #حلب. «لم تتوقف السيارات المحمّلة بالتوابيت عن التوجه لريف عفرين، رغم توقف المعارك في ليبيا، الأمر الذي يصدم ذوي المقاتلين في المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة، ويدفعهم للتساؤل عن أسباب مصرعهم»، يقول “غوطاني” في حديثه لموقع «الحل نت».

الأمر الذي يوضح ماهيته الناشط الليبي “محمد حسام”، ويرجعه إلى «الاشتباكات الدورية بين المرتزقة السوريين أنفسهم، أو مع الأهالي، كون المجتمع الليبي مجتمعاً قبلياً متمسكاً بالعادات والتقاليد، التي تدفعه لرفض ممارسات المرتزقة، أو مع مسلحي “الوفاق” أنفسهم، بسبب الخلاف على المسروقات، وتقاسم أملاك الليبيين، بعد قرار حكومة الوفاق السماح بتوطين السوريين ومنحهم الجنسية الليبية».
ويضيف “حسام”: «لقي عدد من المرتزقة السوريين، قبل ثلاثة أسابيع، مصرعهم، في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة، للسيطرة على احد المزارع في ترهونة».

وأشار “حسام” إلى «مقتل عدد آخر من المرتزقة السوريين، بعد نشوب معارك عنيفة بينهم وبين قوات “غضب البركان”، عقب اغتصاب المرتزقة لشقيقة صحفي ليبي موالي لـ”السراج”، يدعى “عبد المالك المدني”، ولم تهدأ وتيرة تلك المعارك حتى صباح اليوم التالي».

وقالت مصادر اعلامية ليبية أن «قادة الفصائل السورية في ليبيا قتلوا عناصر تابعين لهم، وأرسلوا جثثهم إلى سوريا، بعد مطالبتهم بمستحقاتهم ومرتباتهم».

 

تدمير حياة الناس

وفي السياق ذاته، أكد “رضوان خليل “، الذي يعمل على الملف التركي والليبي في قناة “اليوم”، أنه يتابع الأخبار التي تتناقلها الصحف والمواقع الالكترونية عن انتهاكات المرتزقة السوريين في ليبيا بحق المدنيين، وقال: «سيناريو الانتهاكات، الذي تعيشه مدن عفرين ورأس العين وتل ابيض، يتكرر في ليبيا، وبأيدي نفس الجناة، من قتل واغتصاب وخطف لطلب الفدية وحرق أرزاق المدنيين العزل وسرقة الآثار وتدمير حياة الناس، الأمر الذي سيدفع كثير من الأهالي للنزوح من مدنهم وبيوتهم، ما يعرضهم لخطر القتل على يد المليشيات المترصدة للمدنيين الفارين».

وفي بيان  للأمم المتحدة أعرب الفريق الأممي المعني بقضية أرسال المرتزقة للقتال في ليبيا عن «امتعاضه وانزعاجه من التقارير التي كشفت عن انخراط حكومة #أنقرة بتجنيد ونقل المرتزقة السوريين الى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق الموالية لتركيا».

ونوه “ريس كواجا”، رئيس مجموعة العمل، إلى أن «استخدام المرتزقة هو خرق لحظر الأسلحة الحالي، الذي فرضه #مجلس_الأمن في ليبيا»، وأضاف: «تم تجنيد هؤلاء المقاتلين، من خلال الفصائل المسلحة التابعة لـ”الجيش الوطني السوري”، المتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.