تشهد تربية #المواشي في محافظة #الرقة شمال شرقي #سوريا، تراجعاً ملموساً، إذ تعد مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من الأهالي هناك.

وألحقت تداعيات جائحة ##كورونا، وهبوط #الليرة_السورية، إضافة إلى التهريب، وارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف، أضراراً مادية بالمربين، كما أجبر معظم الأهالي على الاستغناء عن استهلاك اللحوم لارتفاع أسعارها.

سعر رأس الغنم يتجاوز الـ 450 ألف ليرة

“ابراهيم الشيخ” تاجر مواشي من قرية العدنانية، قال لموقع (الحل نت) إن «أسعار المواشي شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفاعاً غير مسبوقاً في جميع المناطق الشمالية والشرقية لسوريا».

وتراوح سعر كيلو غرام لحم #الخروف في الرقة وأريافها، بين 10000 و12000 ليرة سورية، كما تجاوز سعر رأس الغنم 450 ألف ليرة سورية، والعجل 2 مليون ليرة، في حين يتراوح سعر #البقرة الحلوب بين 3 و 4 مليون ليرة، بحسب الشيخ.

وعن الضرر الذي سببه ارتفاع الأسعار على #التجار وحركة #السوق، أوضح الشيخ أن «الأسواق تشهد ركوداً غير مسبوق نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الأهالي على الشراء».

وأوضح أن «معظم الأهالي من ذوي الدخل المحدود ليس بمقدورهم دفع ثمن كيلو اللحوم الحمراء، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها المنطقة بسبب انهيار الليرة السورية مقابل #الدولار_الأمريكي».

وأشار إلى أن «تكلفة تربية المواشي كبيرة جداً، وكل يوم يمر بدون بيع رأس أو رأسين منها على الأقل يعد يوماً خاسراً بالنسبة للتاجر، إذ تحتاج المواشي إلى علف ومأوى، إضافة إلى مصاريف النقل، والأدوية البيطرية».

عجز الأهالي عن شراء اللحوم الحمراء

لم تقتصر آثار ارتفاع الأسعار على التجار، بل كان له أثر سلبي على أهالي المنطقة بشكل عام، بحسب “يامن حسين محمود”، من سكان المدينة، و تحدث لموقع (الحل نت) قائلاً إن «أسعار اللحوم الحمراء الخيالية جعلتنا نصبح نباتيين، لدي 5 أطفال ونحتاج في الشهر لأكثر من 2 كيلو غرام، أي ما يعادل مبلغ 20 ألف ليرة، ونظراً لشح فرص العمل يعد هذا المبلغ خيالياً، وهذا حال أغلب العوائل في المدينة باتوا عاجزين عن شراء اللحوم الحمراء، بسبب سوء أوضاعهم المادية».

ولفت إلى أن «هذا الارتفاع في أسعار اللحوم لم نشهده مسبقاً، فالأسعار كانت مناسبة جداً مقارنة بطبيعة المنطقة، وتوفر مقومات تربية المواشي، إذ كان سعر كيلو غرام اللحوم الحمراء لا يتجاوز 2500 ليرة قبل سنوات».

أسباب ارتفاع الأسعار

يقول “مراد السيد عمر”، مربي مواشي من المدينة، لموقع (الحل نت) إن «لارتفاع أسعار المواشي في مناطق #الإدارة_الذاتية، أسباب عدة أبرزها، تفشي فيروس كورونا، وما لحقه من تبعات حظر التجوال، وإغلاق الأسواق، ومنع التنقل بين المدن، وازداد الضغط على المربي والتاجر، إذ تحتاج إلى حبوب وعلف، ما يعني زيادة سعر البيع نظراً لارتفاع تكلفة التربية».

وتابع أن «انخفاض منسوب مياه نهر الفرات نتيجة لتخفيض #السلطات_التركية، كمية المياه المتدفقة إلى سوريا، أدى إلى تآكل المراعي إثر جفاف معظم قنوات الري، التي تقوم بإيصال المياه للقرى النائية، كما ساهمت الحرائق، التي التهمت محاصيل القمح والشعير، إلى ارتفاع أسعار العلف وبذلك ارتفاع الأسعار أيضاً» على حد قوله.

تهريب المواشي إلى مناطق الحكومة السورية

تكررت في الآونة الأخيرة، ظاهرة بيع المواشي، وتهريبها إلى مناطق سيطرة #الحكومة_السورية، ومنها إلى #العراق، بحسب “عزو المحمد”، تاجر مواشي من المنصورة.

وقال المحمد لموقع (الحل نت) إن «أسعار بيع رأس الماشية في العراق، تبلغ ضعفي ثمنه في المنطقة، ويضطر التجار لبيع الأغنام إلى الخارج بسبب السعر الجيد نسبياً، مقارنة بتكلفة التربية وركود حركة الأسواق، إذ تتم عملية نقل المواشي إلى الأراضي العراقية عبر تجار عراقيين في الرقة، يقومون بنقل المواشي بطرق غير شرعية إلى مناطق الحكومة السورية، التي تتكفل بوصولها إلى العراق عبر المليشيات الموالية لها مقابل مبالغ مادية».

وأصدرت، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في 16 كانون الأول من العام الحالي، قراراً يقضي بمنع تصدير الأغنام، وإخراجها من مناطق الإدارة حتى إشعار آخر، ولا يسري مضمون القرار على الأغنام الآتية من خارج مناطق الإدارة (ترانزيت).

إحصاءات عن الثروة الحيوانية

لا تتوفر إحصائيات دقيقة لأعداد الثروة الحيوانية في محافظة الرقة، نظراً لتوزع مناطق النفوذ بين قوات سوريا الديمقراطية #قسد، والحكومة السورية، والفصائل السورية المسلحة المدعومة من #الجيش_التركي.

وأشارت إحصاءات تابعة لوزارة الزراعة في الحكومة السورية، في أواخر عام 2017، إلى تراجع الإنتاج بنسبة 60% مما كان عليه في عام 2010، وتراجع أعداد رؤوس الأغنام في سوريا من 22 مليون رأس في عام 2011 إلى ما يقارب 12 مليون أواخر 2017، حيث تقلص عدد رؤوس الأغنام في محافظة الرقة بمقدار 900 ألف رأس بين 2010 و2018.

ويعتمد أهالي الرقة في معيشتهم بالدرجة الأولى على الزراعة، وعلى تربية المواشي بالدرجة الثانية، ومن أهمها الأغنام (العواس) والأبقار، وكذلك الخيول العربية الأصيلة على نطاق محدود، فيما تغيب تربية الإبل عن المنطقة منذ أربعينات القرن المنصرم، وتقتصر على عدة رؤوس يُربيها بعضٌ من وجهاء المحافظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.