بعد خسائر فادحة بالأرواح والعتاد: إيران تغيّر مواقعها في دير الزور هرباً من الاستهدافات الجوية

بعد خسائر فادحة بالأرواح والعتاد: إيران تغيّر مواقعها في دير الزور هرباً من الاستهدافات الجوية

بات تغيير مواقع المقرّات ومستودعات الأسلحة التابعة لميلشيات #إيران، المنتشرة في عموم محافظة #دير_الزور، سياسة أمنية تعتمدها المليشيات بشكل مستمر ومتجدد، لتجنب الاستهدافات الجوية المتكررة، التي تُكبّدها في كل مرة خسائر فادحة بالأرواح والعتاد  والسلاح.

وعلم موقع «الحل نت»، من مصادر خاصة في المحافظة، أن هذه الميليشيات «اتخذت خلال الشهريين الماضيين تدابير أمنية جديدة، تمثلت بنقل وتغير أماكن مستودعات الأسلحة والذخائر من مكان لآخر في مدينة #البوكمال ونواحيها، تخوّفاً من استهدافات جوية جديده لها، بعد أن تكبّدت خلال شهر أيار/مايو الفائت خسائر فادحة بالأرواح والسلاح والذخائر، عبر ضربات جوية لم تتبنها أية جهة، قُتل خلالها ما لا يقل عن ثمانين عنصراً من الميليشيات الإيرانية والعناصر الموالية لها، غالبيتهم من الجنسية العراقية والأفغانية».

 

الشك بالعناصر المحليين

“عمر”، اسم مستعار لعنصر محلي في صفوف #الحرس_الثوري الإيراني،  تحدث لموقع «الحل نت» عن بعض التغيرات التي أجرتها تلك المليشيات، قائلاً إن «”الثوري” الإيراني، استولى على ثلاثة عشر منزلاً في منطقة “الحمدان” بالبوكمال، بحجة تواجد أصحابها في مناطق معارضة للحكومة السورية، وحوّلها لقواعد عسكرية جديدة له، دون وضع أي راية أو شارة  تدّل عليها، وقد تم تجهيزها  بدعم وإشراف من منظمتي “مرحبا جهاد” و”الحسين” الإيرانيتين العاملتين في المنطقة. ونقل مستودع ذخيرة له من حي “الكورنيش” إلى مرآب السيارات في المدينة، والذي تستخدمه كافة المليشيات الإيرانية في المنطقة لصيانة آلياتها ومركباتها».

وأشار المصدر إلى أن «مليشيا #النجباء الإيرانية، نقلت أيضاً مستودع ذخيرة لها من حي “الجميعات” داخل المدينة، إلى بلدة #الصالحية بريفها، كما قام #حزب_الله اللبناني بنقل مقره الرئيسي من حي “الجمعيات”، والذي كان يضم ستين عنصراً بعتادهم الكامل، إلى مقر جديد داخل حي “الكتف” وسط منازل المدنيين، بهدف التمويه وتضليل الطيران»، على حد وصفه.

«ونقلت كذلك مليشيا #فاطميون مقرها الرئيسي، ومستودع سلاح لها، من شارع “الكورنيش” إلى نقطة أمنية على ضفاف نهر الفرات، من جهة قرية #الباغوز، كما قامت مليشا #زينبيون أيضاً بنقل مقرها من حي “الوسط” إلى داخل السوق المقبي في البوكمال»، وفقاً للمصدر ذاته.

وواصل المصدر حديثه بالقول: «المليشيات الإيرانية، على العموم، بدأت بتنفيذ بعض الإجراءات الأمنية ضد العناصر المحليين بصفوفها، ومنها منع دخولهم إلى المربع الأمني في الحزام الأخضر، وبعض الأحياء مثل “الجمعيات” و”الهجانة” و”الكتف”، لأن كثافة الاستهدافات الأخيرة ونوعيتها تشير إلى وجود اختراق أمني، وتتهم المليشيات العناصر المحليين بالتواطؤ مع جهات معادية لها».

 

تخوّف من خلايا داعش

وقال “حسين”، اسم مستعار لناشط من مدينة البوكمال، فضّل عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته الشخصية، إن «مليشيا #الحشد_الشعبي العراقية، المتواجدة في قاعدة حقل “الورد” النفطي في محيط البوكمال، قلّصت عدد عناصرها، واعتمدت على إنشاء محارس لها، ضمن حُفَر على شكل متاريس، تغطيها بسواتر مموهة لعدم كشفها من قبل الطيران، كما قامت بنقل مستودع ذخيرة لها من داخل القاعدة إلى مجمع “المقار العسكرية” في منطقة “الجلاء”».

وأضاف المصدر، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الثوري” الإيراني قام بنقل العناصر السوريين المتواجدين في قاعدة “T2” أو “الكم”، والتي تقع في البادية المقابلة لمدينة البوكمال، وهي الأقرب للقواعد الأميركية، وجعل تواجده في القاعدة مقتصراً على عناصره وعناصر من “حزب الله” اللبناني فقط، وسبب ذلك، وفقاً لشهادات بعض العناصرالمحلية، تخوّف قادة المليشيات  من تسلل خلايا تنظيم #داعش النشطة في المنطقة، وسيطرتها على القاعدةK بالتعاون مع بعض العناصر السورين، فالمليشيات الإيرانية، تتبع نهج التنظيم  في التعامل مع أنصاره سابقاً، أي عدم الثقة بهم مطلقاً» وفق تعبيره.

 

الميادين ضمن سياسة النقل والتغيير

وأكد (م.س)، أحد العناصر المقربين من “الثوري” الإيراني في مدينة #الميادين، فضّل عدم ذكر اسمه، أن «قيادة ” الثوري” الإيراني، والميليشيات التابعة له في المدينة، عملت مؤخراً على إنشاء قواعد عسكرية جديدة في قلعة “الرحبة”، بعد الاستيلاء على المنطقة، لكثرة الإستهدافات الجوية التي طالت نقاط الحراسة التابعة لها في مزارع الزيتون القريبة من القلعة و المكشوفة للطيران».

وأضاف أن «تجهيز المقرّات العسكرية الجديدة داخل القلعة يجري بدعم وإشراف من منظمة “الجهاد والبناء” الإيرانية».

وأوضح المصدر أن «مليشيا “الثوري” الإيراني نقلت مستودعات ذخيرة لها من داخل مدينة الميادين إلى سراديب توجد تحت القلعة ذاتها».

كما قامت «بنقل ثلاثة مقرات لها من شارع “الأربعين” داخل مدينة الميادين إلى قرية “الفاطسة” المحاذية لها. وتقوم بكافة عمليات النقل في ساعات متأخرة من الليل، أثناء انقطاع التيار الكهربائي، لعدم كشف تحركاتها»، وفقاً لقوله.

وذكر “المرصد السوري  لحقوق الإنسان” أن «الضربات الجوية  التي استهدفت الميلشيات الإيرانية، والعناصر الموالية لها في أيار/مايو الفائت، في منطقة “الهري” بريف البوكمال شرقي دير الزور، تسببت بخسائر بشرية ومادية فادحة، حيث قتل ما لا يقل عن واحد وثلاثين عنصراً من الميليشيات الموالية لإيران».

وأضاف أن «الضربات دمرت خمسة مواقع ومستودعات للصواريخ والذخيرة في المنطقة ومناطق أخرى بمحيط المدينة»، مشيراً إلى أن «غالبية الجرحى حالتهم حرجة ما يرجّح زيادة عدد القتلى، دون معرفة الجهة التي يتبع لها الطيران المغير».

كما تحدث المرصد الحقوقي أيضاً عن «خسائر  فادحة  بالعناصر جراء الضربات ذاتها، والتي استهدفت مواقع وآليات ومستودعات ذخيرة وسلاحاً للميليشيات في محيط مدينة الميادين، والبادية القريبة من “عين علي”، والتي تتخذها عموم المليشيات الإيرانية مزاراً دينياً لها في المنطقة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة