لا يُعيب الرجل إلا جيوبه.. ولكن إلى جانب الجيوب الممتلئة، إن توفر لدى الرجل قامة ممشوقة وطويلة وعضلات مفتولة، فإنه سيكون فارس الأحلام المنتظر، وبسبب دخول النساء إلى سوق العمل وتحقيق الكثير منهن استقلالهن المادي، فإن ميزة الجيوب الممتلئة تراجعت أمام المواصفات الأخرى، فالقامة الطويلة والعضلات المفتولة والسمعة الحسنة والرومانسية حافظت على أهميتها في سلم أولويات المرأة.

في عام ١٩٨٠، قام عالم النفس الأميركي “ديفيد باس” بإجراء مقابلات مع ١٠.٠٠٠ شخص في ٣٣ دولة و٥ جزر موجودة في القارات الست، لاختبار استراتيجيات اختيار الشريك عند الجنسين، وبيّنت اختبارات “باس” أن النساء يُفضلن الرجل الذي يكبرهن بالسن بعدة سنوات والأقدر على توفير حياة كريمة لزوجته وعائلته.

مواصفات فارس الأحلام

ويُرجّع علماء النفس التطوري مواصفات فارس الأحلام المذكورة في الأعلى، إلى تفضيلات حددتها لنا الجدّات منذ العصر الحجري، ويوضح عالم النفس “ديفيد باس” في كتابه “علم النفس التطوري- العلم الجديد للعقل”، أن «النساء يستثمرن في الأولاد أكثر من الرجل، كونهن يحملن ٩ أشهر ويرضعن، ويتعين عليهن البقاء في الكهوف لرعاية الأطفال، كما أنهن خلال فترة الحمل يصعب عليهن الذهاب للصيد، لذلك فإن المرأة وجدت أنها للحفاظ على حياتها وحياة أطفالها بحاجة إلى رجل قوي (عضلات مفتولة) قادر على حمايتها وأولادها من الحيوانات المفترسة، ورجل يتمتع بصحة جيدة (طويل ظهره مشدود)، وقادر على تأمين الموارد في الماضي من خلال الصيد، واليوم بالجيوب الممتلئة، وأيضاً رجل يفوقها بالسن ليكون قادر على تحمل مسؤولية الأولاد ويتمتع بسمعة حسنة، مما يضمن التزامه معها ومع أولادها».

لماذا لا تحب النساء العلاقات العابرة؟

ويوضح “ديفيد باس”، أن «الحمل والانجاب والإرضاع، موارد ثمينة خصت الطبيعة بها المرأة، ومن المنطقي ألا يفرط صاحب الموارد الثمينة بها كيفما اتفق، لذلك توجب على النساء أن يكن انتقائيات في عميلة اختيار الرجل، وإلا فإن أولادهن قد يتعرضن للموت افتراساً أو جوعاً، فإقامة علاقة عابرة قد تعني التسلية السريعة للرجل، لكنها كانت تعني الحمل ٩ أشهر للمرأة وتحمل عبء رعاية وحماية طفل وحدها، غالباً ما كان يموت أطفال النساء اللواتي يبقين بلا رجل، لذلك حددت الجدّات مواصفات الشريك الصالح المناسب».

وأشار إلى أنه «لا شك أن إجراءات منع الحمل الحديثة، ساعدت النساء على أن يكن أكثر تحرراً في علاقاتهن، إلا أن السيكولوجية البشرية تطورت عبر ملايين السنين كي تحل مشاكل الأسلاف قبل ظهور التقنيات والحلول الحديثة، ورغم تطور الظروف الحديثة، إلا أن النساء ما زلن يمتلكن هذه السيكولوجية الجنسية الدفينة».

الرجل الكريم محبوب النساء

يشرح “ديفيد باس”، أن «الجدّات كن يفضلن الرجل الكريم، لأنه سوف يتقاسم مع شريكته موارد الصيد خلال حملها، حيث ستكون غير قادرة على الصيد بنفسها، كما أنه سوف يُكرّس وقته وطاقاته وموارده لراعية زوجته وأولاده، مما سيساعدها وأولادها على البقاء والتكاثر».

وأضاف «جدّاتنا كن يفضلن الرجل الرومانسي والعطوف، لأنهن وجدن أنه أكثر التزاماً، أي أنه لن يهجر شريكته وأولادهما، وأيضا يفضلن الرجل الفكاهي لأنه غالباً ما يكون ذكي، أي سيكون قادراً على حل المشاكل التي تتعرض لها زوجته وأولاده، فمواجهة المخاطر تحتاج إلى الذكاء والقوة».

من عصر الكهف إلى ما بعد الحداثة

تفتح مواصفات فارس أحلام اليوم باباً على مشاكل البقاء والتكاثر التي كانت تواجهها جدّاتنا منذ آلاف السنين، وكيف ابتدعت جدّاتنا استراتيجيات لحلها، تماماً مثلما يدل خوفنا اللاوعي اليوم من الثعابين والعقارب على المخاطر التي كانت تواجه أجدادنا، فالذين كانوا يتمتعون بشجاعة مواجهة خطر الأفاعي والعقارب لم يتمكن أغلبهم من البقاء والتكاثر، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء اللواتي اخترن رجالاً لا يتمتعون بالصحة والقوة والكرم والالتزام.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.