تصاعد التوتر شمال غرب سوريا: ما أسباب نشر الجيش التركي نقاطاً عسكرية في ريف اللاذقية؟

تصاعد التوتر شمال غرب سوريا: ما أسباب نشر الجيش التركي نقاطاً عسكرية في ريف اللاذقية؟

أنشأ الجيش التركي نقاطاً عسكرية في ريف #اللاذقية الشمالي، بعد عدة محاولات تقدُّم للميليشيات الموالية لروسيا على محاور متفرقة في المنطقة، وثبّت قاعدة عسكرية متقدمة في “تلة الراقم”، المطلة على “تلة الحدادة”.

وبحسب مصدر عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير” فقد «عززت القوات التركية القاعدة بآليات عسكرية ثقيلة وعشرات الجنود، وذلك بعد أيام من محاولة القوات الروسية الخاصة، والقوات النظامية السورية، التقدم على محور “الحدادة” بريف اللاذقية الشمالي، الذي تُرابط فيه “الجبهة الوطنية للتحرير”».

 

سحب الذرائع من الروس

ويضيف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية: «كثّفت #القوات_النظامية، في الآونة الاخيرة، هجماتها على “تلة الحدادة” الاستراتيجية في #جبل_الأكراد، بدعم روسي، من خلال محاولات التسلل والهجوم تحت غطاء مدفعي، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، بسبب رصد الفصائل لمحاور تقدم القوات النظامية، ونجاحها بقتل عشرات من جنودها».

ويؤكد المصدر، في حديثه لموقع «الحل نت»: «تتذرّع #الحكومة_السورية دائماً، ومعها #روسيا، بخرق الفصائل لوقف إطلاق النار، والقيام بعمليات استفزازية، ومحاولة قطع الطريق على الدوريات، من خلال مهاجمة القوات النظامية في منطقة ريف اللاذقية، وهذا الأمر كذب واضح، فالفصائل في عملية دفاع ورد على الخروقات، منذ بدء وقف إطلاق النار في الخامس من نيسان/مارس الماضي»، حسب تعبيره.

وحول أسباب إنشاء القوات التركية نقطة عسكرية في “تلة الراقم” يقول المصدر: «الهدف هو سحب الذرائع التي يقدمها الروس حول هجمات استفزازية للفصائل، ومنع تقدم القوات النظامية على محور جبل الاكراد، من خلال إنشاء نقاط عسكرية على أكثر التلال ارتفاعاً، وعلى خط التماس مع القوات النظامية، وهو ما يساعد على وقف إطلاق النار بشكل فعلي في منطقة ريف اللاذقية».

ويختم المصدر حديثه بالقول إن «الحكومة السورية عجزت عن التقدم على محور “الحدادة”، حيث أُحبطت أربع محاولات تقدُّم في يوم واحد للقوات النظامية، التي تكبّدت خسائر بشرية وعسكرية. وتوقفت هذه المحاولات تماماً بعد إنشاء القوات التركية نقطة عسكرية في المنطقة».

 

ضمان وقف إطلاق النار

من جهته يقول الصحفي التركي “إسماعيل جوكتان”: «المواقع التي تقع تحت سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية كانت الهدف الاول للحكومة السورية وداعميها، منذ بداية الحملة العسكرية على #إدلب في نيسان/ابريل 2019. وجرت اشتباكات عنيفة جدا على محوري “تلة الكبانا” و”جبل الأكراد”، والتلال المحيطة بهما، وقد شكلت قوات المعارضة مقاومة قوية في تلك المنطقة، واستطاعت منع القوات النظامية من التقدم».

ويضيف في حديثه لموقع «الحل نت»: «مازالت قوات النظام تقوم بتجاوزات عسكرية في المنطقة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه من قبل الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير #بوتين، وهناك اشتباكات مستمرة. لهذا فالتدخل التركي مهم جدا لإيقاف تلك التجاوزات. وهنا نستطيع القول إن إنشاء نقاط عسكرية من قبل تركيا سيكون مهماً لردع القوات النظامية».

ويرى “جوكتان” أن «منطقة ريف اللاذقية تشكل امتداداً طبيعياً لأراضي #تركيا، وأيضاً هي الخط الامامي للدفاع بالنسبة للمعارضة، من أجل حماية ما تبقى من إدلب. خاصة مع وجود تحركات للقوات النظامية، تهدد وقف إطلاق النار في المنطقة. وتجري منذ أسبوعين اشتباكات عنيفة في “الكبانا” وجبلي الأكراد والتركمان، ولذلك فهدف تركيا من إنشاء نقاط عسكرية في المنطقة هو منع الحكومة السورية من خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتأمين الطريق الدولي M4 من جهة الغرب».

ويشير “جوكتان” إلى أنه «بالنسبة لروسيا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه. لأنها استطاعت تحقيق هدفها على المدى القريب، وهو الوصول الى أوتوستراد M4، حيث تُجري القوات الروسية دوريات مشتركة مع تركيا، و لم نلاحظ أي خرق لوقف إطلاق النار، أو هجوم على مواقع روسية قريبة من المنطقة، مثل #قاعدة_حميميم، وهذا سيكفي الروس في هذه المرحلة، لذلك لم نر دعماً روسياً كبيراً للهجمات التي تقوم بها القوات النظامية في ريف اللاذقية».

وسيّرت القوات التركية والروسية دورية عسكرية مشتركة على طريق M4، انطلقت من منطقة “النيرب” حتى منطقة “عين الحور”، دون أن تتعرض لمشاكل على الطريق، وذلك بعد نشر نقاط عسكرية تركية من ريف إدلب حتى ريف اللاذقية.

 

الاستعداد للمعركة القادمة

يقول العميد “محمد الخالد”، الضابط المنشق عن القوات النظامية: «يدرك الأتراك أن روسيا والنظام انتهوا من التجهيزات لعملية عسكرية على ريف إدلب وريف اللاذقية، لذا يحاولون إنشاء قواعد عسكرية تشكل توازناً في المعركة المستقبلية، وخصوصاً أن التعزيزات العسكرية التركية تركزت سابقاً في #جبل_الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين لم تُنشر في ريف اللاذقية سوى نقاط عسكرية قليلة».

ويضيف “الخالد” في حديثه لموقع «الحل نت»: «ربما تكون خطة القوات النظامية هي الهجوم نحو ريف اللاذقية وسهل الغاب، لذلك ستتجه التعزيزات التركية نحو تلك المناطق، وقد أصبحت الفصائل والقوات التركية مستعدة لصد أي هجوم على المنطقة، بعد اكتمال تجهيزاتها العسكرية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة