عاد مسلسل استهداف الأرتال الأجنبية، على الطرق الخارجية في العراق، إلى ‏الواجهة من جديد، فلم تكتف الميلشيات يضرب المقرات التابعة للتحالف الدولي فحسب، ‏بل شهدت مدن جنوب العراق استهداف أرتال عسكرية اجنبية، وبينها أميركية، أكثر ‏من مرة، فيما تبقى الجهة الفاعلة مجهولة الهوية.‏

وعلى الرغم من أن تواجد الأرتال العسكرية له غطاء قانوني، إلا أن الميلشيات ‏العراقية الموالية لإيران تدعم هذه الاستهدافات، دون إعلانها رسمياً المسؤولية عنها.‏

 

إيران ورسائل الاستهداف

يرى الخبير الأمني “مؤيد الجحيشي” أن «عمليات الاستهداف، ‏التي تطال الأرتال الاجنبية في العراق، تقف خلفها جهات موالية لإيران، لتوصل ‏رسائل معينة للتحالف الدولي والحكومة العراقية».‏

ويضيف “الجحيشي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «المجاميع المسلحة، التي تستهدف ‏الأرتال الأجنبية، والأميركية على وجه التحديد، في العراق، هي فصائل شيعية ‏موالية لإيران، تعمل تحت راية #الحشد_الشعبي، وتتقاضى رواتبها من الدولة ‏العراقية».‏

ويضف أن «ما يؤكد انتماء هذه المجاميع المسلحة إلى “الحشد” هو الأسلحة التي ‏تمتلكها، وامكانية تنقّلها بين المناطق بسهولة، من خلال الهويات العسكرية التي ‏يحوزها عناصرها، والصادرة عن هيئة “الحشد الشعبي”».‏

ويبيّن “الجحيشي” أن «غاية الاستهدافات الضغط على الولايات المتحدة، لدفعها للحوار مع #إيران، ورفع العقوبات عنها»، لافتاً إلى أن «هذه المجاميع تدرك ‏جيداً أن أفعالها لن تؤثر على الوجود الامريكي في العراق، ولن تجبر القوات الأميركية على ‏الرضوخ لقرار #مجلس_النواب_العراقي، القاضي بخروجها من الأراضي العراقية. ولكنها ‏تبقى محاولة لإزعاج الأمريكيين، وإجبارهم على القبول بدعوات إعادة التفاوض بين #واشنطن وطهران».‏

ويشير “الجحيشي” إلى أن «الدولة العراقية لا تستطيع ردع هذه الجماعات المسلحة، لأن الميلشيات باتت أقوى من الدولة».‏

 

ثأراً لسليماني والمهندس

قيادي في “الحشد الشعبي” برر استهداف الأرتال التابعة لقوات #التحالف_الدولي والقوات الأميركية، بوصفه رداً على اغتيال #قاسم_سليماني، قائد #فيلق_القدس الإيراني، و”أبا مهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي”، بضربة جوية أميركية، بالقرب من مطار #بغداد الدولي، مطلع العام الجاري.

وقال القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن «أميركا بنظرنا دولة معادية، خاصة بعد قتل قادتنا في عملية المطار»، مضيفاً أن «عنهجية امريكا، هي من دفعت البعض الى استهداف أرتالها ‏العسكرية، وقصف قواعدها»، حسب تعبيره.

وأردف بالقول إنه «يعتقد أن استهداف الارتال العسكرية سيتكرر ويزداد في الأيام القادمة، لحين خروج القوات الأميركية من العراق».

وبيّن القيادي بـ”الحشد الشعبي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «هناك جهتان تستهدفان قوات التحالف الدولي، والأرتال العسكرية الأميركية في العراق: جهة غاضبة من أميركا بسبب جرائمها؛ وجهة أخرى تحاول خلط الاوراق، وليس لديها نوايا وطنية»، وفق قوله.

 

ضرورة استعادة القرار الأمني

“كاطع الركابي”، عضو “لجنة الأمن والدفاع” في مجلس النواب العراقي، يتحدث عن «رسالتين وراء الاستهداف الذي يطال الأرتال العسكرية الأجنبية في العراق».

ويقول “الركابي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إن «الجهة التي تستهدف الأرتال العسكرية الأجنبية تحاول خلط الأوراق لإرسال رسالتين: الأولى إلى #الحكومة_العراقية، لتذكيرها بقرار مجلس النواب العراقي، القاضي بإخراج القوات الاجنبية من العراق، وعدم التهاون بهذا الأمر؛ أما الرسالة الثانية فموجهة إلى الخارج، مفادها: “أنتم قوة غير مرغوب بها في العراق، وعليكم الخروج بأسرع وقت ممكن”».

وحمّل عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية «وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين مسؤولية هذه الخروقات، لعدم توفيرهما الحماية الكاملة للأرتال العسكرية الأجنبية»، مطالباً الحكومة العراقية بأن تكون «أكثر حذراً، لمواجهة هذه الاستهدافات، التي تزايدت في الآونة الاخيرة».

من جهته يقول نائب في #البرلمان_العراقي، رفض الكشف عن اسمه، إن «المليشيات تسيطر على القرار الأمني للدولة، ولا تستطيع أي قوة أمنية عراقية مواجهتها، بسبب الدعم السياسي الكبير الذي تتلقاه».

ويضيف النائب العراقي، في حديثه لموقع “الحل نت”، إن «رئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي يحاول استعادة القرار الأمني من المليشيات الموالية لإيران، لكنه يصطدم بالضغوطات السياسية، التي تدعم هذه المليشيات».

ويشير إلى أنه «من دون استعادة القرار الأمني من هذه المليشيات سيبقى وضع البلاد مرهوناً بيد إيران، ما يؤثر بشكل كبير على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والثقافي للبلاد».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة