استدعى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس #كورونا، في #سوريا بشكل عام والعاصمة #دمشق على وجه التحديد، خلال الشهرين الماضيين، ضرورة اتباع إجراءات الوقاية من #الفيروس، باستخدام #الكمامات الطبية، والمعقمات بشتى أنواعها.

ولم تكن هذه الإجراءات الوقائية سهلة أو الممكن الالتزام بها في دمشق، نظراً لسوء الأوضاع المادية، وما رافقها من فقدان للأدوية، وارتفاع الأسعار، إضافة إلى جعل “الفيروس” وسيلة بأيدي التجار للتربُّح، من دون رقيب أو حسيب.

في هذا التقرير، سنسلط الضوء على أهم المستلزمات الطبية والوقائية في مواجهة فيروس كورونا، إضافة إلى الإرشادات الطبية، والغذائية الواجب اتباعها، والبدائل المتاحة، مع مراعاة أسعار هذه المستلزمات الآخذة في الصعود.

الكمامة القماشية بدلاً من الطبية!

عند الحديث عن فيروس كورونا، فإن أول ما يخطر على البال هو مسألة “الكمامة”، والتي شهدت ارتفاعاً مضاعفاً في أسعارها، حيث قفزت سعر #الكمامة من 25 ليرة إلى 200 ليرة ذات الاستعمال لمرة واحدة، وهي ذات نوعية رديئة، وتُباع في الشوارع وعلى البسطات.

وأكد صاحب ورشة خياطة في دمشق لموقع (الحل نت) أن «الكمامات التي تُباع في الشوارع، مُصنّعة من الأقمشة الزائدة في الورشات المحلية، دون خضوعها للمعايير الطبية، وهي مسألة تعود للوضع المادي المتردي للسكان، وعدم قدرتهم على شراء الكمامات الطبية التي يصل سعر الواحدة منها في الصيدلية بين 700 وألفي ليرة سورية».

لكن، مع ارتفاع أسعار الكمامات الطبية، وندرتها، ظهرت في سوريا أنواع  من الكمامات “القماشية”، كما هو الحال في العديد من دول العالم، وتمتاز بأنها تستخدم بشكل متكرر بعد غسلها، حيث يتراوح سعرها بين 800 إلى 2000 #ليرة.

بدورها، شجعت “منظمة الصحة العالمية”، على استخدام هذه النوع من الكمامات في المناطق، التي لديها قدرات محدودة على مواجهة الفيروس.

وجاء في بيانها «يستخدم العديد من الناس كمامات قماشية غير طبية في الأماكن العامة، رغم الأدلة المحدودة على فعاليتها، ولا توصي المنظمة باستخدام عامة الناس هذه الكمامات على نطاق واسع للسيطرة على تفشي عدوى كوفيد-19».

وتابعت «غير أنه في المناطق، التي تشهد تفشياً واسعاً للعدوى، وتمتلك قدرة محدودة على تطبيق تدابير المكافحة، لا سيما في الأماكن، التي يتعذر فيها الحفاظ على التباعد الجسدي بمسافة متر واحد على الأقل، تنصح #المنظمة الحكومات بتشجيع عامة الناس على استخدام الكمامات القماشية غير الطبية».

معقمات منزلية قليلة التكلفة

وعلى غرار الكمامات، شهدت الأسواق ارتفاعاً في أسعار المعقمات والمطهرات، حيث تُباع عبوة الكحول ذات الحجم الصغير بـ800 ليرة، بعد أن كانت تباع بمبلغ لا يتجاوز الـ100 ليرة، كما ارتفع سعر عبوة مطهر (ديتول) حجم 2 لتر إلى 22 ألف ليرة، والكحول الطبية لـ2000 ليرة.

وقال صاحب محل لمواد التنظيف في منطقة (الشيخ محي الدين) لموقع (الحل نت) إن «عمليات تصنيع وتركيب المواد المعقمة والمطهرة تتم في ورشات محلية، وبيوت مخصصة لهذا الأمر، ولا يُدوّن عليها المواصفات ولا اسم، ولا يُعرف نسبة الكحول في المواد المطهرة، إلا أنها أرخص من تلك الموجودة في الصيدليات وتُباع بأسعار خيالية».

بدوره، أوضح الصيدلاني “عبد الله يبرودي” أن «هناك فكرة سائدة بأن أي مادة تحتوي على كحول يمكن استخدامها كمعقم ضد فيروس كورونا، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فكثير من المواد المعقمة، التي تُباع في المحال التجارية، وحتى البسطات لا تحتوي على كحول، وإنما مواد أخرى تعطي نفس رائحة الكحول، وهي غير فعالة ضد الفيروس».

وأضاف يبرودي لموقع (الحل نت) أن «بالإمكان صنع معقم منزلي قليل التكلفة، وأكثر فاعلية لمكافحة فيروس كورونا، عن طريق محلول التبييض، الذي يحتوي على، هيبوكلوريت الصوديوم، الشائع باسم الكلور السائل أو الماء جافيل، والكحول الطبية بتركيز لا يقل عن 70%، فيمكن أن تستخدم لتنظيف وتعقيم الأسطح داخل المنزل، بعد تمديدها بكمية كافية من الماء البارد».

وأشار الصيدلاني إلى «من الضروري غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، لمدة لا تقل عن 20 ثانية، علماً أن التقارير الطبية حول الفيروس أكدت أن الماء والصابون لهما  فعالية كبرى في القضاء على الفيروس أكبر من استخدام المعقمات التي تحتوي على كحول».

الخضروات وشرب الماء سلاح لمواجهة الفيروس

تعتبر التغذية السليمة، من أهم العوامل في التغلب على فيروس كورونا، وإعطاء مناعة أقوى تقلل من خطر الإصابة، وبحسب “منظمة الصحة العالمية” فإن طرق التغذية السلمية تكون بضرورة «تناول مجموعة متنوعة من الخضراوات بشتى أنواعها، والبقوليات العدس والفاصولياء، والحبوب الكاملة، الذرة والشوفان والأرز والبطاطا، بدلاً من الأغذية الغنية بالسكريات والدهون والملح، إضافة إلى شرب كميات كافية من المياه بين 8 إلى 10 أكواب يومياً».

ونصحت المنظمة بتناول اللحوم البيضاء (كالدواجن والأسماك)، التي تكون منخفضة الدهون، بدلاً من اللحوم الحمراء.

وعن الأدوية، التي يجب تناولها في حال الإصابة بفيروس كورونا، أوضح طبيب الأمراض الداخلية “محمد القادري” أن «أدوية الباراسيتامول من عيار 500 هي أفضل أدوية حالياً للتخفيف من الآلام، بمعدل حبة واحدة كل 6 ساعات، إضافة إلى تناول أقراص فيتامين سي، بمعدل قرص واحد يومياً، والفيتامينات التي تقوي المناعة بشكل عام».

وأكد الدكتور القادري لموقع (الحل نت) على ضرورة «الإكثار من السوائل والتعرض للشمس لفترات كافية، والراحة والنوم، وعدم إرهاق الجسم في حالة الإصابة».

ولفت إلى أنه «بما أن فيروس كورونا يصيب أيضا الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى فقدان الشهية وعسر الهضم، وسوء امتصاص للغذاء، يمكن اللجوء إلى خلطة بسيطة في المنزل، وهي اللبن والماء والفواكه والخضار».

وأوضح أن «اللبن يفتح الشهية ويزود الجسم بالشوارد المهمة، وعملية هضمه تستغرق نصف ساعة فقط، والخضروات والفواكه، التي تحتوي على فيتامين C ومضادات الأكسدة، كالحمضيات، وبذلك سنحصل على تغذية كاملة، وبتكلفة قليلة نوعاً ما».

يذكر أن عدد حالات الإصابة المعلنة بفيروس كورونا في مناطق السلطات السورية، بلغ 1927 إصابة، شفيت منها 445 حالة، وتوفيت 78، بحسب أرقام وزارة #الصحة في الحكومة السورية، حتى مساء 19 آب 2020.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.