تَزدادُ رُقعةُ المُظاهرات في جميعِ أنحاءِ #إقليم_كردستان المُتمتّع بُحكمٍ ذاتي. ولا شك بأنَّ الدوافع الاقتصادية، تقفُ بشكلٍ أساسي وراء تلك الاحتجاجات، لكن هناك كذلك ارتيابٌ عميق في الأحزاب السياسية ودورها فيما وصلت إليه الأحوال.

ففي الوقت الذي حاول فيه البقاء بعيداً عن نار الانتفاضة التي تؤجج الجنوب الشيعي منذ أشهر، فإن الإقليم الكُردي، قد تأثّر بدوره وبات مسرحاً للاحتجاجات.

وقد اندلعت المظاهرات الواحدة تلو الأخرى في كل من #أربيل، العاصمة، و#دهوك في الشمال، وكذلك في #السليمانية و#حلبجة في الجنوب، تلتها الاعتقالات في كل مكان.

ونجد من بين هؤلاء المحتجين، في الجنوب من هذه المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي في #العراق، موظفون غاضبون من عدم حصولهم على رواتبهم، وكذلك في الشمال من معارضي التدخل العسكري التركي العنيف منذ شهر حزيران الماضي، بحجة تقويض القواعد الخلفية لـ #حزب_العمال_الكردستاني.

وتحاولُ سلطات الإقليم، كبح جماح الاحتجاجات من خلال حظر التجمعات وقطع الإنترنت وحتى “ممارسة الضغط” على الصحفيين، وهو ما تستنكره المنظمة غير الحكومية مراسلون بلا حدود.

وهذه كلها، علاماتٌ على الأزمة العميقة التي يجد الإقليم نفسه غارقاً فيها. فقد استُنزِف مالياً بسبب عدة سنوات من القتال ضد تنظيم #داعش، وجاء قرار الحكومة المركزية في #بغداد بتعليق مدفوعاتها منذ شهر نيسان الماضي، ليزيد الطين بلّة.

فبموجب قانون المالية العراقي، يتلقى إقليم كردستان من حيث المبدأ 12٪ من الموازنة الفيدرالية، لكن في المقابل يجب على الإقليم أن يزوّد بغداد بـ 250 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

وبما أن هذا الالتزام لم يتم الوفاء به منذ شهور، فإن الحكومة المركزية في بغداد، والتي واجهت انهيار أسعار النفط وتزايد الاحتجاجات الاجتماعية، انتهى بها الأمر بقطع التمويل عن حكومة الإقليم، مما سرّع في الأزمة.

ثورةٌ بيضاء 

 «بعض المطالبات مشروعة ومُحقّة، لكن ما لا نقبل به هو أن التظاهرات السلمية يختطفها الجيل الجديد (حزب المعارضة) أو حزب العمال الكردستاني»، يقول محذراً “سفين محسن دزيي”، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق.

حيث يستنكر “دزيي” «دعوات للعنف أو ثورة بيضاء في بعض وسائل الإعلام». ومن وجهة نظره، فإن المسؤول الرئيسي عما آلت إليه الأمور في الإقليم هو #الحكومة_العراقية، التي يشتبه في وجود «دوافع سياسية خفية لديها».

«نأمل أن يتم التوصل لاتفاق بحلول نهاية العام، كما تم بحثه في #واشنطن مع رئيس الوزراء #مصطفى_الكاظمي. لا ينبغي أن تكون توقعاتنا عالية جداً، لكننا نريد تحقيقها إلى حد كبير»، يتابع “دزيي” موضحاً.

من جانبه، يعتقد “عادل بكوان”، مدير مركز علوم الاجتماع في العراق ومدير قسم الأبحاث في معهد البحوث والدراسات المتوسطية والشرق أوسطية، أنه «من الخطأ حصر التوترات الحالية بجانبها الاقتصادي».

ويرى “بكوان” أنه «بالرغم من الفجوة الثقافية واللغوية التي تفصل بينهم، فإن هناك عدة نقاط مشتركة بين المتظاهرين الشباب الشيعة والأكراد. وتتمثل بغياب الفكر والبرنامج ورفض الفساد والظلم الاجتماعي، وفوق كل ذلك انعدام ثقة كبير في القادة السياسيين».

ويختتم “بكوان” حديثه قائلاً: «أولى الاحتجاجات في إقليم كردستان، اندلعت عام 2011، عندما كان الاقتصاد في ذروته. والذين نراهم في الشوارع اليوم، هم شباب من مواليد عام 2003 تقريباً، ولم يعرفوا #صدام_حسين أو الحظر أو الحرب بين إقليم كردستان وبغداد. إن لديهم رغبات وأحلام أخرى لا يفهمها جيل السلطة».

 

المصدر: (La Croix)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.