يبدو أن التقرير الأممي الأخير الصادر عن لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، وما جاء فيه من معلومات تكشف الانتهاكات المقترفة في الشمال السوري، قد جعل #أنقرة تسارع لحفظ ماء وجهها (على الأقل) أمام الفئات التي لا تزال تصدق المزاعم التي تدعي بأن حكومة “أردوغان” تعمل على دعم ومناصرة الشعب السوري!.

التقرير الأممي، دفع تركيا إلى محاولة التنصل من مسؤولياتها لدرجة أنها رفصت ما جاء فيه من اتهامات، لكنها سارعت في ذات الوقت إلى محاولات إلصاق تلك الانتهاكات بفصائل “الجيش الوطني” المدعوم منها، للإيحاء بأن تلك الجرائم تجري بدوافع شخصية ولا علم لها فيها.

وكشفت مجموعات إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيام الاستخبارات التركية يوم الخميس الماضي باستدعاء جميع قادة الفصائل في الشمال السوري إلى اجتماع  سري بمدينة “غازي عنتاب” التركية، جرى خلاله توبيخهم من قبل ضابط في الاستخبارات التركية يدعى “أبو سعيد”.

وتحدث “أبو سعيد” خلال الاجتماع عن تقرير اللجنة، مهدداً قادة الفصائل بتحميلهم المسؤولية بشكل شخصي في المرات القادمة، ومؤكداً أن تركيا ستقوم بتعيين لجنة من (العلماء) لحل الخلافات التي تحصل بين الفصائل والتي بلغت حد الاشتباكات المسلحة في معظم الأحيان.

وفي الوقت الذي ساد صمت قادة الفصائل تجاه توبيخهم والحديث معهم بنبرة قاسية، حاول أحد قادة فصيل “أحرار الشرقية” ويدعى “أبو حاتم شقرا” مقاطعة الضابط، إلا أن الأخير أسكته وأخبره أن قيام “أحرار الشرقية” بقتل السياسية الكردية  “هفرين خلف”  هو ما فجر الفوضى وجعل أعين العالم تراقب ما يجري، وهذا دليل يكشف كذب مزاعم تركيا بعدم وجود أي انتهاكات من الفصائل المدعومة منها.

ونقلت صفحة “بانوراما أخبار سوريا” عن مصدر مطلع على الاجتماع، أن الضابط التركي كان غاضباً نتيجة انتشار مقاطع فيديو موثقة، ساهم عناصر الفصائل بنشرها وجاهروا فيها بانتهاكاتهم، وهذا سلوك اعتبره  ضابط الاستخبارات مثالاً عن التسيّب والفوضى.

ومن الغرابة أن الضابط التركي رغم توبيخه لقادة الفصائل أشاد بـ “أبو عمشة” قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” معتبراً أنه نموذج عن ما أسماه (السلوك الجيد)، ومتناسياً أن التقرير جاء على ذكر العديد من الانتهاكات في #عفرين ومدن الشمال السوري، ارتكبها الفصيل المذكور.

وخلال الاجتماع أبلغ الضابط التركي القادة المجتمعين أن بلاده تسعى لتأسيس مجلس (علماء دين) يتولى حل المشاكل بين الفصائل والتي بلغت حد اندلاع أعمال قتالية بينها وحصدت أرواح مدنيين وأدت لمصرع عسكريين وساهمت في نشر الفوضى في الشمال السوري.

وكانت #أنقرة قد عيّنت في وقت سابق لجنة تحكيم تحوي رجال دين  أحدهم يدعى “عمر حذيفة” يتبع لفصيل #فيلق_الشام وآخر يدعى عبد الله الشيشاني” مرتبط بفصائل #ديرالزور، وهذا الأخير يعيد للأذهان اسم “الشيشاني”؛ قائد جيوش “داعش” الذي قتل في #سوريا، وفيما يبدو أن تلك الشخصية التي صُنّف صاحبها أنه من مجرمي الحرب باتت مثلاً أعلى يقتدي قادة الفصائل بها ويستعيرون لقبها.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.