بعد تجنيدهم للقتال في ليبيا: أحلام الذهب والرواتب الضخمة تدفع شباباً من السويداء للقتال في فنزويلا

بعد تجنيدهم للقتال في ليبيا: أحلام الذهب والرواتب الضخمة تدفع شباباً من السويداء للقتال في فنزويلا

كشفت مصادر محلية من محافظة #السويداء، لموقع «الحل نت»، عن «سعي وكلاء سوريين، متعاملين مع #روسيا، لتجنيد آلاف الشباب للذهاب إلى #فنزويلا، في مهمة تهدف إلى حماية مناجم الذهب، في منطقة متنازع عليها بين فنزويلا وروسيا من جهة، والمافيات الكولومبية من جهة أخرى. ويحصل المقاتل على أربعة آلاف دولار في الشهر الواحد، عدا عن تعويضات الوفاة والإصابة».

 

“وقّعوا عقودهم دون تفكير”

وأكدت المصادر نفسها أن «شخصاً يدعى “جمال نصر” استلم تفويضاً خاصاً من السلطات الروسية لتجنيد المقاتلين، وافتتح مكتباً في مدينة السويداء، ووكّل مندوبين عنه للقاء الشباب الراغبين بالسفر إلى فنزويلا. الذين بلغت أعدادهم، حتى اللحظة، أكثر من خمسة آلاف».

فيما أشار أحد هؤلاء المندوبين، ويدعى “سامر عامر”، وينحدر من ريف السويداء الشمالي، أن «المطلوب لهذه المهمة سبعة وثلاثون ألف مقاتل من كافة المحافظات السورية، تتراوح رواتبهم بين ألفين وخمسمئة وخمسة آلاف دولار، وتتنوع المهام التي سيؤدونها في فنزويلا بين الحراسة والقتال وخدمة المراكز العسكرية، مع تعويضات إصابة ومرض ووفاة».

وأكد “عامر”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الشبان تعرّفوا على مهامهم، ووقعوا العقود، ولم يلتفتوا لأي شيء سوى القيمة المادية التي سيجنونها من هذه الرحلة، والتي تبلغ وسطياً أربعة آلاف دولار أمريكي».

 

“سيموتون دون أن يعلم بهم أحد”

وبحسب الناشط المدني “سمير محسن” (اسم مستعار لأسباب أمنية) فإن «روسيا لا تبحث عن حماية للمنشآت النفطية، كما رُوّج للأمر في البداية، والموضوع يتعلق بمناجم الذهب، وبحروب عصابات ومافيات. والسفر ليس مجرد نزهة بل هو اندفاع نحو الموت»، حسب تعبيره.

مشيراً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أن «الشعب الفنزويلي نفسه يعاني الجوع، ولو كانت وعود الوكلاء للشباب السوريين صحيحة لكان الأجدى أن يقوم الروس بتجنيد مقاتلين فنزويليين، يقبلون بالتأكيد برواتب أقل بكثير».

“أيهم أبو ترابه”، مغترب في فنزويلا متحدّر من محافظة السويداء،  قال إن «الأوضاع في فنزويلا شديدة السوء، وعدد كبير من الفنزويليين هرب نحو الإكوادور وكولومبيا والبيرو، ومن الهاربين مغتربين سوريين كثر».

وأضاف “أبو ترابه”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «في فنزويلا أكثر من مليون ونصف عسكري، فلماذا لا ترسل الحكومة الفنزويلية الجيش إلى المناطق المتنازع عليها، أو تجنّد العاطلين عن العمل في البلاد بمئة دولار فقط على سبيل المثال، خاصة أنهم يجيدون لغة البلاد ومتآلفون مع جغرافيتها ومناخها. أو لماذا لا تجنّد مقاتلين من دول قريبة، مثل البرازيل وكولومبيا وكوبا؟».

وتوقّع “أبو ترابه” أن «الذين يتم تجنيدهم الآن في سوريا سوف يواجهون الموت، أو يقعون أسرى تحت إمرة المافيات الكولومبية، التي تسيطر على المنطقة التي توجد فيه مناجم الذهب. باختصار سيموتون دون أن يعلم بهم أحد، كما حصل مع كثيرين خُدعوا من قبل، واختفت أخبارهم»، حسب قوله،  مشيراً إلى أن «الوضع المادي لغالبية السورييين المغتربين في فنزويلا بالحضيض».

 

“صفقة غامضة”

يؤكد “سمير محسن” أن «أعمار المقاتلين، الذين سجلوا أسماءهم للذهاب لفنزويلا، تتراوح بين عشرين وخمسة وأربعين عاماً، فقد حاول المندوبون والشركات الأمنية الروسية تجاوز الملاحظات السابقة على الشباب المجندين للقتال في #ليبيا، الذين كان بعضهم قاصرين، سافروا إلى هناك دون علم عائلاتهم، وبعضهم الآخر كهولاً تجاوزوا الخمسين عاماً».

لكن الملاحظ، كما أكد الناشط “محسن”، أن «الذين سجلوا أسماءهم كانوا خليطاً من العاطلين عن العمل، وأصحاب المهن المختلفة، وموظفين، ومطلوبين للخدمة الإلزامية، وهاربين منها، ومطلوبين لقضايا جنائية، وأشخاص لديهم سجل حافل في القتال مع #القوات_الحكومية والفصائل المختلفة. ما يعني أن التجنيد يستهدف كل الفئات».

فيما أشار “بشار الطويل”، الفار من الخدمة الإلزامية، إلى أن «الدولة السورية تُسهّل هذه الهجرة، كونها تعطي موافقات أمنية للسفر، حتى للهاربين من التجنيد. وهذا يعني أن هنالك صفقة غامضة على حساب الدم السوري، ولو كان الأمر مجرد حراسة منشآت ومناجم لكانت روسيا جنّدت شبانها العاطلين عن العمل للقتال بهذا الراتب الخرافي»، حسب تعبيره.

الجدير بالذكر أن حملة تجنيد السوريين إلى ليبيا واجهت معارضة كبيرة من المجتمع المحلي في السويداء، وعاد كثير من المجندين إلى المحافظة، بعد أن رفضت روسيا دخولهم إلى #قاعدة_حميميم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.