في آب/ أغسطس الماضي، صيرَت حملة استهدفت مجموعة من ناشطي وناشطات #البصرة، أقصى الجنوب العراقي، أدّت لمقتل ناشط وناشطة، وإصابة /4/ آخرين، /2/ ذكور، و/2/ إناث.

الناشط الذي قُتل، هو #تحسين_الشحماني، أما الناشطة التي اغتيلت فهي #رهام_يعقوب، بينما نجا #عباس_صبحي، و #فهد_الزبيدي، ومعهم #لوديا_ريمون، أما الناحية الرابعة، كانت #رقية_الدوسري.

أثارت حملة الاستهدافات، ضجّة كبيرة في #الشارع_العراقي وقتها، ما أدى إلى ضغط كبير على #الحكومة_العراقية، يضاف للضغوط السابقة، بالكشف عن الجهة التي تقف وراء هذه الاستهدافات الممنهجَة.

كان رئيس الوزراء العراقي، #مصطفى_الكاظمي في #واشنطن، وفي يوم عودته لـ #بغداد، توجّه مباشرة نحو البصرة على رأس القيادات العسكرية والأمنية، ووزراء الداخلية والدفاع، في محاولة منه لنزع فتيل الأزمة.

زار “الكاظمي” عائلة الراحلة “رهام يعقوب”، وتوعّد أهلها بأن قتلتها سينالون الجزاء العادل لفعلتهم، كما قال قبل ذلك في مؤتمر صحفي بالبصرة، إن «حساب قتلة “يعقوب” والخبير الأمني #هشام_الهاشمي بات قريباً».

بعد أقل من أسبوعين سيمر شهر على زيارة “الكاظمي” للبصرة وتصريحاته تلك، فما الجديد؟ من يقتل أهل البصرة من الناشطين والناشطات؟ إلى أين اوصّلت نتائج التحقيق؟ أسئلة، حاول موقع (ميدل إيست آي) الإجابة عنها.

أعدّت الصحفية العراقية #سؤدد_الصالحي تقريراً موسّعاً عن الموضوع للموقع السالف الذكر، من أهم ما جاء فيه، أن الجهة التي تقف خلف اغتيالات البصرة، تستخدم تكتيكاً جديداً، يختلف عن أسلوب #الفصائل_المسلحة المُعتاد.

طبعاً، الاغتيالات كانت عبر استخدام سيارة “تويوتا” لا تحمل أية أرقام، وأظهرتها كاميرات المراقبة، وأشرطة الفيديو، بأنها ذات العجلة التي قام مستخدموها بقتل “الشحماني”، واستهداف “ريمون، صبحي، والزبيدي”، يرمون الرصاص، ويفرّون.

الاغتيالات تمت بتوظيف عصابات لها سوابق إجرامية، وهو تكتيك جديد من الجهة التي تقف خلفها، حتى لا يتم اكتشافها.

في تقرير الموقع البريطاني، يقول بعض المسؤولين إن «الفصائل المسلحة المدعومة من #إيران لا تستخدم هذا النوع من السيارات، (…) وأسلوب القتل كان مختلفاً تماماً عن الطريقة التي ينفذون بها عادة مثل هذه العمليات».

«مرّ الأسبوع الأول، لكشف القتلة، دون أي تقدم. لكن الأسبوع الثاني شهد طفرة كبيرة. (…) إذ نجحت أجهزة المخابرات في تعقب /2/ من المشتبه بهم كانا يجمعان معلومات عن الناشطين ومنظميّ المظاهرات»، حسب (ميدل إيست آي).

«كشف التحقيق مع المشتبه بهم، (…) أن لديهما قائمة استهداف تضم أسماء /6/ نشطاء بارزين، وفقًا لمسؤولين مطلعين على التحقيق الجاري. /3/ من المستهدفين من أنصار رجل الدين #مقتدى_الصدر، و/3/ مقربون من أفراد مجموعات مرتبطة بالكاظمي».

«قدّم المتهمون الكثير من المعلومات. من المؤكد أنهم كانوا جزءاً من المجموعة التي نفذت الاغتيالات، لكننا لم نصل للجهة التي وظفتهم بعد. (…) كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أنهم مجموعة من المجرمين المرتزقة، وُظّفوا لتنفيذ عمليات القتل هذه»، يقول مسؤول عراقي للموقع البريطاني.

كذلك أكد اثنان من مستشاري “الكاظمي”، ومسؤول محلي كبير في البصرة، وضابط مخابرات مشارك في التحقيقات، وعضوان في #البرلمان_العراقي، أن «منفذي الهجمات الثلاثة، كانوا مجرمين مرتزقة»، يوضّح التقرير.

أحد مستشاري “الكاظمي”، يقول: «لسوء الحظ، لم نصل بعد إلى القتلة الحقيقيين. يبدو أن المحرّض الحقيقي على هذه الاغتيالات يستخدم تكتيكاً جديداً عبر توظيف قتلة لديهم سجلات إجرامية».

«ومن الواضح أن من يقف وراء الاغتيالات، لا يريد الظهور في الصورة، لذلك استخدم مجرمين عاديين لا يمكن ربطهم به إذا وصلت إليهم السلطات»، يورد تقرير الكاتبة “سؤدد الصالحي” نقلاً عن المستشار.

الاستهدافات جاءت، بعد مشروع تشكيل حزب سياسي يضم البعض من هؤلاء الناشطين للمشاركة بالانتخابات المبكّرة، لكنهم لن يستسلموا.

في سياق لا يبتعد عن الموضوع، وفي ذات تقرير (ميدل إيست آي)، يرى سياسيون ومراقبون أن «إعلان “الكاظمي” عن نية الحكومة إجراء انتخابات مبكّرة في (6 يونيو 2021) دون التشاور أولاً مع الكتل السياسية المؤثرة، استفز منافسيه وفجّر البركان الخامد».

يُضيف الموقع، أن «نحو /7/ من أصل /11/ ناشطاً مستهدفاً، بمن فيهم “ريموند، صبحي، الزبيدي، والشحماني” مرتبطون بـ #كاظم_السهلاني، زعيم التظاهرات البارز الذي تم تعيينه رئيساً للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات في حكومة “الكاظمي” الحالية».

يقول ناشطو البصرة، الذين تواصلَت معهم “الصالحي”، إن “السهلاني”، «كان على اتصال بهم في الأشهر القليلة الماضية لوضع اللمسات الأخيرة على جهودهم لتشكيل حزب سياسي استعداداً للانتخابات المقبلة. وعقدت اجتماعات عديدة ببغداد والبصرة لبحث التفاصيل، وكان المشروع في مراحله النهائية».

حتى “رهام يعقوب” التي اعتزلت النشاط الاحتجاجي بعد تهديدها إبّان مشاركتها القوية في تظاهرات البصرة صيف 2018 بالتصفية، يقول أصدقاء مقرّبون من “ريموند” بأنها «كانت مع الأخيرة (…) قبل ساعات من مقتلها»، وفق الموقع البريطاني.

يقول ناشط بارز مقرب من “الكاظمي”، لـ (ميدل إيست آي): «كانت الاغتيالات تهدف إلى حرمان التنظيم السياسي الجديد من قادة شباب مهمين يمكن الاعتماد عليهم في التعبئة لـ #الانتخابات_المبكرة».

«القتلة يتطلعون لتقويض الثقة بقدرة الحكومة على تأمين الانتخابات والمرشحين، وهذا يعني تشجيع الدعوات لمقاطعتها، وخدمة القوى السياسية الحالية، وخسارة أحزاب جديدة، (…) لكننا عازمون على إعادة #العراق لمساره الصحيح رغم كل التهديدات. ليس لدينا خيار سوى النصر».


المصدر: (Middle East Eye) 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة