واقعياً، بات الشباب العراقي – معظمهم، ليس كلهم – يبتعد عن الدين، أو بالأحرى عن أداء الطقوس الدينية ومُنارستها. وهذا الأمر عند الجنسَين في #العراق، ذو الأغلبية المُسلمَة.

ما يؤكّد ذلك، تقرير لموقع (المونيتور) الأميركي، رصد هذه الحالَة. التقرير الذي جاء تحت عنوان: “هل يفقد الشباب العراقي دينهم؟”، يقول إن ذلك ازداد بشكل لافت بعد 2003.

“يارا علي”، (29 سنة)، محامية عربية وناشطة بارزة تعيش في #إقليم_كردستان، تستخدم اسماً مستعاراً لأسباب أمنية، تقول، إنها «أجبرت على ارتداء الحجاب، لكنها خلعته قبل عامين».

“علي”، «عاشت في صراع داخلي سببه تربيتها على يد أم متدينة وأب علماني، تحررت من ذلك عندما سافرت لأجل دراستها وعملها وتعرفت على أشخاص من خلفيات مختلفة».

«الجماعات الإسلامية المتطرفة في العراق ارتكبت فظائع صدمت العالم، وقدمت المسلمين على أنهم أشرار، وهذا ما جعلني أشعر بالقلق من آراء الناس تجاهي».

«الدين في العراق أصبح “سؤالاً مُحَيّراً”، ابتعدت عن الخوض في قضاياه، أنا مسلمة أؤمن بالله، لكن لا أصلي، ولا أصوم إلا بسبب الأشخاص المحافظين من حولي»، تُوضّح “علي”.

ابتعد الشباب عن الدين، عبر الإلحاد، اللا مُبالاة به، أو الليبرالية.

«صار بعض الشباب يسلك طرقاً مختلفة للتعبير على أنه غير مُتديّن، (…) ببساطة ينتقل إلى الإلحاد، ويعرفون أنفسهم على أنهم ملحدين، أو يظهرون فقط اللامبالاة تجاه الدين».

«البعض اختار أن يكون مسلماً ليبرالياً بدلاً من مسلم تقليدي أو محافظ، (…) فيما يتحول آخرون لديانات ذات التزامات دينية أقل مثل #المسيحية أو الديانات الحديثة مثل #البهائية».

«اختار البعض الآخر ديانة قديمة مثل #الزرادشتية، (…) بينما لا يُظهر البعض وجهات نظرهم المختلفة حول الدين إلا بممارسة مختلفة، مثل خلع الحجاب للتعبير عن انتقاد الدين السائد».

«الأحزاب السياسية الإسلامية حذّرَت من انتشار الإلحاد في العراق ، ودعَت إلى مواجهة هذه “المؤامرة الخطيرة”، كما وصفها رئيس الوزراء العراقي الأسبق #نوري_المالكي».

رجل الدين #عمار_الحكيم، قال في 2017: «نحن بحاجة لمواجهة مؤيدي الأفكار الإلحادية الدخيلة بالتفكير الإيجابي وبقبضة من حديد بكشف الأساليب التي يستخدمونها بنشر أفكارهم».

“داعش”، والأحزاب الإسلامية، جعلَت من الشباب التشكيك بدينه وعقيدته.

دعواتهم تلك لم تلق آذاناً صاغية، ولا أحدَ أعارهم انتباهاً من الشباب، بل العكس، ازداد الابتعاد عنهم كأحزاب إسلامية، وعن أداءة صلاة الجمعة، وفق إحصاءات (الباروميتر) العربي.

«العراقيون الذين يحضرون صلاة الجمعة انخفضت نسبتهم من (60 %  إلى 33 %) في /5/ سنوات، فيما تراجعت الثقة بالأحزاب الإسلامية من (35 % إلى 20 %) منذ 2013 وحتى 2018».

موقع (المونيتور) التقى بشباب في #بغداد بدأوا التشكيك في عقيدتهم، بخاصّة إبّان فظائع فترة #داعش وبعدها، وكَذا فساد الأحزاب الإسلامية الحاكمة التي تلبس غطاء الدين.

«حتى أن البعض انضم إلى #الحزب_الشيوعي. كما أدى إلى اندلاع حركة احتجاجية انطلقت في جنوب العراق في أكتوبر 2019 ، تندد بالفساد المستشري ونقص الخدمات».

«ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من الثقافة المحافظة في العراق، (…) إلا أن العديد من المتظاهرين طوال مدّة الاحتجاجات من النساء اللائي شاركنَ بقوة لم يسبق لها من قبل».

معظم الشابات بدأن يخلَعن الحجاب، وهذا يحدث قبل بلوغهن سن الـ /18/ من العُمر.

“هيلين سرايني”، (37 سنة)، صيدلانية كردية عراقية ولدت في #الولايات_المتحدة، تقول: «أدركت أثناء إقامتها في بلدي الأصلي، الظلم الذي تعرضت له النساء تحت ستار الدين».

«لماذا يجب على النساء تغطية كل شيء، بينما بإمكان الرجل ارتداء قميص؟»، تتَساءَل “سرايني”، وتُجيب: «لقَد أدركت أن الدين الذي يفرض علينا يأتي بمعايير وضعها الرجال».

«يوجد اتجاه بين الشابات المسلمات لخلع الحجاب، (…) معظمهن يفعلن ذلك قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، على العكس مني، لقَد خلعت حجابي قبل /7/ سنوات فقط».

«لم اقتنع بخلع الحجاب، إلا بعد زيارتي للعراق، (…) لقد تأخرت في ذلك، وفاتنتني الكثير من الفرص بسبب الحجاب»، تلفت “سرايني” في حديثها الذي نقله (المونيتور).

الشعب يستمع لرجال الدين دون تحقّقه من تماشي أقوالهم مع تعاليم الدين.

«يسير هذا الاتجاه جنبًاً إلى جنب مع النشاط المتزايد للناشطين العلمانيين الشباب في الحركة الاحتجاجية، (…) وهم مستهدفون بعمليات الخطف والاغتيالات».

«لعلّ مقتل الناشطة في #البصرة، #رهام_يعقوب التي كانت تنظم احتجاجات نسائية في مُحافظتها أبرز توضيح على ذلك. (…) قتلوها في الشارع دون رحمة أو تأنيب ضمير».

“شيلان بهادين”، مُدرّسَة لغة إنكليزية، وتعيش في #أربيل، عاصمة كردستان العراق، تقول، إن «مقدار الدين الذي درسته هو في الواقع جزء من ثقافتي».

لكنها تُعيب على شعبها بالقول: «شعبنا يستمع إلى رجال الدين دون التحقق مما إذا كان ما يقولونه يتماشى مع تعاليم الدين ذاته»، هكذا يُنهي الموقع الأميركي تقريره بحديث “بهادين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.