استثمار ركام منازل الفقراء جنوب دمشق: هل تعاقب الحكومة السورية نازحي “الحجر الأسود”؟

استثمار ركام منازل الفقراء جنوب دمشق: هل تعاقب الحكومة السورية نازحي “الحجر الأسود”؟

بيّنت محافظة #ريف_دمشق، في تقاريرها الاقتصادية، أن عدد المنازل المدمرة في المحافظة بشكل كامل بلغ خمسمئة ألف منزلاً، إضافةً لأربعمئة ألف منزل مدمر بشكل جزئي، فضلاً عن تضرر البنية الأساسية لثلاثمئة وخمسين ألف منزل. وأن النصيب الأكبر من التدمير يتركز في المناطق غير المنظّمة، التي يعيش فيها الفقراء.

وتتخوف سبعة وثلاثين ألف عائلة، من أهالي منطقة #الحجر_الأسود بريف دمشق،  من حرمانها من العودة إلى منازلها، التي هجرتها بعد سيطرة #القوات_النظامية، في أيار/ مايو 2018، على المنطقة.

 

العودة المستحيلة

يقول “سليم العلي”، أحد المهجرين من “الحجر الأسود”، إن «الحكومة السورية فتحت الطرق المؤدية للمنطفة في شهر تموز/يوليو الماضي، ومع ذلك ما تزال تمنع الأهالي من العودة لمنازلهم، وأعمال التعفيش والسرقة مستمرة».

ويضيف “العلي”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «أكد مجلس محافظة ريف دمشق إمكانية عودة سكان منطقة “الحجر الأسود”، التي لا يوجد عليها أي خطورة من الناحية الإنشائية. إلا أن “الحجر الأسود” ومخيم “اليرموك” وحي “التضامن”، وهي مناطق تقطنها أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين، أعطيت لمقاولين يقومون بسرقة الحديد، وغيرها من المواد التي توجد في ركام بيوتنا، وتصلح للبيع، ولن نعود إلى بيوتنا على ما يبدو إلا بعد إفراغها تماماً من كل ما هو صالح للسرقة»، حسب تعبيره.

مزاعم “العلي” مبنية على تصريح عضو مجلس محافظة ريف دمشق “عبد الرزاق ضميرية”، الذي قال، في مقابلة تلفزيونية، إن «هناك دراسات تجرى من قبل شركة الدراسات الهندسية لبدء عمليات المخططات التنظيمية للمباني المهدمة ومناطق العشوائيات، التي ستكون ضمن إعادة التنظيم».

كم جهته يرى المهندس والباحث الفلسطيني “محمد قويدر”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنه «من المستبعد، في المنظور القريب، عودة أهالي “الحجر الأسود” إلى بيوتهم، وصفحة مناطق اللاجئين الفلسطينيين في دمشق وريفها قد طويت، وخاصة أن المخطط التنظيمي لهذه المنطقة قد تم تحضيره بشكل مسبق، بناءً على حالة الدمار الشاملة فيها».

وسبق أن صنّف “معهد #الأمم_المتحدة للتدريب والبحث” UNITAR منطقتي “اليرموك” و”الحجر الأسود” بوصفهما سابع أكبر منطقة دمار في سوريا، وأكد أن «الاشتباكات تسببت بدمار ما يزيد على 60% من الأبنية والبنى التحتية».

 

الهدم لإعادة الإعمار

يشير “تيسير البرهومي”، عضو مجلس المنطقة المحلي السابق، أن «الفرقة الرابعة، التي كانت تسيطر على المنطقة، أخلتها من أبراج التوتر العالي، وقامت بسرقة المنازل السليمة، التي لم تتعرض للقصف سابقاً، وشهدت المنطقة، أواخر العام الماضي، تفجيرات متعمدة بغية هدم المباني والمنازل، لإخضاع المنطقة لعملية إعادة إعمار شاملة».

وبدورها قالت “أم عبد الله الفاعوري”، من أهالي المنطقة، إن «السماح بسرقة ممتلكات الأهالي سببه تواطؤ اللجنة التي تكفلت بمتابعة أوضاع المنطقة، فقد تم انشاء بلدية مؤقتة في منطقة “القنوات”، على امتداد شارع “خالد بن الوليد”، لتسيير أمور اهالي “الحجر الأسود”، برئاسة الدكتور “رامي حرفوش”، ورئيس مجلس البلدة “خالد خميس”، وصادقت اللجنة على قرار هدم عدد من المنازل في المنطقة، ضمن خطة إعادة الإعمار».

وأضافت ” الفاعوري”، التي تعمل متطوعة في جمعية “البر” الخيرية، أن «المتعهدين، الذين رست عليهم مناقصة إعادة فتح الطرق وتأهيلها، باشروا بسحب الحديد من تحت ركام الأبنية المهدمة، التي لم يتمكن عناصر #الفرقة_الرابعة من الوصول إليها، أثناء موجة سرقة الحديد من الأبنية السكنية بعد تفجيرها».

وأشارت، في حديثها لموقع «الحل نت»، إلى أن «الشركات التي تعمل في المنطقة هي “مؤسسه الإسكان العسكري”، التي يديرها “رياض شاليش”، ابن عمة الرئيس السوري “بشار الأسد”، ومجموعة “قاسيون” الإنشائية، من خلال عقد موقع مع محافظة ريف دمشق، بقيمة ثلاثمئة وخمسين مليون ليرة سورية»

“البرهومي” يؤكد حديث السيدة “الفاعوري”، ويضيف أن «رئيس اللجنة المُكلفة “حرفوش”، برّر قرار السماح بسحب حديد المنازل المهدمة من قبل المتعهدين، بضرورة تغطية تكاليف الآليات والمحروقات والعمال المستثمرة في إعادة تأهيل الطرق، بإشراف شخصين من أبناء المنطقة، هما “أحمد” و”فراس العلي”».

 

منظمات دولية تتهرب من مسؤولياتها

واتهم “البرهومي” منظمتي #الصليب_الأحمر الدولي و”الهلال الاحمر العربي السوري” بـ«تهربهما من المساهمة بإصلاح الأماكن المتضررة في “الحجر الأسود”»، لافتاً إلى أن أعضاء البلدية «تواصلوا مع المنظمتين، بعد زيارتهما للمنطقة، للبدء بأعمال الإصلاح، لكن المسؤولين عن المنظمتين لم يستجيبوا لأسباب غامضة».

وأكد “البرهومي” أن «”الصليب الاحمر” اعتذر عن القيام بالإصلاحات اللازمة، باعتبار أن المنطقة خالية من السكان وغير مأهولة، على الرغم من أن البلدية أحضرت كشوفات للمناطق المتضررة، والتي بلغت قيمتها خمسة وثمانين مليون ليرة تقريباً، بناءً على طلب المنظمة».

وأضاف “البرهومي” أن «منظمة #الهلال_الاحمر قامت، بعد سيطرة القوات النظامية على “الحجر الأسود”، بتبني التمويل، من أجل إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والكهرباء، وقمنا بإعطائهم كل الوثائق والمخططات المطلوبة، مع دراسة وكشوف تقديرية، وحتى الآن لم يعطونا أي رد، لأسباب نجهلها».

 

الغرق بمياه الصرف الصحي

يقول “زهير النابلسي”، أحد أبناء المنطقة: «معظم المنازل في المنطقة كانت بالبداية صالحة للسكن، والآن يتم تخريبها وتدميرها من قبل جهات مجهولة، وقد قدمنا أكثر من شكوى بهذا الخصوص دون جدوى».

ويفيد “النابلسي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الأهالي أطلقوا تحذيرات من تضرر المنازل الصالحة للسكن، بسبب تحوّل شوارع الحيّ إلى ما يشبه مستنقعاً كبيراً. وسبب وجود المياه الراكدة يعود إلى تضرر شبكة الصرف الصحي، كون الأنابيب القادمة من مدينة #دمشق تمرّ عبر منطقة “الحجر الأسود”».

وأكد “النابلسي” أنه «لا مجال للسكن مطلقاً قبل معالجة مشكلة المياه الآسنة للصرف الصحي، بسبب الأوبئة والأمراض التي تسببها، إضافةً للأضرار المادية التي ألحقتها بمنازل المواطنين».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.