في ظلِّ نقص المَعدّات الطبيّة.. “دير الزور” تدقّ ناقوس الخَطر لمواجهةِ “كورونا”

في ظلِّ نقص المَعدّات الطبيّة.. “دير الزور” تدقّ ناقوس الخَطر لمواجهةِ “كورونا”

يزدادُ الوضعُ سوءاً في محافظة #دير_الزور جراء انتشارٍ ملحوظ لفايروس #كورونا بالتزامن مع ازدياد تعنّت الجهات الحكومية، بعدم الإفصاح عن الأعداد الحقيقية للمصابين وعدم اتخاذها تدابير الوقاية اللازمة لمواجهة الوباء، مع ضعف الإمكانيات الطبية المتوفّرة وفقدان أجهزة التنفس الاصطناعي، ما يُنذر بكارثةٍ صحية تُهدّد المنطقة.

مصدرٌ طبي من داخل #مستشفى_الأسد في المدينة (فضّل عدم ذكر اسمه) أكد لـ (الحل نت) أن «الوضع الطبي والخدمي داخل المستشفى سيءٌ جداً، لعدم عزل المُصابين في الجناح المُخصص لهم، فهو لأصحاب الواسطات والمحسوبيات أو المتنفذين في الدولة، ومع ذلك؛ فإن تجهيزاته بدائية ولا تتناسب مع وضع مصاب “كورونا”، فلكل أربعة مرضى منفس واحد وهو غير كافٍ، خاصة أن المريض الواحد قد يحتاج الجهاز معظم الوقت لمساعدته في البقاء على قيد الحياة».

كما أن «إدارة المستشفى، لا تفصح عن أية معلومة حول المصابين وتعدادهم، في ظلِّ تخوّفٍ كبير للطاقم الطبي بانتقال العدوى إليهم أيضاً» يُضيف المصدر.

ويتابع حديثه قائلاً: «شَهِدت المستشفى خلال الأسابيع القليلة الماضية، وصول أكثر من 50 حالة، توفي منها 12 شخصاً، في ظلّ توافد مئات المراجعين بشكلٍ يومي لإجراء اختبار الكشف عن الفايروس، إلا أن مخابر المستشفى ترفض إجراء التحاليل اللازمة للمراجعين، بحجة عدم توفر كميات كافية من فحوصات “PCR”».

إجراءات مستشفى الأسد تلك، تدفع بالكثير منهم للتوجّه إلى المستشفيات الخاصة وتحمّل التكاليف المرتفعة التي قد تصل أحياناً إلى 300 ألف ليرة سورية.

وهو ما يعجزُ عنه غالبية الأشخاص، ليُترَكوا في مواجهة مصيرهم، أما من تثبت إصابته بالفايروس، فيكون مُجبراً على الإقامة في المستشفى التي تتقاضى 250- 300 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، بينما يلجأ آخرون إلى شراء اسطوانات أوكسجين بأسعارٍ مرتفعة لمعالجة ذويهم المريض في المنزل.

تُعدُّ “مستشفى الأسد” المستشفى العام الوحيد الذي يستقبل المرضى المدنيين في مدينة دير الزور والنواحي التابعة لها، لأن المستشفى العسكري مخصصة لعناصر الأمن والجيش والمليشيات المساندة له، وغير مسموح بدخول مرضى مدنيين إليها، كما أنها تحتوي على معدات وأجهزة وكوادر طبية  بشكلٍ كبير ، بعكس مستشفى الأسد التي تفتقر لكل ما سبق».

ناشطون من المحافظة، أشاروا في عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الوضع الكارثي في مناطقهم التي تنتشر فيها الميليشيات الإيرانية وتتغلغل فيها بشكلٍ كبير وتسيطر على أهم مدنها، خاصة #البوكمال الحدودية مع العراق.

حيث حمّلوا المسؤولية  للحكومة السورية التي أصرّت على عدم قطع الصلة والالتزام بالحجر الصحي مع العناصر الإيرانية، واستمرار إدخالهم عن طريق الحدود السورية- العراقية بعد انتشار فايروس “كورونا”  في إيران والعراق بشكل كبير، ما تسبب بانتشار الجائحة بين عناصر القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، والذين نقلوه بدورهم  لأهالي المنطقة، وسط تجاهلٍ كبير عن اتخاذ أيّ تدابير وقائية لحماية المدنيين وتجنيبهم مخاطر الإصابة.

“كورونا” بين عناصر القوات النظامية والمليشيات الموالية لها

“يوسف” وهو أحد العناصر المحلية في صفوف #لواء_القدس بمدينة ديرالزور، اكتفى بذكر اسمه الأول، أكد لـ (الحل نت) إصابة  سبعة  عناصر من اللواء أواخر تموز الفائت، نتيجة اختلاطهم بعناصر من #الحرس_الثوري الإيراني أثناء تواجدهم في حاجزٍ مشترك عند مدخل المدينة الغربي، ونُقِلوا إلى جناح الحجر الصحي داخل المستشفى العسكري، وسبقت الحادثة بأيامٍ قليلة؛ وفاة مساعد من اللواء نفسه نتيجة إصابته بالفايروس، بعد مخالطته عناصر من “الثوري” الإيراني في معسكرٍ لهم داخل المطار العسكري.

وعلى إثر ذلك، أصدرت قيادة اللواء قراراً بعدم الاختلاط مع العناصر الإيرانية والعراقية، تحت طائلة المعاقبة والاعتقال. بحسب “يوسف”.

مصدرٌ من مديرية الصحة في المحافظة، فضّل عدم ذكر اسمه لأسبابٍ أمنية، أوضح لـ (الحل نت) أن «المُعدّل الأكبر للإصابات في المحافظة، هو ضمن صفوف العناصر الإيرانية القادمة من المعابر البرية مع العراق، بسبب عدم إجراء الفحوص اللازمة».

مشيراً إلى أن «تلك المليشيات، تقوم بحجر عناصرها المصابين وعلاجهم داخل مستشفيات خاصة أنشأتها مسبقاً في مدينة البوكمال و#الميادين مثل مستشفى عائشة والزهراء وذو النورين وغيرها، ولا تعالج عناصرها المحليين في هذه المستشفيات».

المصدر ذاته، أكد أن «عدد الوفيات في محافظة ديرالزور وريفها، يتجاوز بكثير مما تذكره مصادر الحكومة، ولا تُعلن عنها بسبب ضغط السلطة وتهديداتها للعاملين في المجال الطبي بأشد العقوبات».

“كورونا” ينتشر ضمن مناطق سيطرة “قسد”

يقول الدكتور “مثنى العلي” لـ (الحل نت): إن «أعداد الإصابات والوفيات  بفايروس كورونا، قد ارتفعت منذ  بداية آب/أغسطس الحالي، ضمن قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي (خط الجزيرة) الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية #قسد، حيث بلغ عدد المصابين 27 شخصاً، بينما وصل عدد الوفيات إلى ثمانية أشخاص».

مؤكّداً أن (قسد) «شدّدت على تطبيق تدابير الحجر الصحي، بإغلاق المحال التجارية عند الساعة الثالثة ظهراً، دون الاكتراث لأماكن التجمعات البشرية في المنطقة أثناء الحظر الصحي،  فالمستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة، تشهد ازدحاماً كثيفاً بالمرضى، دون أن تتمكن هذه المراكز من تأمين احتياجاتهم وتقديم الفحوص اللازمة لهم».

وأشار “العلي” إلى «حالة الاستياء الكبيرة لدى الأهالي على ارتفاع أسعار الكمامات الطبية والقفازات وتحكّم التجار بأسعارها، حيث وصل سعر الكمامة إلى 1500 ليرة سورية، بينما تُباع في الصيدليات بسعر 2000 ليرة، تزامناً مع ازدياد الطلب عليها مع ارتفاع نسب الإصابة بفايروس كورونا في المنطقة».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.