أفاد مسؤولٌ كردستاني كبير ، بأن محادثات رئيس #إقليم_كردستان مع #أنقرة كانت “جيدة جداً” وأن الوفد عاد وبرفقته طفلين إيزيديين على متن طائرتهم.

فقد اجتمع بالأمس رئيس إقليم كردستان العراق #نيجرفان_بارزاني مع الرئيس التركي #رجب_طيب_أردوغان في لقاء دام أكثر من ساعة، وكان من ضمن جدول أعمال اللقاء، إطلاعه على زيارة الرئيس الفرنسي #إيمانويل_ماكرون هذا الأسبوع إلى #بغداد.

وقال “فلاح مصطفى” مسؤول كبير في حكومة إقليم كردستان والذي كان مشاركاً في المحادثات: «إن الأمور كانت جيدة جداً»، ولم يسهب في مزيداً من التفاصيل.

كما أفادت قناة (كردستان 24 ) الإخبارية المحلية، بعودة “برزاني” من أنقرة برفقة طفلين إيزيديين، طفلة في العاشرة وطفلٌ في الحادية عشر عاماً، كانا قد اختطفهما تنظيم #داعش قبل ستة أعوام عندما هاجم منطقة #سنجار معقل الإيزيديين في شمالي العراق.

إلا أن والدا الطفلين وأشقائهم الثلاثة وشقيقتهم، لا يزالون في عداد المفقودين. وتم مؤخراً تعقب العديد من النساء المستعبدات من قبل التنظيم وإنقاذهن في تركيا، كما حدث في الشهر الماضي. وفي بيان لها شكرت حكومة الإقليم تركيا لمساعدتها على إنقاذ الأطفال، إلا أنها لم تتطرق للسبيل الذي أنهى بهم المطاف هناك.

ويُعرف عن “بارزاني” إنفاقه مبالغ طائلة في سبيل إعادة شراء حرية العديد من النسوة والأطفال الإيزيديين. وبحسب الإيزيدية #نادية_مراد، الحائزة على جائزة #نوبل للسلام، فإنه لا يزال هناك نحو ألفي امرأة وطفل إيزيدي مختطفين لدى التنظيم.

وكان “بارزاني” قد التقى ماكرون يوم الأربعاء الماضي في بغداد. كذلك التقى برئيس الوزراء العراقي الجديد #مصطفى_الكاظمي، حيث أعرب الأخير والذي كان رئيساً للمخابرات سابقاً عن استياءه الشديد من الغارات الجوية المستمرة التي تشنها تركيا ضد مقاتلي #حزب_العمال_الكردستاني داخل الأراضي العراقية.

وقد أسفرت تلك الغارات عن مقتل ضابطين عراقيين رفيعي المستوى على الحدود التركية العراقية الشهر الماضي. كما أن “الكاظمي” يسعى لدى الدول العربية لدعم ما وصفته الخارجية العراقية بالـ «موقف موحد لإجبار تركيا على سحب قواتها التي تسللت إلى العراق».

وقد أودت الغارات أيضاً بحياة العديد من المدنيين ما أدى لإثارة غضبٍ واسع النطاق بين أكراد العراق. الأمر الذي أدى تباعاً إلى زيادة الضغط على القادة الأكراد العراقيين لمنع الهجمات التركية التي يقولون حيالها أن لا حول لهم ولا قوة.

وكان “الكاظمي” قد أثار قضية الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية خلال محادثاته مع الرئيس #دونالد_ترامب التي أجراها في #واشنطن في العشرين من شهر آب المنصرم، وكذلك مع “ماكرون”، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة على تلك المحادثات للمونيتور.

من جانبه، أعرب “عباس كاظم” مدير مبادرة العراق في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث يتخذ من واشنطن مقراً له، للمونيتور عن أسفه من التوترات المتصاعدة بين العراق وتركيا.

مشيراً إلى وجود مصالح مشتركة مهمة بين البلدين. ويقول: «إن أفضل طريقة لحل الخلافات بينهم، هي من خلال التفاوض مع التفهّم بأنه إذا لم ينجحوا في تحقيق ذلك، فإن العراق سوف يلجأ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وللكيانات الدولية الأخرى».

ويتابع كاظم قائلاً: «يمكن القيام بكل هذا بدون تعكير صفو العلاقات الاقتصادية. ويمكن استخدام قوة الورقة الاقتصادية كملاذ أخير في حال فشلت المحاولة الأولى».

حيث تُعد العراق رابع أكبر سوق للصادرات التركية. ولدى بغداد بطاقة حرجة أخرى ضد تركيا، حيث تطالب من خلال محكمة تحكيم دولية بتعويض يبلغ حوالي 25 مليار دولار من أنقرة للسماح لأكراد العراق بتصدير نفطهم بشكل مستقل عن الحكومة المركزية في العراق من خلال أنابيب نفط أنشأت لهذا الغرض.

وتمتد هذه الأنابيب من حقول النفط في كردستان العراق إلى #ميناء_جيهان التركي الواقع جنوب #البحر_المتوسط. ومن المحتمل أن تحكم المحكمة لصالح بغداد. وقد أرجأت المحكمة قرارها بناءاً على طلب العراق التي استجابت لطلب أنقرة بمنحها مزيداً من الوقت.

ومن غير الواضح ما إذا كانت زيارة “بارزاني” إلى أنقرة مخطط لها من قبل أم أنها جاءت بعد زيارة ماكرون، في حين أصرّت المصادر المرافقة لبارزاني في الوفد أن الزيارة كانت مقررة بشكل مسبق كجزء من محاولة “تصفية الجو” بين الجانبين.

«إن حكومة إقليم كردستان المنقسمة داخلياً والتي لا تزال في طور التعافي من استفتاء الاستقلال الذي تم في العام 2017، تعمل جاهدةً لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح»، يؤكد بلال وهاب، زميل واغنر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ويضيف “وهاب”، عبر البريد الإلكتروني، قائلاً: «إن الخطر الذي يقلق قادة حكومة الإقليم يتلاشى باتفاق محتمل بين أنقرة وبغداد بشأن الحدود والنفط وحزب العمال الكردستاني. وبالرغم من ذلك، يمكن لحكومة الإقليم أن تلعب دوراً هاماً في مساعدة كلا الجانبين. ويتجلى ذلك في سنجار، التي أصبحت في مثابة كركوك جديدة من ناحية التعقيدات. كما سعت حكومة الإقليم أيضاً إلى إعادة العلاقات من خلال الانخراط النشط في التنسيق بين الأكراد السوريين».

حيث كان “وهاب” يلمّح إلى المدينة الغنية بالنفط التي خسرها الأكراد لصالح #القوات_العراقية بعد استفتائهم العام المشؤوم والتي يرى الأكراد أنها تعود إليهم بشكل شرعي.

من جهته، يرى “رمزي مارديني” زميل في #معهد_بيرسون في #جامعة_شيكاغو والمتخصص في فض النزاعات، بأن زيارة بارزاني إلى أنقرة من المحتمل أنها مدفوعة بزيارة ماكرون إلى بغداد.

حيث يقول محللاً: «بالتركيز على المنافسة بين تركيا وفرنسا على ليبيا وشرق البحر المتوسط، سيتوجب على أردوغان فقط محاولة موازنة علاقات ماكرون الودية مع النخب العراقية، مع التركيز أيضاً على ما يمكن للرئيس الفرنسي أن يصل إليه مع جاره».

ويتابع: «من الصعب رؤية كيفية عدم تفسير أردوغان لاستخدام ماكرون مبادرته السيادية ضد التدخل الخارجي في العراق كوسيلة لتقويض سياسة تركيا الخارجية. وتأتي رحلة ماكرون الناجحة إلى بغداد بعد أسابيع من رفض وزير الخارجية التركي #مولود_جاويش_أوغلو زيارة كانت مقررة بشأن العمليات العسكرية التركية المستمرة في شمال العراق، وقد تحسنت علاقات الرئيس الفرنسي مع الأكراد خلال السنوات الأخيرة الماضية من خلال تبادل الوفود والزيارات بين باريس وأربيل».

ويختم “مارديني” بالقول: «بالنظر إلى العلاقات الأقوى مع بغداد، تتمتع فرنسا بموقع فريد للعب دور الوساطة الخارجية بين حكومة إقليم كردستان وحكومة الكاظمي، وهو موقع لا يمكن لتركيا التمتع به. وهذا يمنح الأكراد علاقة خارجية مهمة، بخلاف أنقرة، والتي يحتاجون الحفاظ على العلاقات معها وتعزيزها لاسيما في ظل مشاكلهم الاقتصادية الحالية. وقد ساعدت فرنسا، وليس تركيا، في التوسط لكسر الجمود بين الحكومتين في كل من بغداد وأربيل والتي تلت استفتاء كردستان العام للاستقلال. وأتوقع أن زيارة الرئيس الفرنسي، خاصة في ظل الظروف العراقية العصيبة حالياً، تأتي فقط لتحسين دور الوساطة والنفوذ الفرنسي».

وكان ماكرون قد ظهر خلال الأشهر الأخيرة كأكبر “بعبع” لأردوغان. فقد عارض الرئيس الفرنسي استعراض تركيا لعضلاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، وعمل على إرسال سفناً حربية لدعم اليونان.

كذلك عارضت فرنسا التدخل التركي في ليبيا، بينما تتهم تركيا فرنسا بدعم أحد أمراء الحرب في الشرق الليبي #خليفة_حفتر.

وقال جاويش أوغلو، الذي عقد اجتماعاً على الإفطار مع “بارزاني” بالأمس: «دعموا (فرنسا) في ليبيا الانقلابي حفتر وارتكبوا بذلك خطأ كبيراً. فتغيرت الأمور وانقلبت الموازين، وهزم حفتر وأصبح ماكرون في حالة هستيرية».

المصدر: (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.