جامعة “روج آفا” في القامشلي: تعليم اختصاصي أم فرض لتوجهات أيديولوجية؟

جامعة “روج آفا” في القامشلي: تعليم اختصاصي أم فرض لتوجهات أيديولوجية؟

افتتحت #الإدارة_الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سويا جامعة “روج آفا” لتمكين طلاب المنطقة من مواصلة تعليمهم، بعد توقف كثيرين عن الدراسة في الجامعات السورية التقليدية لأسباب متعددة. إلا أن البعض يرى أن الجامعة ليست بمستوى الآمال التي كانت معقودة عليها، في حين تواجه إدارتها جائحة #كورونا بصعوبة، وسط ضعف الإمكانات.

بعد انطلاق #الاحتجاجات_السورية، انقطع كثير من الشبان والشابات عن الدراسة، لأسباب تتعلق بالخدمة الإلزامية لدى #القوات_النظامية، والخوف من الجماعات المتشددة التي انتشرت في البلاد. ولذلك افتتحت الإدارة الذاتية مدارس خاصة بها، وقامت عام 2016 بافتتاح جامعة في مدينة #القامشلي، تحت اسم جامعة “روج آفا”، في إطار مشروع تعليمي متكامل.

 

نبذة عن الجامعة

تخرّجت من الجامعة، حتى الآن، دفعة واحدة من الطلاب، ويدرس فيها حالياً 1237 طالباً وطالبة، ويتوفر فيها عدة أقسام وكليات: التاريخ، الجغرافيا، الأدب، معلم الصف، الفيزياء، الكيمياء، البتروكيمياء، الجينالوجيا (البحث في أصول المفاهيم)، الرياضيات، اللغات والعلوم الاجتماعية، الهندسة، الهندسة الزراعية، الفنون الجميلة، العمارة، كلية الطب (يدرّس فيها أطباء متخرجين من جامعة دمشق). كما أن هناك معهداً مالياً، ومعهد الميكاترونيك، ومعهد ترجمة (انكليزي عربي، وانكليزي كردي).

يقول “آرام حسن”، نائب الرئاسة المشتركة في جامعة “روج آفا”، إن إدارة الجامعة بصدد مناقشة «افتتاح أقسام جديدة العام المقبل، مثل الحقوق والعلوم الدينية والإعلام والأدب العربي».

وأكد “حسن”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «نظام الجامعة لا يعتمد على الامتحانات فقط، بل ينتهج نظام التقييم أيضاً». وأضاف: «جامعتنا تهدف لبناء نظام ديمقراطي خلّاق، فالمدرس يتابع وضع الطلبة يومياً ويقيّمهم، ويوجههم لاتباع الأساليب الخلاقة، التي تجعل العملية التعليمية طريقاً لتحقيق المزيد من التقدم»، حسب تعبيره.

وعن كلية “الجينالوجيا”، التي استحدثتها الإدارة الذاتية، قال “حسن”: «يتم تدريسها في جامعتنا منذ سنتين، وتهدف للتوصل للمعنى الحقيقي للمفاهيم، وإعادة التعريف بالمرأة، وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على أساس المساواة والحرية».

وأشار “حسن”، إلى أن «إدارة الجامعة تحاول استقطاب المدرسين الأكفاء، ولكن في بعض الأقسام قد يصعب توفير مدرسين ذوي شهادات عليا. بشكل عام يعمل في الجامعة حاملو شهادات الدكتوراه والماجستير، من أصحاب الخبرة الكافية في مجالات اختصاصهم».

وأكد “آرام حسن” أنه «تم التواصل مع جامعة بارما الإيطالية، وعقدنا اتفاقاً للتنسيق والتبادل معها».

 

انتقادات تعليمية وسياسية

إلا أن الصحفي الكردي المستقل “شفان إبراهيم” يرى أن «الإكثار من افتتاح الكليات يضرّ بالجامعة»، وأضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «افتتاح كل هذه الكليات غير مفيد، في ظل عدم تواجد كادر جيد ومتمرّس. العبرة ليست في عدد الكليات، يجب أن يكون هناك عدد كاف من الأساتذة وحملة شهادة الماستر في الجامعة، وهي تفتقر لهذا».

وأردف “إبراهيم” أن «إدارة الجامعة اعتمدت على مناهج #الحكومة_السورية في بعض الأقسام، وهذا أمر مقبول، لكن هناك كليات تفتقد للقيمة المعنوية والمعرفية مثل “الجينالوجيا”».

وانتقد “شفان إبراهيم” عدم إجراء الامتحانات في الأعوام الماضية، «نظام التقييم وحده لا يكفي، يجب أن يكون هناك امتحانات». وأشار إلى أن «الجامعة مرتبطة سياسياً وأيديولوجياً بالإدارة الذاتية، ولذلك فلن تكون مستقرة أبداً، فزوال الإدارة، لأي سبب كان، سيعني زوال الجامعة أيضاً. يجب أن يكون هناك توافق على إدارة الجامعة، وتأمين استقلاليتها عن التقلبات السياسية»، حسب قوله.

 

حالتا كورونا في الجامعة

في سياق آخر، قالت “روهان مصطفى”، الرئيسة المشتركة للجامعة، إن «السكن الجامعي في مدينة القامشلي شهد حالتي “كورونا” بين الطلاب».

وأردفت، في حديثها لموقع «الحل نت»: «دفعنا هذا لإعطاء الدروس عبر الانترنت. كان لا بد من اتخاذ اجراءات، لكن الجائحة أثرت على العملية التعليمية كثيراً، عزلنا إحدى مباني السكن الجامعي، بعد اكتشاف وجود حالتي كورونا بين الطلاب، واضطررنا لوضع الطلاب في الحجر لمدة أربعة عشر يوماً، وبعد امتثال الحالتين للشفاء أنهينا الحجر، الآن تأكدنا من سلامة جميع الطلاب، بعد إجراء الفحوصات لهم».

 

رأي الطلاب

“نوري ايسو”، طالب في قسم الكيمياء بجامعة “روج آفا”، قال لموقع «الحل نت»: «درست في هذه الجامعة، لأن الدراسة باللغة الكردية كانت حلماً لنا، لم أدرس في جامعات الحكومة السورية، لأنها كانت تنكر لغتنا، سأعمل ضمن اختصاصي إذا تخرجت. أضع في بالي أن أصبح مدرساً لمادة الكيمياء في مدارس الإدارة الذاتية».

من جهتها تقول “روزير سلمان”، وهي طالبة في كلية الطب البشري، إن «مدة الدارسة في كلية الطب ست سنوات، وبعد سنتين من الدارسة أستطيع الآن مزاولة مهنة التمريض. نقوم بتجارب عملية، وكادرنا التدريسي أطباء يأتون من #دمشق ومناطق الإدارة الذاتية، كما يتم التنسيق مع أطباء في الخارج لإعطاء الدروس عبر الانترنت، وعددنا القليل البالغ مئة وأربعين طالبة وطالباً يساعدنا في فهم المعلومات بشكل جيد».

وتستدرك “سلمان” بالقول إن «الكلية تفتقر لأدوات التشريح، والمواد الحافظة للجثث». وأضافت: «في جامعة #عفرين، التي توقفت دراستنا فيها بعد الاحتلال التركي، كان لدينا جميع الأدوات، وأجرينا عمليات تشريح لست جثث، لكن الأدوات هنا مفقودة، ولا أعرف السبب».

“روهيف بكر”، التي تركت الدراسة في جامعة “روج آفا”، قالت لموقع «الحل نت» إنها «لم تتأقلم مع الدراسة في الجامعة ولذلك تركتها وتوجهت إلى #حلب للدراسة في جامعتها». وأضافت: «كان هناك بعد إقليمي ومحلي في الجامعة لم أستطع التأقلم معه، كما أن هجوم #تركيا على #رأس_العين أثّر على تواجدي في المنطقة. هنا في حلب بدأت الدراسة في الجامعة الحكومية، ولا أريد أن أشتت نفسي بين جامعتين وأسلوبين تعليميين مختلفين».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.