عبّرت #تركيا عن قلقها حيال استقبال #روسيا وفداً لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، القريب من #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد)، في #موسكو.

ونشرت وزارة الخارجية التركية بياناً دعت من خلاله روسيا إلى «تجنّب أي خطوات تخدم أجندة أطراف مرتبطة بتنظيم #حزب_العمال_الكردستاني، وأذرعه في سوريا».

وجاء في نص البيان: «نتوقع من الاتحاد الروسي أن يتصرف وفقاً لروح مسار “أستانة” حول سوريا، والالتزامات التي تم التعهّد بها في اجتماعات المسار، وتجنّب الخطوات التي تخدم أجندة التشكيلات التابعة لتنظيم PKK الإرهابي».

وأشارت الخارجية التركية إلى أن «”قوات سوريا الديمقراطية” منظمة إرهابية تهدد الأمن القومي للبلدان المجاورة لسوريا، بما فيها تركيا، كما أنها تستهدف وحدة الأراضي السورية، وتمارس الاضطهاد على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها»، حسب تعبيرها.

 

اتفاق لا يأتي بجديد

الصحفي “أحمد حسن”، مدير “مركز القارات الثلاث” في تركيا، أكد أن «‏الاتفاق الأخير لـ”مسد” في روسيا، ورغم التصريحات التركية الرسمية ضده، يأتي فقط من جهة تكرار الموقف المعروف لتركيا، ولن يؤثر على العلاقات التركية الروسية. إذ إن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لا زالتا تحترمان الفيتو التركي بخصوص “قسد” في جنيف»

ويضيف “حسن”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «كذلك لن تغير هذه الاتفاقات، التي توقعها “قسد” مع الأحزاب السورية، الموقف التركي تجاهها، لأنه رضا تركيا مرتبط بتقديم “قسد” تنازلات مهمة، منها إنهاء نفوذ “حزب العمال الكردستاني”، ومعسكراته والشخصيات والمجموعات القريبة منه، وتقاسم السلطة مع المكونات المحلية، وهي إجراءات لن تقدم “قسد” على أي خطوات جدية لتنفيذها».

‏وبخصوص نتائج اتفاق “مسد” في موسكو على الحل السياسي، لا يتوقع “الحسن” أي جديد، خاصة «أن مخرجات الاجتماع، بخصوص قوات “قسد” واللامركزية وغيرها، ترفضها #الحكومة_السورية مثل الأتراك، ولا تقبلها روسيا، رغم توقيع الاتفاقية في موسكو».

وأفادت مصادر إعلامية بأن #أنقرة «ستنقل موقفها إلى روسيا بهذا الصدد، عبر الوفد التركي المبعوث إلى موسكو، برئاسة نائب وزير الخارجية “سادات أونال”، لإجراء مشاورات سياسية».

ويأتي بيان الخارجية التركية، بعد توقيع “مجلس سوريا الديمقراطية” لمذكرة تفاهم مع “حزب الإرادة الشعبية”، بقيادة “قدري جميل” المدعوم من روسيا، في موسكو، حول رؤية الطرفين للحل السياسي في سوريا.

 

اختبار للعلاقات التركية-الروسية

من جهته يقول الصحفي التركي “إسماعيل جوكتان” إن: «العلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو ستواجه اختباراً كبيراً في المستقبل القريب، إذا استمر الإصرار الروسي على التقارب مع جهات تعتبرها أنقرة إرهابية، وأكبر تهديد لأمنها القومي، ومن المستحيل قبول تركيا شرعنة “قوات سوريا الديمقراطية”، و تحقيق طموحاتها على الارض».

ويضيف “جوكتان”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «من الواضح أن التقارب الروسي مع “قوات سوريا الديمقراطية” يهدف لكسر تأثير #واشنطن في منطقة شرق الفرات، حيث تريد موسكو أن تؤسس لنفسها موطئ قدم، و لكن من الواضح أيضا أن الحكومة السورية لن تقبل وجود كيان سياسي كردي في سوريا».

ويردف “جوكتان”: «يمكن القول إن تركيا تواجه خيارين صعبين: إما إقناع الروس بالتراجع عن علاقاتهم مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وأما استكمال عملية “نبع السلام”، حتى تطهير المنطقة بأكملها من ميليشيات حزب الـPYD، وإذا اختارت تركيا الخيار الأول فمن المحتمل أن تطلب روسيا من أنقرة التراجع عن موقفها في #إدلب؛ واذا اختارت الخيار الثاني ستواجه صعوبات اقتصادية وعسكرية، لأن واشنطن قد هددت بتدمير اقتصاد تركيا، في حال استمرارها بالعملية في المنطقة، وأيضا ستكون روسيا جاهزة لدعم PYD عسكرياً».

وقد شهدت منطقة “الترنبة” بريف إدلب تدريبات عسكرية مشتركة بين تركيا وروسيا، بهدف مواجهة أي مخاطر محتملة على جنود الطرفين من قبل مجهولين، أثناء تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي (حلب-اللاذقية).

 

صداقة هشة

يقول “د. احمد منير”، الباحث في الشؤون الروسية: «هناك مثل روسي يقول: “لا تصاحب التركي إلا والسكين على حلقه”، أي أنه يجب على الدبلوماسية الروسية وضع تركيا تحت الضغط، من خلال التهديد بالتحالف مع أحزاب معادية لتركيا، أو الضغط على فصائل المعارضة السورية الموالية لها، من خلال حملات عسكرية متكررة».

ويضيف “منير”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «الصداقة الروسية التركية هشة للغاية، فكثرة تشابك الملفات بين الطرفين يؤدي إلى التصادم في كثير من الأحيان، لذلك تسعى روسيا إلى كسب أوراق جديدة، في حال حدوث تصادم جديد بين الطرفين، كما جرى في معارك إدلب خلال شهر شباط/فبراير الماضي، والتي أدت لسقوط عشرات القتلى من الجنود الأتراك بقصف جوي روسي».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.