زيارات “الكاظمي” الدولية: انطلاقة جديدة للبلاد أم علامة على تعثّر الحكومة العراقية؟

زيارات “الكاظمي” الدولية: انطلاقة جديدة للبلاد أم علامة على تعثّر الحكومة العراقية؟

تتوجه أنظار العراقيين إلى الزيارات المتعددة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي إلى عدد من الدول العربية والغربية، والجميع بانتظار ما ستتمخض عنها من تداعيات ونتائج، في ظل الأزمات التي يشهدها العراق، مع استمرار تصاعد نسب الإصابة بفيروس #كورونا، وانخفاض أسعار النفط، الذي يُعتبر عصب الاقتصاد العراقي.

 

دوافع تحركات الكاظمي الخارجية

يقول المحلل السياسي “علاء مصطفى” إن «رغبة السياسيين بالحفاظ على المناصب يجب أن تكون مشروطة بآليات صحيحة، تقتضي تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، تؤثر في الرأي العام، وتخلق من يؤيد الحكومة ويدعمها».

ويضيف “مصطفى”، في حديثه  لموقع  «الحل نت»، أن «”الكاظمي” لا يمتلك حزباً سياسياً، وبالتالي هو يسعى لتحقيق إنجازات سريعة وملموسة على أرض الواقع لكسب تأييد الرأي العام، وهذا ما نلمسه بجميع تحركاته ذات البعد الاستراتيجي، المتسمة بانفتاحها على العالم ودول الجوار، وتسعى لتحقيق اتفاقات تضمن له مستقبلاً سياسياً يبقيه في الحكم».

ويؤكد “مصطفى” أن «الانفتاح على الدول الأخرى ينعكس إيجاباً على العراق، الذي شهد اختناقاً سياسياً طيلة الفترة الماضية، بفعل سياسة التجاذبات مع دول الجوار»، مبيناً أن «كثيراً من الدول العربية تحاول إظهار تأييدها ودعمها لـ”الكاظمي”، ومن أجل ضرب خصومه السياسيين، الذين لا يتفقون أيديولوجياً مع هذه الدول، لأسباب كثيرة، على رأسها بعدها الإسلامي السني، وسعي بعضها للتطبيع مع إسرائيل».

ويشير “مصطفى” إلى أن «حكومة “الكاظمي” حكومة سياسية بامتياز، وليست لفئة معينة، فالكاظمي حاول إيجاد لون سياسي مختلف عن اللون الذي تسيّد المشهد العراقي، طيلة السبعة عشر عاماً الماضية».

 

لحظة حاسمة في تاريخ العراق

«كان “مصطفى الكاظمي” واضحاً، منذ بداية تسلمه منصب رئاسة الوزراء، بأن برنامج حكومته سيتركز على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول، بما يصبّ في مصلحة العراق أولاً». يقول المحلل السياسي “إبراهيم الأوسي”.

ويضيف “الأوسي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الكاظمي” استطاع تحقيق مكاسب سياسية مهمة للعراق، وفي لحظة حاسمة من تاريخ البلاد، والنتائج الأولية لزياراته بعثت بشيء من الارتياح النسبي إلى الدول الشقيقة والصديقة، لما حملته من دلالات ومؤشرات دبلوماسية عميقة المعنى في معادلة التوازن الاستراتيجي»، حسب تعبيره.

وبيّن أن «العلاقات والزيارات التي أجراها “الكاظمي”، حتى الآن، أنتجت صورة مغايرة عن زيارات رؤساء الحكومات العراقية السابقين، الذين سمحوا أن يكون قرار العراق بيد دول خارجية».

“انتصار الجبوري”، رئيسة “لجنة المرأة” في #البرلمان_العراقي، أكدت أن «العراق يتأثر بالدول المجاورة، كونه بلداً ديمقراطياً، وهذا التأثير كان واضحاً من خلال زيارات رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” المتعددة، والتي سعى من خلالها لإيصال فكرة للجميع، بأن العراق اليوم أصبح بلداً مختلفاً عمّا كان عليه».

وأضافت “الجبوري”، في حديثها  لموقع “الحل نت”، أن «جميع الزيارات تصبّ في مصلحة العراق أولاً، ومن ثم إيصال رسالة إلى العالم بأن العراق بلد يمتلك سيادة مستقلة، ولايسمح لأحد أن يتدخل في قرارته».

من جهته يرى “شيروان ميرزا”،  النائب عن كتلة #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني، أن «زيارة رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” إلى #واشنطن سيكون لها أثر إيجابي على العلاقات الثنائية، أمنياً واقتصادياً، في المستقبل القريب».

ويضيف “ميزرا”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «”الكاظمي” يعمل بوتيرة متصاعدة من أجل إرجاع هيبة الدولة، وإقامة علاقات متوازنة مع دول العالم. ورغم أن حركته بطيئة نسبياً، لكنها مدروسة ومحسوبة تماماً، وهذا ما يدعو إلى التفاؤل عربياً من نتائج الزيارات المتعددة التي يقوم بها “الكاظمي”، والتي جاءت في وقت يعاني فيه العراق من عدم السيطرة على قراره السياسي».

 

قلة خبرة سياسية

معارضو “الكاظمي” لهم رأي آخر، فـ”رياض محمد”، النائب في البرلمان العراقي، يرى أن «زيارات “الكاظمي” إلى الدول العربية والأوروبية تسحب العراق إلى اتجاهات غير مرغوب بها، وقد تضرّه بدلاً من أن تنفعه».

ويضيف “محمد”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «من أهم الأمور التي وعدت بها حكومة “الكاظمي” خروج القوات الأميركية من العراق، وهذا ما لم تف به حتى الآن، لذلك فإن هذه الزيارات غير مرحب بها عند بعض الكتل السياسية»، مؤكداً أن «هناك توجهاً في #مجلس_النواب_العراقي لمراجعة ومراقبة تحركات “الكاظمي”، ومدى تحقيقه لوعوده».

المحلل السياسي “هاشم الكندي” يرى أن «زيارة “الكاظمي إلى #إيران لم تكن واضحة الملامح، وغير فاعلة على المستوى الاقتصادي، ولعلها كانت زيارة تعارف وجس نبض، وليس لها أبعاد سياسية».

ويضيف “الكندي”، في حديثه  لموقع «الحل نت»، أن «”الكاظمي” قوبل بالتجاهل في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يتم التعامل معه على أنه رئيس وزراء ، كما أن أداءه لم يكن على مستوى عالٍ، ولم يطالب بما تعهّد به أمام الكتل السياسية، خاصة أن الاتفاقيات التي أُبرمت مع أميركا لم تكن مجزية للعراق، وتحديداً الاتفاقيات النفطية».

ويواصل “الكندي” حديثه بالقول إن «القمة الثلاثية، التي جمعت العراق ومصر والأردن، لم تكن بالمستوى المطلوب، لإن الدول المشاركة ذات اقتصادات متدنية جداً، وبالتالي لا تستطيع أن تقدم شيئاً للعراق، والقمة لم تكن أكثر من واجهة اقتصادية لمشروع أكبر، وهو إدخال العراق إلى مجموعة الدول التي لا تعارض “صفقة القرن”»، حسب تعبيره.

وبيّن الكندي أن «قلة الخبرة السياسية، وضعف فريق مستشاري “الكاظمي”، سببان أساسيان لعدم نجاح زياراته. وهو مطالب الآن بكشف حساب عن هذه الزيارات أمام الكتل السياسية، ما سينعكس سلباً عليه وعلى مسيرته الانتخابية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.