وسط تبادل الاتهامات بين تركيا والإدارة الذاتية: من يتحمل مسؤولية قطع المياه عن الحسكة؟

وسط تبادل الاتهامات بين تركيا والإدارة الذاتية: من يتحمل مسؤولية قطع المياه عن الحسكة؟

تشهد مدينة #الحسكة شمال شرقي سوريا انقطاعاً للمياه، منذ بداية آب/أغسطس الماضي. ووسط الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع، #الإدارة_الذاتية الديمقراطية من جهة، وتركيا والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، يعاني مليون شخص من صعوبات كبيرة في تأمين مياه الشرب، ما ساهم في ازدياد تفشي فيروس #كورونا.

وقد بدأت معاناة أهالي محافظة الحسكة بعد عملية “نبع السلام”، التي انتهت بسيطرة #تركيا على #تل_أبيض ورأس العين ومحطة “علوك”، التي تضخ المياه إلى مدينة الحسكة. من جهتها قامت الإدارة الذاتية بإنشاء محطة مياه جديدة، تغطي جزءاً فقط من احتياجات المدينة.

 

لماذا لا تصل المياه من “علوك”؟

“سوزدار أحمد”، الرئيسة المشتركة لمديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية في الحسكة، قالت إن «مياه #محطة_علوك لم تصل، حتى هذه اللحظة، إلى الحسكة». وأضافت في حديثها لموقع «الحل نت»: «قالوا إنه تم تشغيل المحطة، لكن لا يوجد وارد، من الممكن إن المسيطرين على المحطة قد شغلوها بطاقة متدنية».

وعن حجة قطع الكهرباء عن المحطة أكدت “أحمد”: «للمحطة مولدات خاصة، يتم تشغيلها في حال انقطعت الكهرباء، ولا أعلم ماذا حلّ بالمولدات».

من جهته قال “مضر حماد الأسعد”، رئيس “الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة”، المقرّبة من تركيا، إن «الفصائل المعارضة لم تجد مولدات عندما سيطرت على محطة “علوك”»، وأضاف: «قوات سوريا الديمقراطية سرقت المولدات».

وأردف “الأسعد”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «السبب الرئيسي والوحيد لتوقف محطة “علوك” عن ضخ المياه هو قطع التيار الكهربائي عنها. ومَنَ قطع الكهرباء هو #قوات_سوريا_الديمقراطية، المسيطرة على محطة كهرباء سد “تشرين” على نهر الفرات، وكذلك على المحطة الحرارية في “السويدية”»، حسب قوله.

 

من المسؤول عن كهرباء المحطة؟

لكنّ “آهين سويد”، الرئيسة المشتركة لمكتب الطاقة والاتصالات في الإدارة الذاتية، أكدت لموقع «الحل نت» أن «الإدارة أوصلت الكهرباء، في الثاني والعشرين من آب/أغسطس، إلى محطة “علوك”، بقدرة 180 أمبير. ورغم ذلك لا تزال المياه مقطوعة عن الحسكة».

وأضافت: «محطة “علوك” كانت تُغذى بالكهرباء من المحطة الكهربائية في بلدة “مبروكة”، وبعد احتلال تركيا للبلدة تمت سرقة المحطة الكهربائية فيها وتخريبها، ما أدى لانقطاع المياه عن الحسكة. بعدها تم التنسيق بيننا وبين الجانب التركي، وصارت محطة “علوك” تُزوّد بالكهرباء من محطة “السويدية” الكهربائية في بلدة “الدرباسية”».

وأكدت سويد أن «المياه تُقطع عن الحسكة للمرة الثامنة، منذ احتلال تركيا لرأس العين».

“مضر حماد الأسعد” يردّ على ذلك بالقول إن «محطة “علوك” بحاجة لـ 400 فولت للتشغيل، ولكن الإدارة الذاتية ترسل 324 فولتاً فقط، وهذا يقلّل من قوة المحطة».

 

هل قطعت تركيا مياه الفرات؟

تتهم الإدارة الذاتية تركيا بقطع مياه نهر الفرات، مما أثّر على قدرة السدود المنتجة للكهرباء، وفي هذا السياق تقول “آهين سويد”: «رغم قطع تركيا لمياه نهر الفرات، إلا أننا كنا نزوّد محطة “علوك” بالكهرباء، فهذا من أولوياتنا، علماً أن #القامشلي والحسكة كانتا تبقيان دون كهرباء لفترات طويلة».

في حين يقول “مضر الأسعد”: «بالنسبة لنهر الفرات، لم تنقص كمية المياه المرسلة إلى سوريا، المُتفق عليها دولياً. والإدعاءات، حول قيام تركيا بقطع مياه النهر، ما هي إلا دعاية من بعض الوسائل الإعلامية».

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تبيّن جفاف نهر الفرات في بعض المناطق، مثل مدينة #منبج.

 

ماذا عن محطة الحمة الجديدة؟

وعن محطة “الحمة”، التي أنشأتها الإدارة الذاتية بديلاً مؤقتاً عن “علوك”، قالت “سوزدار أحمد” إن «المحطة تغطي 30% فقط من احتياجات مدينة الحسكة». وأردفت: «هذه المحطة طارئة، ومياهها صالحة للشرب بعد التجريب، وتغطي جانباً محدوداً من احتياجات المدينة، إلى حين الانتهاء من المشاريع الاستراتيجية الأخرى، فهذه المحطة صغيرة بالمقارنة بمحطة “علوك”، وهي عبارة عن آبار صغيرة بغزارة ضعيفة».

وأشارت “أحمد” إلى أن مديرية مياه الحسكة «تساعد الأهالي عن طريق توزيع المياه، دون مقابل، عبر الصهاريج».

بينما يقول “مضر الأسعد” إن «مياه “الحمة” غير صالحة للشرب، وقد تنفع للتنظيف فقط، ولكن الإدارة الذاتية تسعى لتلقي مساعدات مالية من المجتمع الدولي، بحجة دعم مشاريعها لتأمين مصادر بديلة لمياه الشرب في الحسكة».

للتأكد من هذا الإدعاء تواصلنا من مع المواطن “هوكر نجار”، الذي وصلت المياه إلى منزله في الحسكة من محطة “الحمة”، وقال لموقع «الحل نت»: «مياه المحطة صالحة للشرب، وأنا شربتها». وأردف قائلاً: «عانينا كثيراً من قطع تركيا وفصائلها للمياه عنا، فهذه المرة الثامنة التي تُقطع فيها. أحيانا نضطر لشراء برميل من المياه بسبعة آلاف ليرة، من صهاريج خاصة غير تابعة للإدارة الذاتية».

 

هل تسبب قطع المياه بازدياد تفشي كورونا؟

“سهام ملا علي”، الناطقة باسم لجنة الصحة في الحسكة، قالت إن «عدد إصابات “كورونا” في الحسكة كانت خمس عشرة حالة قبل قطع المياه، وارتفعت الآن إلى مئة وثمان حالات، بينها ثلاث عشرة حالة وفاة، والعدد مرشح للازدياد. المياه أساسية جداً في إجراءات النظافة الضرورية للوقاية من “كورونا”». وأبدت “ملا علي”، في حديثها لموقع «الحل نت»، تخوّفها من انفجار «عدد الإصابات بـ”كورونا”، في حال استمرت المياه بالانقطاع».

وأشارت “ملا علي” إلى أن «المياه، التي يشتريها الأهالي من الصهاريج، تسبب التسمم وحالات الإسهال أحياناً». مؤكدةً أن «مشفى الحسكة وحده استقبل أربعاً وستين حالة تسمم منذ قطع المياه، ناهيك عن الحالات التي استقبلتها العيادات والمستوصفات الأخرى».

الأمر نفسه أكدّه المواطن “مالك أحمد”، الذي قال لموقع «الحل نت» إنه «أصيب بالتسمم بعد شربه مياه الصهاريج». وأضاف: «لا أعلم من أين أتى الصهريج بالمياه، والجهة التي يتبع لها، ولكنني اضطررت للذهاب إلى المشفى بعد استهلاكي للمياه التي اشتريتها منه».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.