على الرغم من مرور سنوات على نزوحهم، إلّا أن معاناة #النازحين في مخيمات الشمال #السوري في صعوبة تحصيل #المواد الأساسية، ما تزال مستمرّة حتّى الآن، وهو الحال الذي ينطبق على مخيّمات ريف #حلب الشمالي، التي تقع ضمن مناطق “#درع_الفرات”.

وتتركّز في مدن الباب واعزاز والراعي وغيرها، العشرات من مخيّمات النازحين، يشكّل مهجّرون ريف دمشق وريف #حمص النسبة الأكبر من #النازحين في تلك المناطق، حيث جاء هؤلاء إلى المنطقة منذ اتفاقات التسوية التي أدّت إلى تهجيرهم، وما زالوا يعيشون فيها حتّى الآن.

وبينما تزداد الأوضاع #الاقتصادية صعوبةً، يتعذّر على غالبية النازحين، إيجاد فرص عمل تؤمّن لهم أساسيات الحياة والمعيشة، يضطر هؤلاء للاعتماد بشكلٍ أكبر على المساعدات #الغذائية التي تؤمّنها المنظمات غير الحكومية العاملة في تلك #المنطقة.

وفاة طفلة بسوء التغذية

في العاشر من شهر تموز الماضي، توفّيت رضيعة في مخيّم البل في ريف حلب الشمالي إثر سوء #التغذية، ولم يفلح الأطبّاء في إنقاذ حياتها.

وبحسب فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وتحقّق منه موقع (الحل نت) إن والد الطفلة قال في الفيديو وهو يحتضن طفلته: «إن الأطفال يموتون جوعًا»، موضحاً أن «الفتاة توفيت بسبب سوء التغذية، ونُقلت بعدها إلى المستشفى للقيام بالإسعافات دون جدوى».

وذكرت مصادر من داخل المخيّم لموقع (الحل نت) أن عدداً كبيراً من النازحين يجدون صعوبةً في الحصول على قوتهم الأساسي، كما تحدثت ذات المصادر عن غياب العدالة في توزيع المساعدات بين مخيم وآخر.

تفتح هذه الحادثة الباب أمام التساؤل عن وضع النازحين في مخيّمات الشمال السوري بشكلٍ عام، ومخيّمات ريف حلب الشمالي تحديداً، لا سيما أن العديد من المنظمات تعمل على إغاثة النازحين في تلك المنطقة، ولكن يبدو أنّه على الرغم من ذلك فإن الحاجات الأساسية للنازحين لا تصلهم.

ثمّة عدّة أسباب وراء ذلك، يأتي على رأسها أن معبر “#باب_السلامة” الذي يقع في ريف حلب الشمال، أصبح خارج حسابات الأمم المتحدة، ولم يعد بالإمكان إدخال المساعدات للنازحين عن طريقه، فضلاً عن إهمال المنظمات وسوء اختيار توزيع المساعدات، وذلك بحسب شكاوى من نازحين لموقع (الحل نت).

نقص المساعدات

يشير مصطفى، وهو نازح من ريف دمشق إلى مخيم قرب جرابلس، إلى وجود عدد كبير من المنظمات الإغاثية سواء كانت تركية أو غيرها، وتعمل في مجال توزيع المساعدات للنازحين، ولكن هذه المنظمات لا تغطي الاحتياجات المتزايدة للمدنيين.

وقال مصطفى لموقع (الحل نت) إن «السلال الغذائية التي نحصل عليها تكون مخصّصة لشهرٍ كامل، ولكنّها تنفد خلال أسبوعين على أكثر تقدير، كما أن هناك الكثير من الاحتياجات الأخرى غير الأغذية لا يتم تغطيتها».

ويشرح أنّه على رأس تلك الاحتياجات كانت اللوازم الصحّية وحليب #الأطفال والألبسة وغيرها.

واضطرت أم ياسر، وهي نازحة ممن الغوطة الشرقية أيضاً، إلى التحايل على هذه الظروف من أجل توفير الحليب لطفليها، قائلةً «في العادة أحصل على حليب للأطفال ولكن ليس بشكلٍ دائم، كما أن الكميات التي أحصل عليها غير كافية لذلك قرّرت بدء صنع الغذاء للأطفال يدوياً من خلال طبخ النشاء كونه رخيص الثمن، ووضعه على شكل سائل في عبوات حليب الأطفال».

وأشارت إلى أنّه «لا يحقّق القيمة الغذائية المطلوبة ولا يُعتبر بديلًا عن حليب الأطفال ولكنّه الخيار الوحيد من أجل تدبّر الأمور».

زوج أم ياسر، أصيب خلال القصف على الغوطة وبات غير قادر على البحث عن فرص عمل، كما أن المرأة تعاني من آلام في ظهرها، ما أفقدها أي مصدر للدخل، أمام الاحتياجات المتزايدة لعائلتها.

وتتابع «هناك مخيّمات تحصل على حصص غذائية متكاملة، وأخرى تحصل على حصص أقل على الرغم من أن حاجتها تكون أكبر»، داعيةً إلى «دراسة وتقييم الاحتياجات قبل توزيع المساعدات».

حرمان من المساعدات الأممية

منذ بدء تدفّق النازحين، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً بإدخال المساعدات إلى سوريا عن طريق المعابر الخارجة عن سيطرة السلطات السورية على المعابر، من دون الحاجة إلى موافقة السلطات على أن يتم تجديد هذا القرار سنوياً، مع احتفاظ الأمم المتحدة بوكالات ومكاتب تابعة لها في مناطق الحكومة.

ولكن في 20 كانون الأول 2019، صوّتت روسيا ضد قرار تمديد إدخال المساعدات عبر المعابر لمدّة عام، وتم التوافق على التمديد لمدة ستة أشهر فقط.

وبعد أن كان عدد المعابر، التي تدخل المساعدات إليها أربع معابر (الرمثا مع الأردن واليعربية مع العراق وباب الهوى وباب السلامة مع تركيا)، نجحت روسيا في تمرير قرار لحصرها بمعبرين اثنين فقط (باب الهوى وباب السلامة) الذين تسيطر عليهما فصائل من المعارضة السورية.

ومع انتهاء هذه المهلة تقدمت #ألمانيا وبلجيكا في 18 حزيران الماضي بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا.

وطالب مشروع القرار بتمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا لمدة عام، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية من خلال معبر اليعربية الحدودي مع العراق، استثنائياً ولمدة ستة أشهر إضافةً لمعبري باب الهوى، وباب السلامة.

ولكن المشروع صُدم بمعارضة #روسيا والصين، لينتهي الأمر بالتصويت على قرار بإدخال المساعدات عن طريق معبر باب الهوى فقط، واستبعاد باب السلامة، الأمر الذي حرم النازحين في ريف حلب الشمالي، من هذه المساعدات.

انعدام فرص العمل

ويحاول نازحون إيجاد طرقٍ من أجل تأمين قوتهم بعيداً عن المساعدات الأممية غير المضمونة بالنسبة لهم، ولكن هذه المحاولات في الغالب لا تنجح، وذلك بسبب النقص الحاد في فرص العمل.

إضافةً إلى الأجور المتدنّية جداً في حال وجد النازح عملاً حاله كحال غالبية سكّان الشمال السوري، الذي يعاني من ركود اقتصادي سبّبه الانخفاض الحاد في قيمة الليرة السورية، والاعتماد بشكلٍ كلّي على الليرة التركية في إدلب، بينما يتم اعتمادها بشكلٍ جزئي في ريف حلب الشمالي، حيث يُخيّر المواطنون بين الدفع بالليرة السورية أو التركية.

وبحسب ثلاثة نازحين من الغوطة الشرقية، قابلهم موقع (الحل نت) فإنهم واجهوا صعوبات بالغة خلال محاولتهم إيجاد فرص عمل من أجل الخروج من المخيم واستئجار منزل، وذلك بسبب عدم توفّر فرص العمل.

وقال نازح ينحدر من الغوطة يسمّي نفسه “أبو علي” إن «الفرصة الوحيدة التي وجدتها كانت في مجال الزراعة بمبلغ 800 ليرة يومياً»، موضحاً أن «هذا الراتب لا يكفي حتّى لشراء الأغذية الأساسية».

يذكر أن أكثر من 80 بالمئة من السوريين، يعيشون تحت خط الفقر، أي لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الأساسية، بحسب الأمم المتحدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.