الكاظمي “رجل الشاشة”: هل أصبح الاستعراض الإعلامي سلاحاً فعّالاً في السياسة العراقية؟

الكاظمي “رجل الشاشة”: هل أصبح الاستعراض الإعلامي سلاحاً فعّالاً في السياسة العراقية؟

رغم تحركات رئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي السياسية وعلاقاته ‏الخارجية الواسعة، فضلاً عن التغييرات التي أجراها بمناصب القادة الأمنيين والعسكريين، ‏إلا أن كثيرين يصفونه بـ”رجل الشاشة”،  الذي لا يختلف عمن سبقوه من رؤساء الحكومة العراقية إلا بالتسويق الإعلامي المميز.‏

اعتمد “الكاظمي” على فريق إعلامي قوي، تمكّن من خلاله الظهور بوصفه زعيماً سياسياً مميزاً، يقود مرحلة ‏غير مسبوقة بتاريخ العراق بعد #انتفاضة_تشرين. إلا أن صورته الإعلامية اللامعة جلبت له كثيراً من الانتقادات، في حين يرى بعض المراقبين أن تركيزه على الجانب الإعلامي جزء من استراتيجية طموحة للتغيير السياسي في البلاد.

 

الإعلام سلاح الكاظمي الأبرز

المحلل السياسي “علاء مصطفى” يرى أن «الظهور المكثف لـ”الكاظمي” محسوب بدقة، ‏ويعمل على اختصار الزمن بضخ رسائل وصور، بعضها ‏مصطنع، لترسيخ زعامته في مدة وجيزة».‏

ويضيف “مصطفى”، في حديثه لموقع  «الحل نت»، أن «صورة “الكاظمي” المميزة على الشاشات تؤكد وجود مكتب إعلامي خاص به، يعمل ‏بمعزل عن فريق #الحكومة_العراقية الرسمي، لأجل تسويقه وإلباسه ثوب الزعيم الحازم، الذي لا يكلّ ‏ولا يمل» .‏

مؤكداً أن «”الكاظمي” يحاول أن ينتقل من مرحلة توظيف القوة الناعمة إلى ‏مواجهة صلبة مع الكتل السياسية المتجذرة في مفاصل الأجهزة التنفيذية، وهو بهذه ‏الخطوة لن ينجز مهمة حكومية فقط، وإنما يوسع دائرة تأييده الشعبي، وبالتالي يحجز ‏مكانه في المارتون الانتخابي المقبل، وإذا لم يترشح شخصياً فسيمنح دعمه السياسي ‏لأشخاص وقوى قريبة منه، أو تتفق معه في النهج. والإعلام سلاحه الأبرز في هذه المساعي».‏

 

الإعلام لا يوقف الكاتيوشا

بالمقابل يرى “ابراهيم الشمري”، الباحث بالشأن السياسي العراقي، أن «‏الضجة الإعلامية، التي أثارها “الكاظمي” عند مجيئه إلى السلطة، قد انتهت، بعد أن ‏عجزت الحكومة العراقية على إيقاف صواريخ “الكاتيوشا”، التي تستهدف #المنطقة_الخضراء ‏في #بغداد بين الحين والآخر، كما أن التغيرات، التي أجراها في المناصب والمواقع العسكرية ‏والأمنية بوزارتي الدفاع والداخلية، لا قيمة لها على المستوى الاستراتيجي ‏والعسكري».

ويوضح “الشمري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «حكومة الكاظمي تمرّ بمخاض ‏صعب ومعقد جداً، فهي تواجه أزمات حادة وضاغطة على جميع المستويات، ‏والتحدي الأكبر هو كيفية التوصل لتوافقات سياسية داخلية جامعة حول قضايا ‏مهمة ومصيرية».‏

 

مواجهة غير إعلامية مع “الحشد”

إلى ذلك يرى “هاشم الكندي”، رئيس “مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية”، أن ‏‏«حكومة “الكاظمي” حكومة مستشارين إعلاميين، وهذا الوصف ليس فيه تجني، فعلى الرغم من أن الحكومات العراقية السابقة أعطت للمستشارين الإعلاميين دوراً مهماً، إلا أنه لم يكن بارزاً وطاغياً على رئيس الوزراء وشخصيته، كما يحدث ‏مع “الكاظمي”» .‏

“الكندي” يضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «تصرفات وقرارات رئيس الوزراء العراقي أوحت للشارع بأنه لا يريد إيجاد حلول للدولة، وإنما يريد الاستعراض الإعلامي، وإرضاء ‏الأحزاب والشخصيات التي أوصلته إلى الحكم، فهو أعاد الدولة إلى المحاصصة الطائفية والحزبية، ‏ولن يتمكن من إلغائها والقضاء على الفساد»، حسب تعبيره.‏

ويوضح “الكندي” أن ‏«‏”الكاظمي” في ورطة كبيرة، بين رغبة الولايات المتحدة بحصر السلاح بيد الدولة، ‏وبين سعي فصائل #الحشد_الشعبي للحفاظ على سلاحها، فإذا رضخ للضغط الأميركي فإنه ‏سيصطدم بـ”الحشد”، وهذه مواجهة لن تنجو منها حكومته على ‏الإطلاق».‏

ويبين أن «”الكاظمي” مطالب بإقناع الأميركيين بالانسحاب من الأراضي العراقي، ‏وتحديد جدول ثابت لذلك، تنفيذاً لقرار #مجلس_‏النواب_العراقي بهذا الشأن».‏

 

تحدي الكاظمي الأكبر

“جواد حمدان”، النائب في #البرلمان_العراقي، يدافع عن عمل حكومة “الكاظمي”، ‏وجديتها بتطبيق برنامجها، الذي تريد من خلاله «إجراء الانتخابات المبكرة بموعدها ‏المحدد، والقضاء على السلاح المنفلت، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والفاسدين»، قائلاً ‏إن «”الكاظمي” يسير بخطى حقيقية وواثقة يمكن أن نستبشر خيراً منها»، حسب تعبيره.‏

ويتابع “حمدان”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «”الكاظمي” أمام تحديات كبيرة، وأولها ‏محاربة الفساد، ما سيضعه في مواجهة كبيرة مع قوى متنفذة في السلطة العراقية» .‏

“جاسم العلياوي”، القيادي في “ائتلاف النصر”، يتفق مع رأي “جواد حمدان”، ويؤكد أن «قائمة التعيينات، التي أجراها “الكاظمي” مؤخراً، ‏خطوة جريئة، وهو يحاول التخلّص من الضغوط  الكبيرة عليه في ‏التعيينات والقرارات الاستراتيجية التي يتخذها».‏

ويبيّن “العلياوي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «رئيس الوزراء العراقي رجل حكومة توافقية، ‏ولا يمكن التخلّص من الحزبية، سواء في هذه الحكومة أو الحكومات المقبلة».‏

ويلفت إلى أن «الأحزاب تمارس ضغوطها دوماً، ورئيس الوزراء العراقي لا يمكنه تجاوز هذه المنظومة».‏

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.