تتميز محافظة #دير_الزور بموقعها الاستراتيجي المميز، حيث تُعدّ البوابة الشرقية للأراضي السورية وصلة الوصل بين #العراق وبقية المحافظات السورية الأخرى، يقسمها #نهر_الفرات إلى قسمين جغرافيين، الأول على يمينه ويطلق عليه محلياً اسم “خط الشامية” (الريف الشرقي)  ويضم كبرى مدن المحافظة بدءاً من مركز مدينة ديرالزور  ووصولاً إلى مدينة #البوكمال الحدودية، بينما يضم الريف الغربي منه عدة مدن وقرى أيضاً أبرزها #الخريطة.

بينما يقع القسم الثاني على يساره وهو ما يعرف باسم “خط الجزيرة” ويضم مدينتين رئيستين هما  #الشحيل و#هجين، إضافة لقرية مهمة من الناحية العشائرية وهي قرية #ذيبان .

توزّع النفوذ

تتوزع مناطق النفوذ في المحافظة على الشكل التالي، حيث تسيطر #القوات_الحكومية والمليشيات الإيرانية والروسية على الضفة اليمنى لنهر الفرات، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية #قسد على الضفة اليسرى للنهر (خط الجزيرة) باستثناء بعض القرى القريبة من مركز المدينة لا تزال تحت سيطرة السلطة السورية (#الحسينية #حطلة #الحصان #مراط).

ولمحافظة دير الزور تركيبة عشائرية خاصة، فهي امتداد لعشائر العراق في غالبيتها، حيث يقول أستاذ التاريخ “أمين الشمري” من مدينة ديرالزور لـ (الحل نت): «يضم مركز مدينة ديرالزور على كافة مكونات عشائر المحافظة، إلا أن الثقل يعود لقبيلة “طي” التي مع بداية الاحتجاجات ربيع 2011 بظهور معارضين عسكريين انشقوا عن السلطة السورية عرف منهم “قيصر هنداوي”، كما تتواجد نسبة كبيرة من عوائل تنتمي لقبيلة “البكارة” في مركز المدينة، إلا أن عوائل القبيلتين بداخل المدينة آثر قسم منهم الحياد بينما التفّ القسم الأكبر منهم حول السلطة الحاكمة»، وفق قوله.

وأشار “الشمري” إلى «تواجد بعض العائلات التي تعود أنسابها لعشائر العراق مثل العبيد والراوي والكبيسي في مركز المدينة أيضاً».

بينما تتواجد بعض العوائل التي تنتمي لعشيرة #البوبدران في داخل المدينة وقرية (الحسينية) المقابلة لها من الجهة الأخرى لنهر الفرات، وفقاً لـ “الشمري”.

أكبر قبائل المنطقة وسبب تسميتها

أما في الريف الشرقي والغربي في منطقتي الشامية والجزيرة فيكون التواجد الأكثر لكبرى قبائل المحافظة وهما “العكيدات والبكارة”.

وعن سبب التسمية، يقول البعض أن أصل تسمية العكيدات يعود لجبل (عكدة) في #حائل وهذا ما نقله بعض شيوخ عشائر العكيدات عن الملك “عبدالله بن سعود” ملك المملكة العربية السعودية عندما استقبل وجهاء وشيوخ عشائر العكيدات في المملكة أثناء حكمه.

بينما رأى البعض أن هذا الكلام «هو استثمار سياسي لا أكثر»، وفقاً للأستاذ والباحث في علم الاجتماع بجامعة الفرات سابقاً (عبدالرحمن العيسى).

ويرى بأن  أصل تسمية العكيدات جاء من «التعاقد أو التحالف ضد غزو قبائل عنزة وشمر لمنطقتي الفرات والجزيرة. وهو الأصح والأقرب للواقع من وجهة نظر بعض “نسابي” المنطقة أيضاً» يقول في حديثه لـ (الحل نت).

مشيراً إلى «تواجد عدة قبائل أخرى ضمن حلف العكيدات دون أن تجمعها رابطة دم مع بعض مثل عشيرة “البوليل” وهي من شمر وعشيرة “البوسرايا” وهي منقسمة بين أنها شمرية أو أنها تعود في النسب لآل البيت، وأيضاً عشيرة المشاهدة و عشيرة “البوخابور” وفيها مشيخة الخمس للعكيدات وهي منقسمة في نسبها بين آل البيت وقبيلة عنزة»، وفقاً لقوله.

ويضيف “العيسى”: «يتركز ثقل قبيلة العكيدات في مدن رئيسية في الريف الديري مثل #أبو_حمام و#غرانيج والشحيل وهجين والعشارة والقورية  وجديد عكيدات وريف مدينة البوكمال بالإضافة لموحسن وبقرص والخريطة والبوليل».

موقف القبائل بعد احتجاجات 2011 في سوريا

ففي انطلاقة الأحداث السورية في 2011 كانت غالبية فصائل المعارضة المسلحة في المحافظة من أبناء قبيلة العكيدات، باستثناء مدينة الشحيل التي تميزت بانتساب أعداد كبيرة من أبنائها لـ (جبهة النصرة)، حيث انتقلوا بعد سيطرة تنظيم #داعش إلى مدينة #إدلب واستقروا بها إلى يومنا هذا.

أما قبيلة “البكارة “والتي تتمركز في قرية جديد بكارة وما حولها بالإضافة لمحيميدة وما حولها، فقد انقسم أبنائها بين مؤيد للنظام السوري الحاكم ومعارض له فالتحق بالفصائل المسلحة المعارضة، حيث كان لكلا القبيلتين فصائلهم الخاصة والممثلة لهم، وقد حدثت بينهم عدة اصطدامات سابقة كانت تحل من قبل شيوخ ووجهاء العشائر، وفقاً لمصادر محلية من كلا القبيلتين لـ (الحل نت).

موقف القبائل من تنظيم “داعش”

يقول “عبدالله العمر العلكة”  (محامي من ريف ديرالزور) في حديث لـ (الحل نت): «بعد سيطرة تنظيم “داعش” على معظم المحافظة لا يمكن القول بأن أحد هاتين القبيلتين قد احتضنتا التنظيم بشكل كامل، لكن تميزت قبيلة العكيدات بظهور قياديين في صفوف التنظيم الأولى من أبنائها وتحديداً من جديد عكيدات وبريهة والزر وأبرزهم (عامر الرفدان وأبو دجانة الزر وهما أبزر وجوه التنظيم خلال سيطرته في المحافظة وكلاهما قتلا في غاراتٍ للتحالف الدولي)».

وأضاف، «بعد سيطرة #الجيش_السوري والمليشيات الإيرانية على خط الشامية، انتقل غالبية أبناء العكيدات منها ليستقروا في ريف حلب الشمالي وتركيا».

أما أبناء العكيدات في منطقة الجزيرة، فقسم منهم هاجر باتجاه الشمال المحرر وباتجاه تركيا، والقسم الآخر منهم  يعمل الآن مع قوات سوريا الديمقراطية #قسد  سواء في الجناح المدني أو العسكري ضمن مناطق سيطرتها في المنطقة، وفقاً لـ “العلكة”.

لافتاً إلى أن «أبناء قبيلة البكارة في منطقة الجزيرة قد أصبح غالبيتهم مع الجيش السوري والإيرانيين وخاصة بعد عودة الشيخ “نواف راغب البشير” إلى دمشق، إذ تتركز مشيخة البكارة في بيت “البشير”، حيث لعبت إيران دوراً طائفياً ودينياً  في استمالة أبناء القبيلة وتجنيدهم لخدمة مليشياتها في عموم المناطق السورية التي تسعى للسيطرة عليها» .

ويوضح أن «المعارضين من أبنائها والذين يتواجدون حالياً في الريف الشمالي الواقع تحت سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا  فقد بلغ عددهم 600 عنصراً فقط ضمن فصيل يطلق عليه اسم لواء “شهداء بدر”».

في حين يُشير أن «غالبية عناصر “الجيش الوطني” في الشمال، هم من أبناء قبيلة العكيدات حيث يتواجد ثلاث فصائل لدير الزور وهي “أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة20 ».

«لكن تتوزع قيادة فصيلي أحرار وجيش الشرقية بيد قبيلة البكارة، أما الفرقة 20 فقيادتها تعود لقبيلة العكيدات. ومن المعلوم أن هذه الفصائل تسيطر عليها المخابرات التركية. وقد أجبرت الأخيرة أبناء قبيلة العكيدات في الشمال على إصدار بيان بعدم الاعتراف بإمارة المدعو “أبو خولة العكيدي” بعد مبايعته أميراً للعكيدات وممثل لهم مع قوات سوريا الديمقراطية في المحافظة» يختم المحامي “عبدالله العمر العلكة” حديثه لـ (الحل نت).


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.