تُواجِه كل من القوات الحكومية السورية وحليفتها الروسية، تهديداً متزايداً لتنظيم #داعش الذي يواصل السيطرة على جيوبٍ في الصحراء وسط سوريا.

ورغم انطلاق العملية العسكرية الروسية (الصحراء البيضاء) في الـ 25 آب الماضي، ضد «داعش» في الصحراء الواقعة وسط سوريا والتي تعرف باسم البادية، إلا أن التنظيم كثّف مؤخراً عملياته ضد قوات #الجيش_السوري والميليشيات الموالية لـ #إيران متسبباً بخسائر إضافية في صفوفها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في السابع من أيلول الحالي، بأن تنظيم داعش «نفّذ هجمات منفصلة ونصب كمائن في مناطق متفرقة من البادية، تضمنت قصف وهجمات وكمائن تركزت في منطقة #الشعلة، غربي #ديرالزور، وصحراء #البوكمال، وطريق دير الزور – الميادين وطريق محطة حميمة الثالثة باتجاه مدينة #تدمر، في الريف الشرقي لمدينة #حمص، ومنطقة #الرصافة بريف #الرقة ومنطقة إثريا بريف #حماة الشرقي وريف #السويداء.

وفي بيانٍ لاحق قال ناطق عسكري روسي: «الإرهابيون يعرقلون عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، ويعملون أيضاً على عرقلة التطبيع بين العشائر العربية المحلية والسلطات السورية».

وكان الجنرال الروسي “فياتشيسلاف جلادكيخ” قد قُتِل في 18 آب / أغسطس الماضي مع قيادي في قوات الدفاع الوطني الموالية لدمشق، بعبوة ناسفة زرعها عناصر خلايا التنظيم في ريف محافظة دير الزور.

ويقول “همام عيسى” ناشط إعلامي من ريف حلب مطّلع على عمليات تنظيم داعش: «إن الصحراء السورية تمتد على مساحة تقارب 80 ألف كيلومتر مربع (31 ألف ميل مربع)، مما يمنح التنظيم القدرة على مباغتة قوات النظام على حين غرة أثناء انتقالها من وإلى محافظة دير الزور، في أقصى شرق سوريا، عبر صحراء الرقة. فهذه الصحراء تمتد إلى ريف السويداء وريف دمشق وريف حماة وحمص غرباً. كما أنها تصل إلى الحدود السورية العراقية شرقاً، وتمتد أيضاً إلى الحدود السورية الأردنية جنوباً وأطراف محافظتي الرقة ودير الزور شمالاً».

ويرى “عيسى” أن روسيا «تستخدم #لواء_القدس كرأس حربة في القتال ضد داعش في البادية لملء الفراغ الذي تركته قوات #الدفاع_الوطني بعد انسحابها من المواجهة ضد التنظيم في المنطقة بسبب الخسائر التي تكبدتها في الأشهر الماضية».

مؤكّداً أن القوات الروسية «تقدم الآن الدعم للواء القدس للسيطرة على الوضع الأمني والعسكري في البادية السورية».

ويتكوّن (لواء القدس)، الذي تشكل عام 2013، بشكل أساسي من مقاتلين فلسطينيين يقاتلون إلى جانب القوات النظامية. ونقل هذا اللواء، بحسب “عيسى”، مجموعات عسكرية موالية لدمشق من ريف حلب وإدلب، إلى البادية للمشاركة في العمليات ضد تنظيم داعش.

في السياق، يقول “صهيب عبد الرزاق جابر” صحفي من ريف دير الزور: «حوّل تنظيم داعش البادية السورية إلى ثقبٍ أسود يبتلع القوات النظامية. وكل الأطراف المسيطرة على المنطقة، من الجيش النظامي والقوات الروسية والإيرانية إلى القوات الكردية، تعرف جيداً أن التنظيم لا يزال لديه آخر جيب في الصحراء. ومنذ عام 2017، كانت هذه الأطراف على علم بحجم هذا الجيب وعدد عناصر التنظيم المتواجدين فيه».

ويضيف متابعاً: «هم (بشار الأسد والقوات الكردية وروسيا وإيران) من سمحوا للتنظيم بالفرار باتجاه الصحراء والتمركز في هذا الجيب الأخير في #المعزيلة وسبع بيار ومحيطهما. التحركات الأخيرة للتنظيم طبيعية فقط لأنها ببساطة منظمة إرهابية. لكن ما هو أكثر من عمل إرهابي هو السماح لهذا التنظيم الإرهابي بالبقاء، بينما استهدف المدنيين في ذلك العام، في إشارة إلى مقتل المئات في شهر تموز / يوليو 2018 في السويداء والمدنيين الفارين من الحرب “الافتراضية” بين التنظيم والقوات النظامية».

ويشير “جابر” إلى أن داعش يتحرك بسهولة في الصحراء، حيث يسهل عليه الاختباء خاصة في الليل. ويوضح بأن مسلحي التنظيم يُنفّذون هجمات فردية، مما يجعل من الصعب استهدافهم بالغارات الجوية، وهذا ساعد التنظيم على البقاء في جيبه الأخير، من خلال شن هجمات مفاجئة قبل أن يختفي ثانيةً.

«بعض قادة الميليشيات الموالية لـ دمشق، يتعاملون مع التنظيم في عمليات لتهريب البشر والبضائع، بل إن الطرفان يغطيان بعضهما البعض بموجب هدنة أو اتفاق بينهما. وربما أن هذه الهدنة أو الاتفاق تكون قد حدثت بعد زيارة عدد من قادة #الحرس_الثوري الإيراني لقواعد عسكرية في البادية القريبة من جيوب التنظيم، بما فيهم #قاسم_سليماني عام 2019 ووزير الدفاع الإيراني عام 2018»، يضيف “جابر”.

ولعل سبب خسارة روسيا لبعض ضباطها على يد تنظيم داعش، هو عدم تدريب هؤلاء الضباط على القيام بعمليات عسكرية في المناطق الصحراوية. كما أن الضباط الروس لا يعرفون الأماكن التي زرع فيها التنظيم ألغامه.

ويستبعد الصحفي أن يشن تنظيم داعش هجمات بهدف السيطرة على بعض المدن، مثل مدينة #السخنة، ثاني أكبر مدن البادية بعد تدمر.

لكنه يقول: «أن التنظيم يشنّ بشكل أسبوعي هجمات على أطراف المدن الرئيسية مثل البوكمال والميادين والعشارة والقورية والسخنة وتدمر والشعلة وكباجب».

ويؤكّد “جابر” قائلاً:  «كل عمليات دمشق تفشل بسبب استنزاف قواتها، وهي لا تملك القدرات البشرية والفنية والمادية لخوض هذه المعركة، واعتمادها الأساسي على القوى الأجنبية التي لا خبرة لها في محاربة التنظيم في ظل هذه الظروف».

من جهته، يقول “عبد الرحمن العاصف”، قيادي جهادي سابق وخبير في شؤون الجماعات الجهادية: «أهم عامل يساهم في صمود تنظيم داعش هو هيكله التنظيمي. أضف إلى ذلك سير عملياته على أساس جيد وفق استراتيجية مدروسة».

لافتاً إلى أن روسيا «ستستمر في الهزيمة، طالما أنها غير مدركة لاستراتيجية التنظيم. وفي الوقت نفسه، تضخّم روسيا من خسائر داعش، لتصوير نفسها على أنها تحارب الإرهاب في وقت فشلت فيه الولايات المتحدة بجدية التعامل مع الإرهاب».

وكل هذه الدعاية، بحسب “العاصف”، ما هي إلا «لتبرير وجودها في سوريا وتأييدها لقتل بشار الأسد للسوريين. فبعد كل شيء، جاءت روسيا إلى سوريا لدعم الأسد وليس لمحاربة الإرهاب».

 

المصدر: (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة